هي امرأة تسبح ضد التيار في مجتمع متخلف مازال يمارس الذكورية المقنعة والحنجرة الرخيمة حتي يغطي عورة الذكورة وعقم الافكار.. هي روائية ومترجمة مصرية المولد وعربية الفكر وعالمية الابداع.. والعالمية هنا لا أقصد بها الانتشار بل اقصد أختيار الموضوع واللغة والرؤي..هي امرأة تستحم حروفها بعطر نهر الامازون.. لان نهر النيل ملوث الان ومعبء بالميكروبات والحشرات والمخلفات.. هي تبلل العبارة في النور في لاشييء تراه في روح الكلمات غير اضواء باريس في ليالي الصيف.. سهير المصادفة وردة نادرة في عالم الابداع النسائي والذكوري.. عندما تصفحتها ديوانها اهجوم وديع ومجموعة فتاة تجرب حتفها..قلت من أين تاتي تلك المرأة بهذا النقاء الشعري والروح الشفافة.. وعادة مانذبح المبدعين والمبدعات بالتجاهل.. وكأن بنا صمم وعمي ولانري الجمال من حولنا ربما لأن القبح اصبح السائد في شوارعنا وحلاتنا واسواقنا الزبالة والوسخ.. يبدو اننا نعاني من وسخ فكري ايضا ومن ضباب في الرؤي.. ان جمال اللغة الشعرية عند سهير المصادفة اشبه بمظاهرة ورود في مدن لاتشم وتعاني من الزكام.. أن غالبية مبدعين مصر في ازمة ضمير.. نعم ازمة ضمير ادبي.. ولايوجد عند معظمهم شرف للكلمة وكأن الشرف رحل من ضمائرنا واصبح الفساد والمصلحة.. ولم تسكن سهير طويلا وفجأتنا برواياتها رواية الهو الأبالسةب 2003 ط1 دار ميريت للنشر والمعلومات. رواية الهو الأبالسةب 2005 ط2 مكتبة الأسرة. رواية اميس إيجيبتب 2008 ط 1دار الدار للنشر. رواية ارحلة الضباعب 2013 ط1 المجلس الأعلي للثقافة. ودخلت الرواية من باب ملكي لاتقلد احدا ولاتشبه غير نفسها.. وهنا يكون الموقف النقدي في حالة ارتباك.. هل هي شاعرة ام كاتبة رواية.. الحقيقة هي الكاتبة بما تحمل الكلمة من قيمة واجلال الم يقل الفراعنة في القديم(افتح قلبك لفن الكتابة لتحمي نفسك من كل انواع المشقة والعذاب وتصبح وجيها محترما) وفي كل رواية من روايات سهير المصادفة حالة من حالات التمرد علي ماسبق من تجربة.. فهي تتجاوز نفسها وتجربتها انه القلق الشرعي للفن الذي يدفع سلوك المجتمع غير الشرعي الي شرعية الكاتب وهي الحق والخير والجمال فقد تحول المجتمع تحت وطأة التخلف الي اتقان الاساليب غير الشريفة ومشي في طريق تملؤه المحسوبية والفساد حتي في الادب..ان سهير المصادفة الشاعرة غير الروائية..لأن روح التمرد تجعلها دائما آخر..انها تتجاوز نفسها باستمرار كأنها صاحبة رسالة تقدم في كل عمل اشارة.. اليس الاديب الحق هو ذاك.. هي امرأة هضمت تعاليم امنمحات الأول وانشودة النيل قصة سنوحي ونبؤة نفرتيتي وتعاليم الفتي المخلص ونصائح جارجي دف.. وهي تحقق كما يقول الحكيم جزءا حيا وشاهدة علي عصرها فتتحقق وحدة التأثر والتأثير.. بين المبدع والقاريء وتصبح عملية الاغراق في جمالية الخطاب الروائي.. ان العمل الروائية لديها بها جنوح الي التعبيرية وقدرة فائقة علي تمثيل التجارب الحية والتوازن بين الاحد\ث والشخصيات.. التي تكشف للقاريء الروافد النفسية والشعورية وتهتك الستار عن المسكوت عنه.. وهي تمسك بعناصر الجمال التي تشمل الخطاب الروائي.. حصلت سهير المصادفة علي العديد من الجوائز أهمها.. جائزة أندية فتيات الشارقة للشعر من الشارقة عن مجموعة افتاة تجرب حتفهاب 1999. أفضل رواية عن روايتها الهو الأبالسةب من إتحاد كتاب مصر 2005. وسهير المصادفة ساهمت وبشكل فاعل في بناء حركة التنوير في مصر فقد اشرفت علي سلاسل هامة في هيئة الكتاب منها كتابات جديدة واخرها سلسلة الجوائز.. مصر العظيمة انجبت سلوي بكر ومي التلمساني وميرال الطحاوي واميمة اسماعيل ورضوي عاشور واهداف سويف وفاطمة ناعوت وسهير المصادفة ومصر العظيمة يفكر في جلوس المرأة في بيتها وعدم خروجها للعمل.. وعجبي