نثروا المنثور.. ولا أثر لا قالوا الشعر.. ولا شعروا كلمات عرجاء صفت كطيور صفدها الخدر هيهات تحلق في أفق للأفق نسور تقتدر الشعر لأهل الشعر.. فليت.. تواروا عنه أو اعتذروا هو ذاك الشعر.. ومورده من قلب أمير.. ينشده "مضناك جفاه مرقده وبكاه ورحم.. عوده حيران القلب معذبه مقروح الجفن مسهده" الشعرُ.. يغرد باللحن إن كنت طربت .. فقل : زدني
.. قصيد نثر!! فلا سمت ولانغم إن العباقر- فيما أبدعوا - وهموا باللمسوخ التي جادت حداثتهم أي ابتكار مثير في الذي زعموا؟! لفظ نشاز.. تراكيب مهلهلة أني لثرثرة هوجاء تنتظم؟! إن يعدم الشعر سيماء تميزه فكل ماكتبوا.. سيان والعدم فإنصت لمن ذا يصون الشعر.. ماصانا ذكري هوي.. كلما أبكاه.. أبكانا "هل تذكرين بشط النيل مجلسنا نشكو هوانا.. فنفني في شكاوانا تنساب في همسات الماء أنتنا وتستثير شجون النهر نجوانا" ياعاشق الشعر.. إن السر في الدن عندي سلافتها..إن شئتها سلني يقولون ضقنا.. ما لنا والفراهيدي سئمنا بتكرار عقيم وترديد بتشطير أبيات.. وتدوير أشطر بتقفية تتري.. وأخري بتحديد .. هو العجز ماباءوا وما اعترفوا فما نري الضيق إلا في كهوف الجلاميد غدا الكون أنعاماً مسخرة لنا فطرنا بموسيقي.. وعدنا بتغريد فإن "ثومة" غنت تجلي لنا السحر فذبنا.. بأحلي ما تغني به ثغر "معللتي بالوصل.. والموت دونه إذا مت ظمآنا.. فلا نزل القطر فقلت كما شاءت وشاء لها الهوي قتيلك.. قالت : أيهم.. فهمو كثر" إلي راحة الأرواح.. أم للصبا دعني وإن شئت فاتبعني.. فذا معبد الفن هنا الإبداع.. لو ترجو تمامه هنا "دنقل".. و"زرقاء اليمامه" هنا "ناجي" إذا ناجي حبيباً بكي العشاق- في وله- غمامه" هنا السمار والندمان.. من ذا.. يري "الخيام"يسقينا مدامه هنا دنيا من الشعراء صارت فراديسا لمن يبغي الإقامه هنا »قيثارة الزمن الأغن« بسنباطية أخري.. تغني: أكاد أشك في نفسي.. لأني أكاد أشك فيك.. وأنت مني يقول الناس إنك خنت عهدي ولم تحفظ هواي ولم تصني هو الإعجاز.. أنهاري ومزني وإبحاري.. وإن جحدوا بسفني وهو ترحالي لفينوس عشيا نعتلي عرش المجرات سوياً بل لإيزيس إذا ضمت صغيري وهو رب.. لم يزل بعد صبيا! بل لبلقيس إذا حلت بقصري خلت أني كسليمان نبيا! .. لاتقل هذي أساطير ذوت.. هل أدرك الموت إلها أبدياً؟! هن وحي.. قد أتاني كيف شاءْ وحبيب يزدهي زهو السماء «واثق الخطوة.. يمشي ملكاً ظالم الحسن.. شهي الكبرياء عبق السحر.. كأنفاس الربا ساهم الطرف.. كأحلام المساء» لاتنازعني بحورائي.. فإني سأغني الشعر.. في جنات عدن
أرأيت كم بدت البحور مديده كم ألف عام.. والشوط بعيده فإذا مضيت مع النوارس مرة صوب المدار لتستبين حدوده ونزلت في جزر الخلود مرددا نغما يعيش مع الزمان خلوده ستقول للمتشاعرين مقولة: "كم شاعر.. قد خلدته قصيده" ولسوف ترجع للأمير الحاكي مستعذبا شدو الفؤاد الباكي "وتعطلت لغة الكلام.. وخاطبت عيني في لغة الهوي عيناك لا أمس من عمر الزمان ولا غد جمع الزمان فكان يوم رضاك" أفإن أكن أسدلت دونك جفني ستري قصيدي والدموع بعيني نثروا المنثور.. ولا أثر لا قالوا الشعر.. ولاشعروا الشعر لأهل الشعر.. فليت.. تواروا عنه.. أو اعتذروا