إن أتتك الريحُ فاخلعْ جلدَك المملوء بالتاريخ ِ وافتحْ صدرَك المسكون بالذكري عساها تصطفي من رئتيكَ الموت كي تستوعبا التاريخَ من بَدء انفلات النورِ حتي ساعة البوح الأثيرْ كلما مرَّت علي قلبي جيوشُ الليل قالت نجمة ٌ : يأيها الموتُ احترس إن الخلايا الساكنات ِ النارَ تأبي أن تُغَطَّي في ثياب الليل ِ أو أن تُحتوي بالطين ِ في ذكري القبورْ جاءني الحراس ليلاً يستغيثون بقلبي من جيوش تشعل النيرانَ في كل الوجود هل يمرون..... تري ؟ أم هل تمر النار من لحمي إلي قلبي تري مالا يراه السائرون ْ تبصر الحيتان يصطفون فيه شرعا يُغرون كل الناس بالصيد الثمينْ والضلوع الحافظاتُ السرَ تأبي أن تبيع العظم كي تختال بالماء المَهينْ فوق بئر النار أمشي فوق خيط من حريرْ أصطفي الموجَ لأحيا ذاكرًا قلبا تَخَطَّي محنة َ البحر ِ استباح الصخرَ كي تختارَه أرضٌ تخَلَّتْ عن قوانين السكون ْ كي يمرَّ القلبُ منها للسموات العُلا يُحيي العيونْ إنه التاريخ يمشي في زواياك الدفينة ْ يُخرج الأحلامَ بالرمل الذي فك القيود الرابطاتِ الخيل َ في قلب القصيدة ْ يالها من لسعة ٍ تجري بها كل العصافير الطريدة ْ نحوَ نحو ٍ لا يُري فيه مكانٌ أو زمان بل تُري فيه الخلايا سابحات ٍ دائرات ٍ تشتكي النارَ التي ألقتْ عصاها في دماءٍ ترفع الراياتِ حُمرا تتقي كل المسافات البعيدة ْ تحتوي الموتي تُغَنِّي للنهارات الجديدة ْ تُخرج الأحياء من قبر الحياة ْ كي يسيروا في طريق للنجاة ْ يظهر النور ويخفي ما سواه ْ يا فضاءَ الكون في قلبي الضعيف ْ فتنة ُ الأجساد تُغريني وتجري في شراييني فكم طمَّت مساعيها عيونَ النور في صحراء روحي واستشاط الرملُ منها باكيا قلبي وقد سالتْ جروحي تُخرج النيرانَ من قلبي إلي قلبي وتُحيي سنة الذبح الذي ما أحسنَتْهُ بايَعَتْ جسمي أميراً فاستحالَ القلب ُ - في الحال - أسيرا والنجومُ الباكيات ُ استوقَفَتْنِي غير أني تابعا للجسم صرتُ الآن مأمورًًا كبيرا تصطفيني النارُ تَنُّورا لكي تحيا بإحراقي وتلهو بي فأخشي أن تَصب الزيتَ أشواقي فلا سربالَ يحميني ولا ماءَ سيُطفيني أنا النارُ استقرتْ في شراييني فباعتْ أضلعي للطين واستشرتْ علي كل حدود الجسم ِ تبني قلعة ً تحمي بها أوهامها كي يستمر الصهد يصطاد الفراشات ِ الجميلة ْ كَوَّرَتْنِي النارُ عبدًا ثم ألقتْ بي إلي بئر المساء المُرِّ كي أستلّ منه الملحَ أو يستلّ من قلبي الدماءْ إنها الرجفة ُ تختال علي وجه السماءْ تُسقط الدمع مَشُوبًا بالتراب تَنزع اللحم بوجهي تحرق العظم بصدري وتعري القلب من كل ضياءْ يبرقُ الطينُ فتصحو الطيرُ من حلم الصفاءْ يقْشَعرُّ الليلُ يبكي ضعْفَه الشعرُ ويبكي الشعراءْ إنه الموج يثير البحر والحيتان تلهو بالرمالْ تطأ ُ الرأس َ فينشقُّ بجسمي جسدان ْ جسد يحمل قلبي في اتجاه الياسمين ْ ويمر الجسد الآخر بالعقل إلي حلم اليقين ْ آه ِمن حلم يُمَنِّي الروحَ في أقصي متاهات المعاني بالسكون ْ كي تُردَ الروح وفي عقلي فأحيا سالما مما بقلبي من ظنونْ