ببساطة كان الخبر : أعلن المسئولون أن قاموس " أكسفورد " سوف يشتمل علي علامة القلب 3 وعلي الاختصارات : LOL , OMG كمشتقات لغوية تستحق التسجيل. ربما خبر كهذا ليس علي القدر الذي يبدو به من البساطة إنما يستحق التوقف عنده لنري كيف ينظر هؤلاء إلي لغتهم..اللغة ككائن حي يتفاعل مع العصر ينمو ويغير شكله..اللغة التي ليست هي فقط كلمات نتبادلها لتمرير حقائق أو أكاذيب لكنها اللغة كمؤشر للفكر وأسلوب الحياة.في العام الماضي خرج علينا مرسي العياط وجماعته التي أرادت حكم مصر بكلمات مفرطة في القدم تصيب أي شخص طبيعي بالبؤس والإحباط..أبلج..ولجلج الكلمتان اللتان نالتا القدر الأكبر من الشهرة مثلاً, وعندما أراد أن يبدو متحضراً وعصرياً تحدث عن " الصوابع اللي بتلعب في مصر "هذا الفكر للأسف لا يخص العياط وجماعته وحدهم..بل أشبه بسمة عامة تندرج تحتها حكومات وسياسات... مسئولون ومدراء ومعلمون.في الماضي تورط أغلبنا في دراسة قضية وهمية سمّوها: الصراع بين الأصالة والمعاصرة, وخرج علينا المدرسون بنظريات تبنّوها تحقق لهم قدراً وهمياً من الأمان.. نظريات وضعها أشخاص خائفون من كل ما هو صغير وغض وواعد , ورسّخها مجتمع لا يتحمّل الاختلاف.. يستسهل التنميط ويركن إلي القوالب الجاهزة مخافة أن يتزحزح أحد عن سلطته أو كرسيه. كان طبيعياً بالتالي أن يقابله هذا الجديد الغض الواعد بالازدراء والتجاوز, فيفرض لغته الجديدة خارج الإطار الرسمي بقوة وتطرف يتعمد الهبوط والصدام..صدام لا يفيد اللغة أو الفكر. حين قرر المسئولون إضافة تلك الرموز والاعتراف بها أعلنوا أن هذه "الكلمات " أصبحت مصاحبة بقوة للغة التواصل الإلكترونية ودخلت في سياق اللغة الرسمية لسهولة استخدامها " هذه الحروف ليست فقط أسرع في الكتابة وتتيح قول الكثير حين يكون هناك حد أقصي للحروف التي يمكن إرسالها في نص واحد , لكنها أيضا حين تستخدم في الحياة الواقعية تفيد ضمنيا قدراً من الحماسة أو المبالغة أو السخرية بالشكل الذي ارتبط بالمصطلح في استخدامه عبر الانترنت." يقول " أكسفورد " عن الاختصار " OMG" : بالرغم من ارتباط هذه الاختصارات بالجيل الأصغر سنا , تم العثور علي استخدامات مبكرة لدرجة مذهلة ترجع لعام 1917 في أحد الخطابات الشخصية..بينما يقول عن رمز القلب : يستخدم كتعبير عن الفعل " يحب " وظهر لأول مرة عام 1984 ثم انتشرت طباعته علي الملابس للترويج السياحي ..مثلا : أنا ذ قلب ذ نيويورك. المشتقات الجديدة لن تهدد عرش اللّغة والهوية إلا إن كانت من الضعف والانحدار بما يسمح بهذا. لكن كيف لنا أن نتعامل مع مستجدات اللغة في زمن لا يقدم فيه العرب جديداً للبشرية سوي الدم.