لم ينته نشر كل أعمال سالينجر كما يبدو، وفقا لمزاعم ذُكرت في فيلم وكتاب صدرا بداية هذا الشهر. عُرف سالينجر، الذي توفي عام 2010 عن 91 عاما، بأعماله الأدبية الرائعة والقليلة، التي كانت علي رأسها الرواية التي حصلت علي نجاح كبير "الحارس في حقل الشوفان" والتي نشرت عام 1951 ولكن فيلم وثائقي اسمه "سالينجر" وكتابا بالاسم نفسه يرتبط بالفيلم، احتويا علي تأكيدات مفصلة بأن السيد سالينجر لمّح إلي نشر خمسة كتب أخري علي الأقل بعضها كتب جديدة تماما، وبعضها كتب مكملة لما نشر في ترتيب رغب في أن يبدأ عام 2015. الكتب والقصص الجديدة التي كتب معظمها قبل أن يضع أعماله في وديعة عام 2008، ستوسع ميراث سالينجر بشكل كبير. إحدي المجموعات التي ستسمي "عائلة جلاس" ستضيف خمس قصص جديدة لمجموع القصص الذي نشر سابقا عن عائلة جلاس المتخيلة، التي ظهرت في كتاب سالينجر "فراني وزوي" وفي أماكن أخري، وفقا لمزاعم ظهرت في لقاءات ومقالات في الفيلم الوثائقي والكتاب. مجموعة أخري ستحتوي علي نسخة مراجعة من القصة المعروفة ولكن غير المنشورة "آخر وأفضل قصص بيتر بان" التي ستُجمع مع قصص جديدة، والأعمال الموجودة عن عائلة كولفيلد المتخيلة ومنها (الحارس في حقل الشوفان). يقال إن الأعمال الجديدة تشتمل علي قصة تتضمن تعاليم كثيرة من فلسفة الفيدانتا الدينية التي انغمس سالينجر فيها بعمق؛ بالإضافة إلي رواية تدور في الحرب العالمية الثانية، وقائمة علي قصة زواجه الأول؛ ورواية قصيرة اعتمدت علي تجاربه مع الحرب. لعقود طويلة قال من يتعاملون مع سالينجر إنه استمر في الكتابة، وإن توقف عن النشر بعد القصة الطويلة (16 هابوورث 1924) التي نشرت في النيويوركر. ولكن لم يزعم أحد بشكل تفصيلي من قبل أن سالينجر ترك خطط لنشر أعماله بعد وفاته. ماثيو سالينجر، ابن سالينجر، والذي يشارك مسئولية ميراث سالينجر مع كولين أونيل أرملة الكاتب، رفض مناقشة الخطط أو الكتاب أو الفيلم، وقال إن أونيل - التي لم ترد مباشرة علي أسئلتنا - سترفض التعليق أيضا. في لقاء معه تم في بداية هذا العام، قال ماثيو سالينجر إنه يتشكك أن الكتاب والفيلم الوثائقي سيزيدان من الفهم العام لأبيه، الذي حصر نفسه في التعامل الحميمي مع دائرة صغيرة لا تزيد عن سبعة أو ثمانية أشخاص. أخرج الفيلم الوثائقي شين ساليرنو، المخرج الذي قضي تسع سنوات يبحث ويصور الفيلم الذي أصدرته شركة فاينشتاين في 6 سبتمبر وسيعرض في شبكة التلفزيونات الأمريكية في سلسلة الأساتذة الأمريكان. والكتاب المصاحب كتبه ديفيد شيلدز، ونشرته دار نشر سايمون وشوستر في 3 سبتمبر. ومن مكتبه بلوس آنجلس، أشار السيد ساليرنو إلي الطاولات والأرفف الممتلئة بالصور ومئات الخطابات وحتي مذكرات من الحرب العالمية الثانية لأحد أصدقاء العمر لسالينجر وهو زميله الجندي الراحل بول فيتزجيرالد وكلها لم تنشر من قبل. يقول السيد ساليرنو: :"إن كانت هذه الأشياء لا تعبر عن دائرته المقربة، فلا أعلم إذن ما هي دائرته المقربة". معرفته بخطط النشر تشكلت كما يقول ساليرنو في وقت متأخر أثناء بحثه. الكتاب والفيلم نسبا قصة مفصلة عن الخطط لمصدرين مجهولين، كل منهما تم وصفه في الكتاب علي أنه "مستقل ومنعزل". رفض السيد ساليرنو التوضيح، وإن وصفهما علي أنهما شخصان لا يتحدثان إلي بعضهما البعض، ولكنهما يعرفان عن الخطط. يقول السيد ساليرنو عن الفصل الأخير الذي يحتوي علي وجهات النظر عن المنشورات الجديدة والمعنون ب "أسرار": "مصداقية الفصل الأخير متحققة من ال 571 صفحة التي تسبقه". وأشار السيد ساليرنو إنه لقي بعض التعاون المبدئي من أفراد من عائلة سالينجر ولكنهم سحبوا دعمهم بعد ذلك. الكتاب والفيلم تم تسويقهما مع وعد بمعرفة أشياء جديدة عن السيد سالينجر الذي كان ميله الشديد للخصوصية صفة مميزة له. في الأسبوع الماضي فاينشتاين ودار نشر سايمون وشوستر بدأ الحملة الدعائية التي ضمت بوستر يظهر فيه سالينجر وإصبعه علي فمه تحت تحذير: "اكشف الغموض ولكن لا تفسد الأسرار!" الكتاب المكون من 698 صفحة والمصاحب للفيلم مكتوب علي طريقة التاريخ الشفوي، مع مقتطفات من آراء عشرات الناس الذين أجري القائمون علي المشروع معهم لقاءات. جوناثان كراب، الناشر في دار سايمون وشوستر، قال في لقاء له إن الكتاب له "طابع صحفي رئيسي". وأضاف السيد كارب: "هو اعتمد بالفعل علي مصادر مجهولة، وتحدثت إلي المخرج عن ذلك، ولكن أعتقد أنها مصادر قوية اعتمادا علي بقية المصادر المذكورة التي لا يمكن التشكيك فيها". يقول السيد كارب عن "الاكتشاف الكبير" للمسودات غير المنشورة: "عندما تنشر، أتوقع أنها ستكون أهم المنشورات خلال عام، إن لم يكن خلال عقد". الفيلم والكتاب يقدمان فكرة مفصلة وأحيانا غير مناسبة عن حياة الكاتب الذي شارك مع قوات الحلفاء في غزو نورماندي في الحرب العالمية الثانية، وكان من أول من دخلوا معسكر كوفرينج الرابع (معسكر الموت) أثناء خدمته في قوات المخابرات المضادة، عاني من انهيار عقلي وعاد إلي الولاياتالمتحدة ذ مع زوجته سيلفيا ولتر حيث حصل علي الشهرة الأدبية. من ضمن الاكتشافات الجذابة، يقدم السيد ساليرنو والسيد شيلدز تفاصيل غير معروفة كثيرة وصور لزوجة السيد سالينجر الأولي؛ السيدة ولتر، المواطنة الألمانية التي تزوجته بعد الحرب العالمية الثانية. في هذا الوقت، عام 1945، كان السيد سالينجر يعمل كعميل في المخابرات المضادة، حيث يدرس أين يختبيء النازيون. ولكن الكتاب يذكر عناصر متشككة عن السيدة ولتر تري أنها ربما تكون مخبرة للجستابو، هذه إمكانية ذكرها أصدقاء السيد سالينجر فيما بعد الحرب. وإلا لم انتهي الزواج؟. بعد أسابيع من عودة المتزوجين حديثا إلي بيت سالينجر في نيويورك: "وجدت علي طبق الإفطار تذكرة طائرة متوجهة إلي ألمانيا". تم ذكر علاقة أخري في الكتاب والفيلم ستهم الكثير من دارسي سالينجر: بعد الحرب. قابل سالينجر فتاة في الرابعة عشرة تدعي جين ميلر، في منتجع سياحي بفلوريدا. تبادلا الخطابات لعدة سنوات، وقضيا الوقت معا في نيو يورك وفي النهاية دخلا في علاقة جسدية قصيرة. (قالت ميلر في لقاء بالفيلم والكتاب إن السيد سالينجر تركها في اليوم الذي تلا اللقاء الجنسي). قالت السيدة ميلر في الكتاب إن السيد سالينجر رآها مرة وهي تمنع نفسها عن التثاؤب أمام امرأة عجوز، واستخدم هذه الحركة في واحدة من قصصه القصيرة "إلي إزمي.. مع الحب والبؤس". وأضافت السيدة ميلر في لقاء بالكتاب: "قال لي إنه لم يكن ليكتب (إزمي) لو لم يلتقني". بالنسبة للسيد ساليرنو فإصدار الكتاب والفيلم يدعم رحلة البحث التي أخذته بعيدا عن مهنته ككاتب سيناريو بهوليود لأفلام مثل "الهمج" أو مجموعة الأجزاء القادمة لفيلم "آفاتار". لا يتوقع السيد ساليرنو، أن دار "ليتل وبراون وكومباني" التي نشرت "الحارس في حقل الشوفان" هي بالضرورة التي ستنشر الأعمال اللاحقة (رفض الناشر التعليق). وقال إنه مقتنع إن ميراث سالينجر له الحق في أن تنشره دار أخري. ويضيف السيد ساليرنو: "سيعيش سالينجر فصلا حياتيا ثانيا علي خلاف أي كاتب في التاريخ، لا يوجد أحد سبقه في ذلك". النيويورك تايمز