رئيس جامعة كفرالشيخ يستقبل لجنة تعيين أعضاء هيئة تدريس قسم اللغة الإيطالية بكلية الألسن    مرصد الأزهر لمكافحة التطرف يكشف عن توصيات منتدى «اسمع واتكلم»    صناعة النواب: ارتفاع الاحتياطي النقدي يعكس الثقة في الاقتصاد المصري    دعم منصة سلفة في السعودية يصل إلى 25،000 ريال سعودي.. تعرف على الشروط المطلوبة    حماس: نتنياهو يراوغ لاستمرار الحرب في غزة    محمود مسلم: الموقف في غزة صعب.. وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته    كوارث خلفتها الأمطار الغزيرة بكينيا ووفاة 238 شخصا في أسبوعين.. ماذا حدث؟    التعادل يحسم الشوط الأول بين ريال مدريد وبايرن ميونخ    «الداخلية» تُحبط عملية غسل 40 مليون جنيه حصيلة تجارة المخدرات بقنا    المركز القومي للسينما يفتتح نادي سينما الإسماعيلية |الصور    «لا نعرف شيئًا عنها».. أول رد من «تكوين» على «زجاجة البيرة» في مؤتمرها التأسيسي    تعرف على فضل صيام الأيام البيض لشهر ذي القعدة    حزب العدل: مستمرون في تجميد عضويتنا بالحركة المدنية.. ولم نحضر اجتماع اليوم    موعد وعدد أيام إجازة عيد الأضحى 2024    تحرير 11 محضرا تموينيا متنوعا في أسواق شمال سيناء    وزير التعليم يُناقش رسالة ماجستير عن المواطنة الرقمية في جامعة الزقازيق - صور    حلقة نقاشية حول تأسيس شركة مساهمة بجامعة قناة السويس    سلمى الشماع: مهرجان بردية للسينما الومضة يحمل اسم عاطف الطيب    لوكاشينكو: يحاولون عزل دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ولكنها تمضي قدما    بالفيديو.. هل تدريج الشعر حرام؟ أمين الفتوى يكشف مفاجأة    نائب محافظ الوادي الجديد توجه بتوفير طبيب لمرضى الغسيل الكلوي بمستشفى باريس    عام المليار جنيه.. مكافآت كأس العالم للأندية تحفز الأهلي في 2025    توت عنخ آمون يتوج ب كأس مصر للسيدات    «البترول» تواصل تسجيل قراءة عداد الغاز للمنازل لشهر مايو 2024    الخارجية الأمريكية: نراجع شحنات أسلحة أخرى لإسرائيل    «التجارية البرازيلية»: مصر تستحوذ على 63% من صادرات الأغذية العربية للبرازيل    لفترة ثانية .. معلومات عن سحر السنباطي أمين المجلس القومي للطفولة والأمومة    حسن الرداد يكشف عن انجازات مسيرته الفنية    «اسمع واتكلم».. المحاضرون بمنتدى الأزهر يحذرون الشباب من الاستخدام العشوائي للذكاء الاصطناعي    السجن 5 سنوات لنائب رئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة بتهمة الرشوة    محافظ أسوان: مشروع متكامل للصرف الصحي ب«عزبة الفرن» بتكلفة 30 مليون جنيه    وكيل وزارة الصحة بالشرقية يتفقد مستشفى الصدر والحميات بالزقازيق    رئيسة المنظمة الدولية للهجرة: اللاجئون الروهينجا في بنجلاديش بحاجة إلى ملاجئ آمنة    مناقشة تحديات المرأة العاملة في محاضرة لقصور الثقافة بالغربية    التعاون الإسلامي والخارجية الفلسطينية يرحبان بقرار جزر البهاما الاعتراف بدولة فلسطين    أسهم أوروبا تصعد مدعومة بتفاؤل مرتبط بنتائج أعمال    كريستيانو رونالدو يأمر بضم نجم مانشستر يونايتد لصفوف النصر.. والهلال يترقب    المشدد 10 سنوات لطالبين بتهمة سرقة مبلغ مالي من شخص بالإكراه في القليوبية    أمين الفتوى يحذر من تصرفات تفسد الحج.. تعرف عليها    أحدثهم هاني شاكر وريم البارودي.. تفاصيل 4 قضايا تطارد نجوم الفن    11 جثة بسبب ماكينة ري.. قرار قضائي جديد بشأن المتهمين في "مجزرة أبوحزام" بقنا    فرقة الحرملك تحيي حفلًا على خشبة المسرح المكشوف بالأوبرا الجمعة    «8 أفعال عليك تجنبها».. «الإفتاء» توضح محظورات الإحرام لحجاج بيت الله    رئيس قطاع التكافل ببنك ناصر: حصة الاقتصاد الأخضر السوقية الربحية 6 تريليونات دولار حاليا    تعمد الكذب.. الإفتاء: اليمين الغموس ليس له كفارة إلا التوبة والندم والاستغفار    الزمالك يكشف مفاجآت في قضية خالد بوطيب وإيقاف القيد    ذكرى وفاة فارس السينما.. محطات فنية في حياة أحمد مظهر    صحة المنيا تقدم الخدمات العلاجية ل10 آلاف مواطن فى 8 قوافل طبية    صالح جمعة معلقا على عقوبة إيقافه بالدوري العراقي: «تعرضت لظلم كبير»    مصرع سيدة صدمها قطار خلال محاولة عبورها السكة الحديد بأبو النمرس    محافظ كفر الشيخ: نقل جميع المرافق المتعارضة مع مسار إنشاء كوبري سخا العلوي    لمواليد 8 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    الصحة: فحص 13 مليون مواطن ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة    إخماد حريق في شقة وسط الإسكندرية دون إصابات| صور    سيد معوض: الأهلي حقق مكاسب كثيرة من مباراة الاتحاد.. والعشري فاجئ كولر    إعلام فلسطيني: شهيدتان جراء قصف إسرائيلي على خان يونس    «النقل»: تصنيع وتوريد 55 قطارا للخط الأول للمترو بالتعاون مع شركة فرنسية    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار ينتصر للحرية والأصالة والإبداع
الكاتب والروائي الكبير سعيد سالم يتحدث عن المكر الفني والانتحار الجميل: أعمالي .. مغامرة بالعمر كله
نشر في أخبار الأدب يوم 13 - 07 - 2013

سعيد سالم الروائي الكبير في ضيافةِ قلمي وورقي وأنغام قريحتي، وأنا ألاقيه بمواكب الودّ والعناقِ، وجدتُ نفسي قبلَ أن أفتحَ كتابَ أسئلتي الحائرة في حضرتهِ ، إنّني أمامَ كاتبٍ تتحدّث أعمالهُ الإبداعية عنهُ, كمّ من الروايات التي أثارت جدلاً في الأوساط الثقافية ، وتناولها كبار النقّاد والكتّاب في مصرَ والوطن العربي , وكمّ آخر من القصص القصيرة التي ترسّخ لأسلوب في الكتابةِ الإبداعية, وهناك رؤاهُ الصّباحية التي فاضتْ بوابلٍ من الدراسات النقدية في الإبداع المصري والعربي، بالإضافة إلي اليوميات الثقافية التي تحتفي بكتابٍ ما، أو كاتبٍ موهوبٍ، أو تشيد بظاهرة ثقافية ، تشكّل إضافة إلي حياتنا الثقافية.
الكتابة لديه مغامرة! ولكنّها تأخذُ شكلَ رحلةٍ فوق سطح زورق ٍ من السّعادة ، مبحر ٍ بتلذّذٍ كبير وسط أمواج واقع ٍ هو جزءٌ منهُ, واقعٌ زاخرٌ بمفارقاتٍ هي مصدرُ الإلهام إذا ماتوفرَ الحبّ ماءُ وشمسُ هذا التفجر الإبداعي لديه الذي يظلُ شرطهُ الأساسيّ هو الإتقان.
يكتبُ سعيد سالم الروايةَ أوْ تكتبهُ ، يسافرُ في حروف قصّةٍ قصيرةٍ أو تسافرُ بهِ ، هوَ ذلكَ المبدعُ الأصيلُ المثابرُ ، الموجودُ في كلّ جملةٍ وعبارةٍ خطّتها أصابعه، روايةً أو قصّة ً، إذا ماتحدث من خلالِ شخصيةٍ ( بطله) فأنها لاتحملُ إلا فكرهُ ورؤاه، وإذا ماتخفّي وراءَ ضمير، لايُهادنُ ولايخون، مادامت الكتابةُ لديه شكلاً من أشكال الصّلاة !
حديثهُ معي عن الكتابة ، هو حديث عن الهوية، عن ملامح وطن يتجدّد علي ضوء فجر ٍ قادم, عن إبداع ٍ حقيقيّ هوَ نبضُ إنسانٍ ينتصرُ أبداً للحرية والأصالة والإبداع!
صدر لهُ أكثر من خمس عشرة رواية ، وعشر قصص قصيرة ، ومسرحيتان ، وعديد الدراسات النقدية, وصلت كتبه سبعة ً وعشرين كتاباً في مختلف فنون الإبداع والكتابة، وحصلَ علي عديد الجوائز الإبداعية والأدبية: جائزة إحسان عبد القدوس الأولي في الرواية (الأزمنة -1990) جائزة الدولة التشجيعية في القصّة القصيرة (الموظفون 1995) جائزة اتحاد كتّاب مصر في الرواية (كفّ ميريم - 2001) و(المقلب- 2010 ) كتبَ عن أعمالهِ كبار الأدباء والنقاد والكتاب في مصر والوطن العربي.
مغامرة بالعمر كله
تعدّدت فنون الكتابة لديك ، صفْ لي هذهِ المغامرة الشاقة العذبة ، وأنت المسافر أبداً وجواز سفرك قلبٌ نابضٌ بحبّ الكلمات!؟
- هي حقا مغامرة بالعمر كله ، كتبتني هي أكثر مما كتبتها. بدأت هذه المغامرة دون أن أدري الي أين ستصل بي وانا في عمر الصبا ، بكتابة مايشبه التأملات- والتي ما زلت أحتفظ بوريقات منها حتي اليوم- فيما يدور من حولي من أمور حياتية وقدرية تطرح علي عقلي الصغير أسئلة لا اعرف أجوبة لها من جهة ، ولا أجد من يجيبني عنها من جهة أخري بحكم فقداني أول وأهم الانتماءات الانسانية وأكثرها ضرورة لطفل ، إذ مات ابي وأنا في حوالي الثانية من العمر.
كانت الأسئلة عن السعادة والرزق والحياة والموت والحظ والجريمة والفقر والغني والسلطة والعدل والظلم ، وكثيرا من المعضلات الانسانية الأخري التي لم أجد غير القراءة بنهم وسيلة لمحاولة فهمها. كنت دائما أميل الي الصمت والتأمل والتفكير في الاجابات عن تلك الأسئلة، وكان مكاني المحبب للتعايش مع هذه التساؤلات هو البحر. كان بيتنا في حي رأس التين الشعبي - بالاسكندرية يطل علي شاطيء البحر مباشرة ولايبتعد كثيرا عن قصر الملك فاروق، وكان من الطبيعي أن اتعلم السباحة كسائر أقراني من أبناء بحري، وكان السباح العالمي عبد اللطيف ابوهيف وزميله حسن عبد الرحيم يقومان برعايتنا وارشادنا الي العوم الصحيح بشاطيء الميناء الشرقي . وقد نشرت قصة »الحارة« بملحق الأهرام عام1983 وفيها مقابلة بين حارات حوض السباحة في النادي الاجتماعي العريق ، وحارة الحديني المتواضعة التي كنا نسكن بها. كنت أجلس علي الشاطيء وحيدا بالساعات أتأمل انطباق السماء علي البحر عند الأفق البعيد، وأتخيل العوالم والبشر الذين يعيشون خلف هذه البحار واتمني رؤيتهم والحديث معهم.. البحر كان يغمرني بفيض من الأفكار المتدفقة علي عقلي الصغير بغير حساب فأكاد أري الله بقلبي الأخضر وأتذوق حلاوة الايمان بخالق هذا الكون العظيم المتسع الذي لاتبدو له نهاية، وأكتسب بالفطرة طباع أهل السواحل كسعة الصدر والمرح وحب الناس بكل اجناسهم. كلما كبرت أدركت السعادة بمفهوم مختلف حتي أيقنت في النهاية أنها تنبع من داخل الانسان أكثر مما تأتي بها المؤثرات الخارجية ،وقد كانت فكرة السعادة محورا جوهريا في معظم أعمالي الأدبية.
هكذا ساهمت ظروف البيئة الساحلية والمجتمع الشعبي البسيط واليتم المبكر وغياب المرشد وندرة الاصدقاء من نفس العمر في تكويني النفسي والعاطفي والفكري بالاضافة الي تعليمي الأولي بمدرسة أبي شوشة لتحفيظ القرآن الذي رسخ في وجداني موسيقا اللغة العربية وحببني في دراسة الموسيقا . ومع قيام ثورة يوليو وأنا في التاسعة من العمر بدأ اهتمامي بفكرة الوطن وكانت اعمالي الروائية الثلاثة الأولي تعبيرا فنيا عن الاهتمام بمفهوم الانتماء ، والحق أن تجربة الحب الأول والأخير في حياتي كانت هي المفجر الذي أشعل فتيل موهبتي ، بينما كان الوطن يعاني من آثار النكسة ، حيث جندت في سلاح الحرب الكيماوية ، حين اكتشفني جندي مجنون بالقراءة ، وأكد لي أنني سيكون لي شأن في عالم الكتابة بعد أن قرأ بعضا من تأملاتي التي أشرت اليها.. وهكذ كان فريد شرعان أول من علمني النشر وأول من أوقعني في حرفة الأدب ، فكانت اعمالي التي قاربت الثلاثين كتابا حتي بلغت السبعين.
التزاوج الفني
أول رواياتك كانت »جلامبو« عام1976ومروراً »ببوابة مورو« عام 1977، و»عمالقة أكتوبر«1979، وبآلهة من طين »1985وبعاليها واطيها« 1985وبالأزمنة 1992وحتّي آخرالروايات الحبّ والزمن الصادرة عن دار الهلال2011 ومن خلال سيرتك الذاتية ومتابعتي لأعمالك عرفت أنك بدأتَ روائياً لماذا؟ هل تعتقد ككثير من المبدعين الذين حاورتهم أن الرواية أسهل من القصّة القصيرة؟ أمْ ماذا؟ ما الفرق بينهما؟
- لا أعتقد أن الرواية أسهل من القصة القصيرة ، أو ان القصة القصيرة أسهل من الرواية. المسألة ان لكل مضمون شكل يناسبه، والفنان المتمكن هو الذي يستطيع إنجاح عملية التوافق والتجانس بين الشكل والمضمون ، علي أن يكون الصدق الفني- وليس شيئا غيره- بمثابة المأذون الذي يعقد هذا التزاوج الفني بينهما. ومن تجاربي العملية في هذا الشأن أنني كنت قد بدأت كتابة بعاليها واطيهاب باعتبارها قصة قصيرة وكان عنوانها حينئذ اعاليها أسفلها»، وما ان تجاوزت صفحات قليلة حتي أيقنت أن الشكل المناسب لموضوع انقلاب الأهرامات بابعاده العريضة ليس هو القصة القصيرة وانما هو الرواية ومن ثم فقد مضيت في كتابة رواية عاليها واطيها التي صدرت طبعتها الأولي عن مطبوعات وزارة الثقافة السورية بعنوان عاليها أسفلها عام 1985 وطبعتها الثانية عن دار المستقبل بالفجالة عام1992 والثالثة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب عام1994غير أن مسألة الشكل قد تتسم بالمرونة في يد من يتقن تطويع أشكال التعبير الدرامي لمضمون العمل، فكان ان حولت نفس الرواية مرة الي مسلسل درامي شهري لاذاعة الاسكندرية أذيع خلال شهر أكتوبر عام1999 ، ثم حولتها مرة الي مسرحية قصيرة من ثلاثة فصول ، وأخيرا حولتها الي حلقات تلفزيونية كوميدية أذيعت عام 2008 بقناة ارت حكايات وفيما بعد أعيدت اذاعتها بقناة نايل كوميدي، القصة القصيرة هي لقطة خاطفة منتزعة من الزمن ، أما الرواية فهي الزمن نفسه!.
مذكرات لا سيرة
في روايتك »الحبّ والزمن« تقول : (الكتاب الذي أقرأهُ الآنَ عليكم أيّها الأخوات والأخوة ، هوَ مذكرات شرعت في كتابتها منذ حوالي أربعين عاماً بدأت بنكسة1967وانتهت بحادثة المنصة عام1981، وعنونتها آنذاك بالشرخ، لماذا قلت (مذكرات) ولمْ تقل( سيرة) ألمْ يكن الكاتب موجوداً في كلّ أعماله؟ما رأيك ؟ هذهِ الروائية »مرغريت دوراس« تؤكّد : الانكتب شيئاً خارج الذاتب.. في أي عملٍ من أعمالك الروائية كنتَ موجوداً بقوة؟
- لايمكن أن ننكر أن كل مايكتبه الراوي لابد أن يمر قبل تدوينه علي الورق بمصفاة نفسه - تحتجز ماتحتجز وتمرر ماتمرر - بتمام تشكيلها الوجداني والثقافي والمعرفي ، وبما اشتملت عليه من تجارب حياتية مختلفة ، فضلا عن حتمية توافر الموهبة قبل الكلام عن أي شيء آخر، ومن ثم فأنا أقر بوجودي في جميع أعمالي ولكن بنسب مختلفة ، ووجودي هذا متحقق بقدر لا مفر منه ولا بأس به من المكر الفني ، بحيث يذوب هذا التواجد في كيان العمل الفني ، أو ينصهر معه ، او أن يكون معه نسيجا ناعما متكاملا ، وتلك هي رسالة الفن الحقيقية: أن يحيلنا الذاتي الي الموضوعي ولكن بيسر واقتدار.
لحظة الإبداع المركبة
يقولُ الكاتب الأمريكي هنري ميللر في مذكرات الثمانين: (إنّ المستقبل هو للرواية الأوتوبوغرافية رواية السيرة الذاتية ما رأيك بهذا القول ؟ ألا تري أن أغلب كتّاب الرواية العرب يعتمدون علي السيرة ، وإنْ كان المؤلف يختفي وراء شخصية( علم) أو رواء ( ضمير)؟؟
- ليس للإبداع الفني قاعدة لأن سيكولوجيته شديدة التعقيد، وما ينطبق علي مبدع ليس بالضرورة ان ينطبق علي مبدع آخر، بل ان ما ينطبق علي المبدع الواحد أحيانا قد لا ينطبق عليه هو نفسه أحيانا أخري ، حسب حالته الوجدانية لحظة الإبداع المركبة.. من جهة أخري فما المانع أن يكتب روائي متمكن من ادواته الفنية رواية تمثل في حقيقتها سيرته الذاتية، سواء أكان متخفيا وراء شخوصه كما فعلت أنا وكما فعل أستاذنا نجيب محفوظ، أو كان ظاهرا بوضوح ودون أن يتخفي بأي شكل كما فعل جمال الغيطاني في تجلياته حين تحدث عن أبيه وأمه بصراحة وشجاعة ، وكما فعل فؤاد قنديل مؤخرا في روايتهب المفتونب أريد أن أضيف أن مثل هذه الظاهرة ليست بالضرورة أن تكون مقترنة بالروائيين العرب، فهي منتشرة أيضا بين كتاب الغرب والشرق بصورة أو بأخري، حتي لو اندرج العمل تحت التصنيف الفانتازي.
حياتي الحقيقية
لوْ لم تكنْ الكتابة متنفسك، وأداتك لمقاومة بلادة الواقع، وروتين الحياة، وزخرفية العلاقات ماذا كنتَ ستفعل؟ قلْ هلْ يُمكن أن تتصورَ حياتك من دون هذا الانتحار الجميل - الكتابة؟؟
- كثيرا ما توقفت عن الكتابة لفترات مختلفة، امتدت أحيانا الي عدة سنوات، عندما لا أجد جديدا أكتبه أو عندما تنعدم رغبتي في الكتابة أو أعجز عن ممارستها ، بغض النظر عن الأسباب، أستطيع ان اصف حالي حينذاك وصفا دقيقا بأنني مخلوق كئيب تعس حائر يفتقد لحياته المعني أو الهدف او الحافز.. تهجرني البهجة وأفتقد عشقي الجنوني للحياة بكل طهرها وعهرها. يقتلني الفراغ والملل مهما تعددت مشاغلي وأعبائي الدنيوية الأخري.
لقد تبين لي بعد هذا العمر الطويل أن الكتابة الابداعية هي حياتي الحقيقية التي أمارسها بحب وشغف ، بل وبشهوة في معظم الأحيان نابعة من داخل الذات قادمة من خارج الزمن، أشبه بالأفعال الغريزية الأخري كالأكل والنوم والجنس ، ان لم تتفوق عليها جميعا في المتعة. ان التوقف عن الكتابة يعني لي الموت ، واذا كان خلاصي الأرضي في الحب وخلاصي السماوي في الايمان فإن الكتابة الابداعية عندي هي المعبر الذي يصل بين الخلاصين.
ضريبة الإبداع
يري الدارسون أنّ شاعر الحداثة الفرنسي الكبير آرتور رامبو قدْ آثرَ الحياة علي الكتابة .. هلْ تصدّق هذا ؟ لوْ كان كذلك ، أهي معاناة الكتابة وآلامها وليلها الطويل أمْ ماذا؟ قلْ لي وأنت الكاتب الكبير- هلْ « الكتابة حياة أمْ أنب الحياة كتابة .. أيّ التعبيرين الأقرب إلي رؤاك؟؟
- هناك مقولة سائدة بأن الحياة إما تعاش وإما تكتب ، وأنا لا اتفق مع هذه المقولة. ان الكتابة حياة حقا ، وهذا التعبير أقرب الي نفسي من التعبير الآخر الذي يقول بأن الحياة كتابة وإن كنت لا أرفضه، الحياة بحر زاخر بالخير والشر والجمال والقبح والعدل والظلم ، وعلي من يريد كتابتها ان يقبل بكل الرضا بالاستيقاظ المفاجيء قبيل الفجر لتدوين كلمة أو فكرة او جملة يخشي نسيانها ليضمها الي عمله الابداعي في اليوم التالي. عليه ان يقبل بالتضحية بمكاسب عديدة يحول التفرغ للابداع دون تحقيقها ، وهذا مافعلته بالتخلي عن اتمام رسالة الدكتوراه من أجل كتابة القصص والروايات حتي وصفني الدكتور بكر رئيس قسم الهندسة الكيمائية بهندسة الاسكندرية وكان هو أستاذي المشرف علي البحث، وصفني بالمجنون.
هناك ضريبة باهظة مفروضة علي المبدع الصادق الذي يكتب بقلبه لا بقلمه ، فالانفعال الزائد والتوتر الشديد المصاحب دوما لحالة الابداع يسبب امراضا عضوية لاينجو منها أديب ، أخفها القلق العصابي ، وقد يؤدي الي مرض القولون العصبي وأحيانا ضيق الشرايين بمخاطره العديدة..ولقد تعرضت للإصابة بجلطة في القلب خلال فترة تجميعي لعناصر الفساد في عصر مبارك أثناء كتابتي رواية الحب والزمن ، فقد تألمت بشدة حين قرأت عن مسئول وزارة الطيران الكبير الذي اصطحب أسرته وأسرة وزير آخر من القاهرة الي المصيف بمرسي مطروح علي طائرة من طائرات الدولة دون ركاب سواهم، وبعد وصولهم تبين أن زوجة الوزير قد نسيت حقيبة هامة بالمنزل فعادت الطائرة بالخادمة وحدها حيث عادت مرة اخري بالحقيبة الي مرسي مطروح. هذا الاجرام الرهيب في حق الشعب والاستهتار بمقدراته جعل الغيظ يقتلني والشعور بالعجز يمزقني ويقهرني ، فلم أستطع النوم لأيام متتالية حتي صحوت فجر يوم علي ألم يمزق صدري ، تمنيت الموت لأتخلص من بشاعته وكان جلطة حادة بالقلب. ودائما تذكرني الدعامة التي ركبوها في احد شراييني برواية الحب والزمن وبانتهاء عصر الفساد الأعظم ، وقيام ثورة 25 يناير الرائعة.
الشعب القارئ
ما تعليقك علي قول (مكسيم غوركي): متي أصبحت الكتابة بليتك الكبري ، فلنْ ينقذك منها سوي الموت؟
- أنا من العشاق المتيمين بمكسيم المرّ منذ صباي ، ولست أعترض علي مقولته اطلاقا.
مارأيك بما ابتكرهُ مبدعو الحداثة وهو مصطلح( القصّة القصيرة جداً) والتي اهتمت بها الصحافة الثقافية العربية ، وأصبحت لها رابطة في المغرب.. أهي قصة قصيرة فعلاً أمْ قصيدة نثر ظلّت الطريق؟؟
- ليس بالضرورة أن يقترن مصطلح القصة القصيرة بمصطلح الحداثة ، فالقصة القصيرة جدا تكتب من زمان بعيد وهي تعتبر أشد تعقيدا من القصة القصيرة العادية، ومن يكتبها يجب أن يكون متقنا لفن اختصار الكلمات بحيث يمكن ان تحوي جملة واحدة رحيق الحياة كلها، لدرجة ألا تحتمل القصة جملة اخري تالية لها ، وأصداء السيرة الذاتية تعبر تماما عما أقول.
الفعل الثقافي لمْ يعُدْ مقنعاً للمواطن - القاريء العربي ، وهو يعيش الكوارث المتلاحقة علي حدّ تعبير جبرا إبراهيم جبرا ، قلْ أينَ الخلل؟ في النتاج الثقافي أمْ في سيكولوجيا المثقف نفسه ؟ ماذا تقترح لثقافة هادفة؟
- الخلل ليس في النتاج الثقافي ولا في سيكولوجيا المثقف نفسه في معظم الأحيان.المواطن عندنا مسكين حين نقارنه بمواطن الغرب. المشكلة الجوهرية في أسلوب التعليم عندنا ابتداء من الطفولة، فالطفل الذي لايتدرب منذ نعومة اظافره علي القراءة ولا يتعود سماع الموسيقا ورسم اللوحات الطبيعية لايمكنه أن يتذوق الأدب حين يكبر. كارثة أخري هي أن نسبة الأمية مرتفعة في الوطن العربي، فضلا عن الارتفاع الشديد في أسعار الكتب، حتي أن كثيرا من الناشرين أعلنوا افلاسهم، وأن ظاهرة جديدة قد انتشرت اليوم بين الكتاب ، وهي أن يدفع المؤلف ذ وبعضهم من أصحاب الأسماء التي باتت معروفة - للناشر تكلفة طباعة روايته مقابل بعض النسخ. لن تتحقق ثقافة هادفة مالم نصنع شعبا قارئا وتلك معضلة بحاجة الي الكثير من الجهد والوقت. لقد جعلت ظروف حياتنا المتعثرة البائسة من القراءة نوعا من الترف والرفاهية، فالكل مشغول بالبحث عن لقمة العيش وعن العدل والحرية والكرامة ، بل وعن ابسط حقوق الانسان ، دون قدرة علي تحقيقها.
صحافتنا الثقافية
الرواية تاريخ وذاكرة ومخزون وتراكم فكري معرفي وحياتي.. كيف تفسّر هذا الركض حتّي اللهاث من قبل الكتاب (شعراء، ونقاد ، وصحفيين ، وفنانين) لكتابة الرواية ؟ أهو زمنُ الرواية فعلاً؟ أمْ أنّ لقب الروائي هو الأكثر حضوراً وانتشاراً ؟
- هؤلاء اللاهثون بلا موهبة لايعنينا أمرهم فلن يبقي منهم شيء. وأعتقد أن الذي يغريهم علي اقتحام هذا المجال هو أن مساحة الحرية المتاحة في الكتابة عند الرواية أكبر بكثير من المساحات المتاحة في الشعر والقصة القصيرة والمسرح، وفي جميع الأحوال فإن البقاء دائما لن يكون الا لصاحب الموهبة الحقة سواء في عالم الرواية أو في غيرها ، اما مسألة الظهور والانتشار فهي ليست المقياس الحقيقي لقيمة الكاتب.
عُرفتَ ككاتب يوميات ثقافية متميزة.. ما رأيك بصحافتنا الثقافية؟ لماذا هي متهمة بأنها صحافة علاقات ومجاملات وتلميع بعض الأسماء، ومتجاهلة المواهب الحقيقة؟ اهي مرآة مهشمة لهذا الحد؟ حدثني؟
- يجب أن نتفق أولا علي أنه اذا أصبح الوطن نفسه مرآة مهشمة بفعل الجهال والظلاميين ، فسوف ينعكس هذا بلا شك انعكاسا سلبيا علي الصحافة الثقافية. لقد كانت صحافتنا الثقافية في الستينات وجزء من السبعينيات في ذروة مجدها حين عرفت وانتشرت أنا وأبناء جيلي من خلال القصص القصيرة والمقالات النقدية التي كانت تنشرها لنا الراحلة حسن شاه اسبوعيا في جريدة الأخبار- صفحة أخبار الأدب - وكان مصطفي عبد الله ومجدي العفيفي ومرعي مدكور المحررون الأدبيون علي اتصال وثيق ودائم معنا. كما كان الشاعر فاروق جويدة مشرفا علي صفحة أدبية بالأهرام نشرت لي عشرات القصص القصيرة أنا ومحمد الجمل ومصطفي نصر وكثيرون غيرنا. كنا ننشر بلا مجاملة ويكتب عنا النقاد بلا انحياز فقد كتب عني علي الراعي وعبد العزيز الدسوقي ونجيب محفوظ من قبل أن اراهم او اتعرف عليهم..ومع نهاية السبعينيات انحسر هذا المد بالتدريج وظهرت الشللية والتجمعات والمجاملات وتبادل المصالح ، حتي دخلنا مؤخرا في نفق مظلم أعاننا الله علي الخروج منه بسلام ..ولكني أعتقد ذ رغم ذلك ذ أن العمل الأصيل يفرض نفسه في جميع الظروف.
رسالة إلي (الأستاذ)
قال الكاتب الكبير نجيب محفوظ عن روايتك (بوابة مورو) عبارة شديدة الموضوعية والأهمية :( أشهدُ بأنها جذبتني إلي قراءتها ، بسحر فيها لاشك فيه ، وهي عمل جيد في تصويره للبيئة ، وبما قدمتهُ من شخوص حيّة ، وأسلوبها ينبض بالحياة والتلقائية).. كيف كانت مشاعرك وقتها ؟ ماذا تقول الآن لعبقري الرواية الراحل ؟ هل ترك فراغاً في حياتنا الثقافية ؟؟
- أقول للأستاذ عليك رحمة الله ورضوانه يامن كنت مؤمنا بحق ، ولكن علي طريقتك الفذة النادرة- كما تجلت في أصداء السيرة الذاتية- لقد قضينا معك اجمل وأعظم أيام حياتنا لسنوات عديدة ونحن ناتنس بمجلسك الرائع وحديثك الثري الممتع وننهل من فيض علمك ومعرفتك ونتعلم منك أجمل الخصال.
حين تلقيت رسالة الاستاذ عند عودتي من العمل كنت جائعا جدا، وكانت رائحة تقلية الملوخية التي أعشقها تفوح في أرجاء المنزل. كنت انوي قراءة الرسالة بعد تناول الغداء ولكني لم اطق صبرا وقد رأيت اسم الأستاذ علي ظهر المظروف.فتحته بلهفة والتهمت سطورها ، لكني لم أستطع تناول الطعام لشدة فرحتي..شعرت أن كلمات الأستاذ قد أغنتني عن كل شيء في الحياة. ويسعدني ارفاق الرسالة اليكم وهي أولي رسائله التي بعث بها اليّ ضمن تسع رسائل منه سبق نشرها من قبل في مواقع أدبية عديدة.
وقال النقاد..
رواياتك الثلاث الأخيرة (الشيء الآخر، والمقلب ،وخاصة، الحب والزمن- التي نشرت علي حلقات مسلسلة عام2007 بجريدة الدستور قبل اصدارها عن دار الهلال في عام2011- تنبأت بقيام ثورة علي النظام الفاسد ، كيف اختلف تناولك للموضوع ذاته في الروايات الثلاث من وجهة نظرك ومن وجهة نظر النقاد؟
- أولا أنا لم اتنبأ بالثورة وإنما كنت أحث وأحرض عليها بشدة ، وقد بدأت اجتهاداتي في هذا الصدد برواية الشيء الآخر باستخدام الرمز والفانتازيا الخفيفة، ثم تشجعت قليلا في المقلب من خلال فانتازيا موحية دون ترميز، وأخيرا تجرأت في الحب والزمن علي الواقعية الانتقادية المباشرة لدرجة استخدام الأرقام أحيانا واستخدام الأسماء الحقيقية للمفسدين أحيانا اخري بمن فيهم حرم رئيس الدولة.
وعن الشيء الآخر قال الدكتور حامد أبو أحمد:..لقد حاول سعيد سالم في روايته الجميلة أن يمزج بين الواقعي والسحري ليقدم لنا صورة عما يدور في بلادنا خلال هذه الأيام.وإضافة الي استخدام بعض عناصر الواقع السحري،وهي ذات تقنيات خاصة،نجده قد لجأ الي استخدام تقنيات حداثية أخري جعلت روايته تنطوي علي نوع من الخصوصية التي تميزه بين أقرانه من كتاب الرواية.ان هذه الرواية تجمع بين التوصيف والتحذير والبحث عن حلول في زمن استنام فيه الكتاب للراحة وتعايشوا مع الأوضاع السائدة،ومن هنا يصبح صوت مثل صوت سعيد سالم ضروريا ولازما لمواجهة الأوضاع المتردية.
كما قال عنها الدكتور محمود اسماعيل: تتمحور هذه الرواية حول موضوع محدد:هو أزمة المثقف الملتزم في مجتمع فاسد،ويرجع هذا الفساد الي طبيعة النظام الأوتوقراطي العسكري المتسلط،ولاغرو،فالعداء بين المثقف والسلطة عداء تاريخي،فالسيف والقلم لايجتمعان.السلطة تنشد تكريس الوضع القائم والمثقف الملتزم ينشد التغيير.وبديهي أن تفضي تلك المعادلة الي الصدام بين الخصمين اللدودين ومن ثم يكون المثقف أكثر من غيره مستهدفا من قبل السلطة الغاشمة،فتصادر علي فكره وتطارده وتحاصره حتي يصبح أسير الدفاع عن وجوده..ذاك هو مصير منصور عبد الرازق كما صوره سعيد سالم ببراعة،إذ تتمحور أحداث الرواية حول عجزه وهو عجز تمثل في إخصائه سياسيا وعضويا،ففقد توازنه واختل عقله ودمرت كينونته،والأخطر مايفضي اليه ذلك العجز من تداعيات علي المستوي الفردي والأسري،وعلي الصعيد العام..
وعن المقلب قال الدكتور أحمد فؤاد: إن رواية (المقلب) حازت الكثير من فنيات الخطاب السردي علي مستوي موقع السارد وعلي مستوي بناء الحدث بزمانيته ومكانيته وعلي مستوي تصوير الشخصيات وعلي مستوي اللغة السردية وغيرها من المستويات الجمالية للبنية السردية، ولا غرابة في ذلك، فهي من الروايات الأخيرة للكاتب الكبير سعيد سالم أحد المواهب الإبداعية الحقيقية في الربع الأخير من القرن العشرين. وكشفت الرواية كذلك عن البراعة الفنية في تصوير الشخصيات والقدرة علي إدارة الصراع بينها بإحكام، وقد أتيح للمؤلف الفرصة في تقديم تعليقاته الشخصية ورؤيته الخاصة لما يحدث في المجتمع، دون أن يؤثر هذا علي الصدق الفني والتبرير الموضوعي، وكان الفضل في ذلك للشخصيات التي كانت فاعلة وساردة في آن واحد، وهو ما يمكن معه تأكيد أن النص السردي في هذه الرواية وصل إلي قمة التماهي بين المؤلف والسارد والشخصية، وهو ما يقنع القارئ فنيًّا، ويساعد علي تكامل أركان منظومة العمل السردي، ولا يُستثني من ذلك سوي اعتماد المؤلف علي بعض الهوامش لتفسير الكلمات الغريبة علي القارئ.
وعن الحب والزمن قال الدكتور صلاح فضل: إن هذا المزج بين المادة التوثيقية والتخييلية يضفي علي السرد طابعا سياسيا حميما, يكاد يصل في بعض لحظاته إلي أن تصبح الوثائق هي لوثة الراوي القريب جدا من الكاتب الضمني, فهو شغوف بالبحر والغناء, مشغول بكتابة شيء عن نجيب محفوظ, والمشاهد الأخيرة من الرواية تبرر ذلك بحرفية بالغة, فهو يكاد يذوب في الماء مرتكبا ما لا يجرؤ علي فعله سوي الاسكندرانية".
الفصل والوصل
آخر رواياتك الحبّ والزمن- دار الهلال 2011، وآخر مجموعة قصصية (هوي الخمسين) في العام نفسه ، ونزيف الكتابة لديك يُنبيء بالكثير.. ماذا سنقرأ لك في الأيّام القادمة ؟؟
- آخر رواية كتبتها في العام الماضي كانت بعنوان (الفصل والوصل) لكن الظروف النفسية الصعبة التي يكابدها الوطن والتي أكابدها ومعي كل الكتاب نتيجة للأحوال المضطربة التي تعيشها البلاد، تجعلني مصدود النفس عن مجرد محاولة السعي لنشرها في أي مكان ، مفضلا الاحتفاظ بها مخطوطة علي الكمبيوتر لزمن ما في ظرف ما، اما الآن فلا عزيمة عندي ولارغبة في الاتصال بأي دار نشر لتقوم بنشرها.
أما آخر مسلسل اذاعي كتبته فهو الحب والزمن عن نفس الرواية إذ حولتها الي ثلاثين حلقة اذاعية درامية لاذاعة الاسكندرية تذاع في رمضان القادم بإذن الله.
وهناك مسلسل درامي تلفزيوني بعنوان المقلب عن روايتي المقلب بعد أن حولتها الي سيناريو وحوار ، وقد أجيزت بقطاع الانتاج بتلفزيون القاهرة منذ اكثر من عام ، واتمني أن تتحسن الظروف المالية للقطاع حتي يأخذ هذا المسلسل حظه من الذيوع ، خاصة وانه يعالج مشكلة ملحة في مصر وهي مشكلة القمامة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.