بعد مرور أربعين عاما علي وفاته بدأت الشكوك تدور حول أسباب وفاة شاعر شيلي الحاصل علي نوبل بابلو نيرودا، مع زيادة احتمال أن يكون مات مقتولا بحقنة سامة، وكجزء من التحقيق حول ذلك تم استخراج رفاته من مقبرته الواقعة بالقرب من منزله لفحصها للتأكد من مدي صحة تلك المزاعم. نيرودا الذي توفي بشكل مفاجئ بعد12 يوما من الإنقلاب العسكري الذي حدث في شيلي في 11 سبتمبر1973، وأوصل الجنرال أوجستو بينوشيه إلي السلطة، وقيل وقتها أنه توفي باشتباه في إصابته بسرطان البروستاتا ووصوله إلي مرحلة متأخرة، وظل هذا الاعتقاد سائدا حتي قبل عامين إلي أن وصف سائق نيرودا و حارسه الخاص مانويل آرايا ذكريات أيامه الأخيره معه، فحكي رواية جديدة تزعم أن نظام بينوشيه قضي علي نيرودا لتجنب احتمال أن يصبح صوتا جديدا للمنشقين عليه. بالرغم من أن نيرودا كان معروفا بأشعاره الرومانسية والعاطفية خاصة: عشرين قصيدة حب، و أغنية يأس، إلا أنه كان أيضا سياسيا عتيدا، وديبلوماسيا يساريا، وصديقا مقربا من الرئيس سلفادور اللندي الذي انتحر بعد الإنقلاب عليه مباشرة كي لا يقع تحت سطوة بينوشيه. قال آرايا: إنه بينما كان نيرودا يقوم بالإجراءات النهائية لذهابه لمنفاه الاختياري بالمكسيك، حقنه الأطباء بمادة تدهورت بعدها حالته الصحية، إلا أن قاضي التحقيق ماريو كروزا الذي كان يشك في نظرية المؤامرة منذ البداية، كشف بعد سلسلة من التحقيقات علي مدي العامين الماضيين عن أدلة كافية لإصدار أوامره باستخراج الجثة لإعادة تشريحها. من بين الأدلة الأكثر تعرضا للنقد تقارير من صحيفة موالية لبينوشيه صدرت في اليوم التالي لوفاة نيرودا تقول إن الوفاة حدثت إثر حقنة بمادة مجهولة،بعدها مباشرة صدرت شهادة الوفاة الرسمية تقول أن الوفاه بسبب إصابته بسرطان غير قابل للشفاء وفي مرحلة متقدمة مما أدي لإصابته بسوء التغذية والهزال. وقال المحامي الذي أثار القضية من جديد إنه كان هناك في ذلك الوقت ثلاثة أصوات رئيسية يمكن أن تواصل سياسة اللندي، هم اللندي نفسه وفيكتور جارا امطرب شعبيب وبابلو نيرودا، وواصل الليندي مات يوم الانقلاب، وما لبث أن لحق به جارا، وكان المتبقي الوحيد هو نيرودا فلماذا لا يقضي علي الرمز الثالث؟ ولكنه أردف لا أستطيع تأكيد أنه تم قتله أو أكشف من قتله، إلا أن هناك العديد من الشكوك والأفعال المشبوهة التي تدعو للريبة. مؤسسة بابلو نيرودا التي تدير أملاكه ناضلت ضد استخراج جثته، بزعم أن اتهام آرايا لا يمكن تصديقه، قال المسئول عن المؤسسة: لا يبدو من المعقول بناء نسخة جديدة من وفاة نيرودا اعتمادا فقط علي شهادة سائقه، إن مسألة أنه كان علي فراش الموت، قابلة للنقاش، فقد حاول الشاعر ترتيب حياته خلال الأسبوع الأخير من حياته، وخلافا لزعم أنه لم يكن علي ما يرام، فقد كان يخطط لمنفاه في مكسيكو، متصلا بحبيبته مناقشا فوضي الأيام الأولي من ديكتاتورية بينوشيه، وأنه في مكسيكو سوف يصبح نيرودا كما لو كان في وطنه، علاوة علي أن ميوله الشيوعية القوية، وخدمته في السلك الديبلوماسي كسفير لشيلي، وكثرة محبيه من جميع أنحاء العالم يشفع أنه سوف يصبح أحد الأعضاء المؤسسين لحكومة من المنفي، إلا أنه كجثة في مستشفي سانتياجو تحول سريعا إلي إضافة لقائمة مساعدي الليندي الذين لقوا حتفهم خلال أسابيع من الإنقلاب المدعوم من أمريكا. وحول سؤال إن كان التحليل ممكنا حتي بعد مرور أربعين عاما قال رئيس الطب الشرعي: هناك الكثير من المياه والملوحة حيث دفن نيرودا، وسوف نستغرق أشهر في التحقيق، وقد وصلنا من مختبرات علي مستوي عالمي في الهند وسويسرا والمانيا والولايات المتحدةالأمريكية، عروضا جماعية للقيام بتلك المهمة مجانا وذلك هو التعاطف الذي لا يزال موجودا في الناس حتي الآن.