موايان صدر حديثا عن المركز القومي للترجمة النسخة العربية من رواية »الذرة الرفيعة الحمراء« من تأليف الكاتب موايان ومن ترجمة الدكتور حسانين فهمي. في تصريح خاص الدكتور خيري دومة مساعد مدير المركز القومي للترجمة والمشرف علي سلسلة الابداع القصصي. إن الرواية ترسم عالما صينيا واقعيا، لكنه في الوقت نفسه يقترب من أن يكون غرائبيا، أهم ما يميزه هو ذلك الطابع البدائي المرعب، القائم علي القتل بسهولة والتعذيب وقطع الطريق، وذلك النماذج المهول الذي يصل إلي حد التطابق بين البشر والحيوانات والطيور والنبات وكل مظاهر الطبيعية، إنها قرية صينية صنعتها ذكريات موا يان التي أراد أن يكتب لها الخلود، وصنعها خياله بالطبع، كما صنعها وعيه السياسي والأيديولوجي الحاضر بقوة وراء كثير من مشاهد الرواية. تلك هي بايجاز رواية موا يان، التي ينبع عالمها السحري من استخدام عنصرين رهيفين يعكسان وعي كاتبها بفن الرواية: العنصر الأول هو ذلك الراوي/ الطفل الذي يتذكر ويحكي ما رآه وما رؤي له، مستندا إلي وعي بهوية الصين، يكاد يكون وعيا أيديولوجيا، والعنصر الثاني هو المشهد الثابت المتكرر عند كل منحني من الرواية، مشهد حقول الذرة الرفيعة الحمراء التي تشكل الخلفية الطبيعية والسحرية لعالم هذه الرواية البديعة، ففي هذه الحقول وحولها تقع كل الأحداث والأسرار والأفراح والجنازات، الذرة الرفيعة الحمراء التي يكتب الراوي مرثيتها بعد عودته وحضوره المفاجيء في نهاية الرواية، معلنا عن رعبه من الذرة المهجنة التي زحفت واحتلت الصين. ويستطرد د.خيري »استمتعت بقراءة هذه الرواية وأنا اعمل - خلال محاولته نقل هذا العالم الغرائبي، المكتوب - بلغة صينية محلية خاصة بالمقاطعة التي تدور فيها الأحداث.