نظرة لاتزال مضيئة مش عايز في الظل اموت أنا غنوة مش لاقية قلب شبابيك تستر بيوت خدوني كسوة ودرب هكذا تحدث الشعرعبد الرحيم منصور، شاعرالجنوب الذي لم ينتبه لدايوانه الأول االرقص ع الحصيب أحد من النقاد ، وأيضا لم ينتبه إليه أحد بتناول أغانيه كعمل أدبي يستحق البحث والدراسة قبل أن يستحق التعامل معها كأغنيات عابرة . الوفاء للمبدعين الذين تحولوا الي رموز ثقافية .. سمة في التكوين المصري.وتصبح القيمة مضافة لإبداعاتهم ، بعد الرحيل . ليس فقط بتقديم الدراسات النقدية عنهم وعن أعمالهم، بل أيضا بجمع ما لم ينشر من تراثهم، وهي - كما نكتشف كل حين - كثيرة وهامة يحدث ذلك مع إبداعات الشاعر عبد الرحيم منصور الذي صاحبه لقب شاعر الجنوب والقمر. حول ذلك الوفاء تحدثنا مي حمدي منصور ابنه الشاعر حمدي منصور الأخ الأصغر لعبد الرحيم منصور أنها عانت كثيرا في جمع إبداع عبد الرحيم منصور بعد رحيله ، وذلك لأنه لم يهتم بجمع تلك الاعمال بشكل منظم غير أن وفاة عبد الرحيم منصور كانت مفاجئة. تضيف : زوجته لا تهتم بالشعر أو ما شابه ذلك ولكن بمساعدة بعض من أصدقائه القدامي كالشاعر أحمد عبد الغني وهو شاعر قنائي وغيرهم من الاصدقاء وزيارتي لبيت عمي استطعت أن اتحصل علي بعض من تلك الأعمال . هو وشقيقه وعن سؤالها عن علاقة حمدي منصور الشاعر بعبد الرحيم منصور وكيف أثرت تلك العلاقة عليهما تقول مي: حمدي منصور وعبد الرحيم منصور لم يكونا شقيقين عاديين ، إنما كانا توأما متماثلين في كل شئ، فالإتنان وجهان لعمله واحدة ، تزداد قيمتهما مع مرور الزمن. كان حمدي يعشق عبد الرحيم، وكان يكتب نفس اللون من الشعر، ولكن يميل شعر حمدي منصور الي السياسة أكثر، كانت لنشأة الأخوين سببا كبيرا جدا في شاعريتهما، حيث البيئة التي عاشا بها، نصوص لم تنشر تنفرد(أخبار الأدب) بنشر مقاطع من قصائد لم تنشر لعبد الرحيم منصور.. فجر الشقا الفجر شقشق ع البيوت وبخطوته يشق السكوت خبط علي وش البيبان بكف ظالم ولد جبان وخد العذاري كالغنم خدهم لمجهول العدم أيام الوجع لفت ودارت في الدروب ورا بعضها بتجري الشهور علي كفها شايله الوجع علي وشها رسموا الهموم علي كفها رسموا الغموم سلبوا الشقي قوت السنين لابس هدومه مقطعين وحتي نسوان البيوت ناموا في سريرهم مكسورين فوق الفرن قعدوا عيالنا ومحزونين وكرهوا العاب المسا والرقص من فوق الحصي العسكري العسكري طالع ومادد خطوته كتف حروف كل الكلام وبيرمي رعبه بقلب الورقت وبيدفن الاشعار كاره ولادك يا بلد رش الغيوم علي وش شمساية النهار. جدتي السيده زينب اسماعيل عبد الله والدة الشاعرين حمدي وعبد الرحيم كانت تغني لهم من التراث كل يوم سواء وهي تخبز أم وهي تقوم بأعمال المنزل أم وهي تهدهما ليناما وكانا مدللين جدا نظرا لقيمة الولد في ذلك العصر، وقد تعرض حمدي منصور لأزمه نفسية كبيرة جدا بعد وفاة شقيقه الأكبر الشاعر عبد الرحيم. وعن وقت صدور الديوان المنتظر لعبد الرحيم منصور تقول: إنها في مرحلة الإختيار بين دور النشر التي تتنافس بعروضها عليها شاعر القمر كما التقيت بالشاعر سمير سعدي ليحدثنا عن البيئة الشعرية لعبد الرحيم منصور، يقول: إن البيئة متجلية عند عبد الرحيم منصور،وأن علاقتة بمفرادات بيئته مترسخة وتعود جذورها للقدم ، ويمكن بسهولة تسمية عبد الرحيم منصور بشاعر القمر، فهذه المفردة علي سبيل المثال متكررة الدلالة في شعره بشكل مذهل، وخذ مثالا لتأثره بظاهرة االمولدب للعارف بالله سيدي عبد الرحيم القناوي، لما تمثله تلك الظاهرة الدينية والاجتماعية من حالة احتفاء شعبي بإمتياز،وفي قصائد عبد الرحيم تشعر بظاهرة المولد شعورا قويا . ويشير سمير سعدي لعلاقة عبد الرحيم منصور بأمه فيقول إنها كانت النبع الأول لشعريته، حيث كانت حافظة للفولكلور الصعيدي، ومن هنا كان اهداها ديوان (الرقص ع الحصي). وهذا ما يفسر عفوية اللغة والشعر عنده، فأشعاره جاءت بطعم الحرية، وطعم الترحال، وطعم الغربة والحنين للصعيد، فلم يتأقلم مطلقا مع المدينة أو مع مظاهرها برغم شهرته، لقد كان طائرا يبحث عن غصن يستقر عليه ولكنه لم يجده حتي رحيله. ماوراء النص ويتطرق سمير سعدي لمسألة فضاء النص وما وراءه في (الرقص علي الحصي) فيقول: إن فضاء فيما وراء النص عند عبد الرحيم منصور يحتمل العديد من القراءات النقدية ، وأيضا القاموس الشعري له جدير بالتأمل والدرس النقدي من جديد. إن قصائدههي التجسيد الحي لتجاور المتناقضات ، في ما بعد الحداثة، إنها تتألف وتتناقض عبر امتزاج من الأحاسيس واللغة ، عبر التصوير المشهدي للواقع غير المرئي والمرئي في آن. يبدو الشاعر عبد الرحيم منصور وكأنه كان سابقا لجيله في استخدام المنظور البصري السينمائي القائم علي التوليف - المونتاج ، وعلي الإعتماد علي المحذوف الذي نضيفه نحن كمتلقين للنص، أنه يكتب ويترك لنا مساحة الإضافة ، يكتب ويحرضنا للتفاعل مع النص بالمشاركة وليس من أجل الإستمتاع به فقط ، وهو بهذا يصنع فضاء موزايا لفضاء النص متروكا للقارئ، وإذا كان لدينا الآن من الشعراء من يقول إنه تناول الثورة بشعره أو أنه جسدها شعريا ، فإن عبد الرحيم منصور نراه الآن وكأنه يتحدث عن شهداء ثورة 25 يناير 2011 عندما كتب (حدوتة مصرية) و (شجر الليمون) و (في عينيكي) إنما كأنه يكتب لاستنهاض روح الثورة لدي جمهوره ومتلقي شعره: ع السدر وشم ابو زيد في الكف سيف الشهامة ع الأرض دم الشهيد نابض ليوم القيامة أسامة حبشي