في روايتها الجديدة "بروكلين هايتس" تقفز ميرال الطحاوي باتجاه مغامرة كتابية مختلفة عن مغامراتها الكتابية السابقة. وربما يكون المكان هو كلمة السرّ في تلك القفزة، فالرواية بالأساس تدور في أمريكا، حيث تبدو البطلة وابنها الصغير في مواجهة مع الخوف. الخوف الذي يفرضه ذلك العالم الغريب الذي لا يقبل الغرباء بسهولة. وبينما يبدو الطفل أكثر قابلية للتعامل مع الغرب تبدو الأم أكثر حذراً في التقاطع مع العالم خوفاً علي صغيرها كما يظهر في تصميم الغلاف الذي قام به الفنان أحمد مراد. ولكن بمرور الوقت تبدأ البطلة في الخروج من شرنقتها، أو غرفتها الصغيرة في نيويورك لتتعرف إلي كثير من الأشخاص الذين ينتمون لجنسيات مختلفة. كل منها يحمل قشرة تنهار تحت وطأة الحفر الذي قامت به ميرال لقراءة شخصياتها. الرواية ليست من الروايات التي تحمل قمة واحدة، ولكن بها أكثر من ذروة، حيث اعتمدت الكاتبة علي فكرة الاستدعاء، استدعاء العوالم القديمة التي كانت البطلة فيها غارقة في التفاصيل البدوية وأساطيرها، والتي كانت تحاول خلالها تشكيل شخصيتها وفرضها علي محيط الأسرة وزملاء المدرسة والزوج. البطلة وهي تستدعي الحياة القديمة كانت تسعي لمعرفة التغيّرات التي طرأت علي شخصيتها وجعلتها أكثر حذراً في مواجهة الحياة. باكثير.. كاملا عن المجلس الأعلي للثقافة صدر مؤخرا المجلد الأول من مجموعة الأعمال الكاملة للكاتب علي أحمد باكثير. المجلد يضم روايات "سلامة القس" و"واإسلاماه" و"ليلة النهر"، وجمعه وراجعه وقدمه محمد أبو بكر حميد. يسرد حميد عددا من المواقف المهمة في حياة باكثير، ومنها علاقته بسلطة يوليو، فقد أنقذت رواية "واإسلاماه" مثلا باكثير من السجن في أعقاب الفتنة بين الثورة والإخوان المسلمين عام 1954، إذ رفض عبد الناصر اعتقاله، هو الذي كان ينشر أعماله في مجلة "الإخوان المسلمون" وكانت تربطة علاقات طيبة بسيد قطب، فقال عبد الناصر: "لماذا باكثير؟ كلنا كنا أصدقاء لقادة الإخوان المسلمين ونؤيد دعوتهم، ثم إن باكثير مواطن عربي هاجر من وطنه حبا في مصر، وحسبه أنه مؤلف (واإسلاماه) التي قرأتها قبل الثورة فأعجدبت بتصويره لمدي حاجة مصر لزعيم وطني يحرر أوطان العرب ويوحد كلمة المسلمين." الأعمال الكاملة لبدر الديب صدر مؤخرا عن المجلس الأعلي للثقافة المجلد الثاني من الأعمال الكاملة للكاتب الراحل بدرالديب، والذي يضم دواوين "مقطوعات مرغمة، معجزة كل يوم، عودة حرف ال"ح"، تاريخ قديسة، قصائد متفرقة"، وغيرها. تبدأ المجموعة بمقدمة بلا توقيع، يقول كاتبها: "أزعم أن اتجاه بدر الديب هذا _ لو قدر له الذيوع والتلقي الإيجابي منذ خمسة وخمسين عاما، لما صار الشعر المصري الآن علي صورته الكاريكاتورية: هامشا فاعلا، ومتنا شائخا فاسدا تافها. ولتشكل لدينا رافد عريض من البدهيات والمفاهيم والنتاج الشعري، مما يمكن البناء عليه والإضافة إليه، مثلما تحقق الأمر مع حركة شعر في لبنان ومؤسسيها الذين لم يكونوا في بداياتهم علي نفس الموجة العالية التي حملها بدر الديب إلي الشعر العربي."وبعد اصدار الأعمال الكاملة لبدر الديب خطوة مهمة تأخرت طويلاً لجمع أعمال واحد من أهم الكتاب المصريين. ترنيمات عاطف ضمن إصدارات "كتاب الاتحاد" الصادر عن اتحاد كتاب مصر، صدر مؤخرا ديوان "ترنيمات من صومعتي" للشاعر عاطف عبد المجيد. جاءت قصائد الديوان متماشية مع عنوانه فجاءت وكأنها مناجاة من الشاعر في وحدته، ينظر للعالم من علي البعد ويشعر في كثير من الأحيان بالوحدة والفقد واللاجدوي فيكتب في قصيدة بالعنوان نفسه:"أشياؤك تبقي/ بعد رحيلك../ قرنا ويزيد/ لكن/ ما جدوي../ أشياء ستبقي/ بعد../ فوات../ الإنسان؟!. ويكتب "ماذا../ خبأت لنا/ أيتها الأيام؟/ لاشئ../ سوي/ أن أجعلكم../ كالأيتام!!.". ويختتم عاطف ديوانه بقصيدة أحلا شاعر يكتب فيها:"أحلم/ أن تخرج أشعاري/ من هذا القرطاس/ أن تصبح دوما/ كالنبراس/ فتضئ شمالاً/ وجنوبا/ في دنيا الناس". أرشيف المأثورات في الفنون الشعبية خصصت مجلة الفنون الشعبية عددها الجديد الصادر مؤخرا للأرشيف القومي للمأثورات الشعبية، يقدم العدد نماذج من المادة الميدانية التي تم جمعها خلال الفترة من يناير 2008 وحتي أبريل 2010 كما جاءت علي لسان الإخباريين وكما رآها ورصدها الجامعيون وسجلوها صوتا وصورة ثابتة ومتحركة، وهو جزء من مشروع الأرشيف القومي للمأثورات الشعبية. تنشر المجلة ما يحتويه الأرشيف في موضوعات: الأزياء الشعبية وفيه تنشر مقالا حول "الزي التقليدي للمناسبات السارة"، وفي فرع الثقافة المادية تنشر مقالا حول "مشغولات الخوص"، وفي موتيفات تشكيلية تنشر "موتيفات ثوب العروس"، وفي العادات والتقاليد "الاحتفالات الشعبية بزواج المصريين"، وفي فنون العرض تنشر مقالا حول "احتفالات المولد"، وفي الموسيقي الشعبية تتحدث عن "الفرق الموسيقية المصاحبة للإنشاد الديني"، وفي المعتقدات الشعبية "الخصوبة والإنجاب"، أما في موضوع الرقص الشعبيي فتنشر المجلة مقالا حول "رقصات الكف"، وأخيرا تنشر المجلة نماذج من الأدب الشعبي. القصة في زمن الرواية عن مركز الحضارة العربية صدر مؤخرا كتاب "القصة القصيرة في زمن الرواية"، لشوقي عبد الحميد، يضم الكتاب عدة مقالات عن فن القصة القصيرة لدي أدباء مختلفين، مثل "براكين السكون.. في عالم بهاء طاهر، سعيد الكفراوي والقصة بنكهة الرواية، سفر المخزنجي إلي القصة القصيرة علي أوتار الماء"، ويقوم الكاتب بتطبيق نظرياته علي بعض النماذج في الباب الثاني، كما يضم الباب الثالث مقدمة ونماذج من فن القصة القصيرة جدا (ق.ق.ج). وفي مقدمته للكتاب يقول المؤلف: "لولا أن بقية من شعاع القصة لم يزل يضيء بعض المنابر من بقايا القصة القصيرة علي يد كل من بهاء طاهر وسعيد الكفراوي (من جيل الستينيات) ومحمد المخزنجي وخيري عبد الجواد (من جيل الثمانينيات) _ والذين يتطلب الأمر دراسة كل منهم علي حدة _ وبعض أصوات متفرقة تظهر علي استحياء بين الحين والآخر بالمجهودات الفردية، لكانت القصة القصيرة قد لفظت أنفاسها.