حالة من التفاؤل يعيشها المهندس هاني أبو ريدة رئبس الاتحاد المصري ورئيس اللجنة المنظمة وعضو الفيفا والمشرف علي المنتخب قبل ساعات من انطلاق بطولة كأس الأمم اﻷفريقية لكرة القدم » كان 2019 » التي تستضيفها مصر في الفترة من غد إلي 19 يوليو المقبل بعدما انتهت مرحلة الاستعداد والزرع وصارت أيام الحصاد وجني الثمار تطرق أبواب مصر أم الدنيا وذلك لعدة أسباب أبرزها أن البطولة تأتي في توقيت عزيز علي كل المصريين الذين بدأوا يشعرون بروائح الزمن الجميل القادم علي كافة الأصعدة وفي كل المجالات ومن بينها عودة مصر الرياضية إلي ريادتها من بوابة الكبار واحتضانها لأكبر بطولة كروية قارية وهو ما يحمل دلالات علي أن مصر مستقرة وآمنة وقادمة علي طريق الكبار، كما أن البطولة تتواكب مع اعتلاء مصر لقمة الهرم القاري بتولي الرئيس السيسي رئاسة الاتحاد اﻷفريقي في دورته الحالية، كما أن البطولة تحظي باهتمام حكومي وشعبي وجماهيري غير مسبوق في ظل أحلام وآمال كبيرة تداعب خيال المصريين في كل مكان بالفوز بالبطولة وقطع سنوات الهجر والغربة القارية والصعود إلي منصة التتويج.. ومع لحظات الترقب التي يعيشها الشارع الكروي، وارتفاع الاستعداد ات إلي أقصي الدرجات انتظارا لانطلاق العرس الأفريقي الكبير بما يحمله من مكاسب مصرية كثيرة علي كافة الأصعدة لا يوجد أنسب من هاني أبو ريدة لإجراء حوار معه خاصة وأنه يعلم كل كبيرة وصغيرة بحكم تواجده في قلب وبؤرة الأحداث بما يحمله من تجارب وخبرات تجاوزت الربع قرن في عالم الإدارة الكروبة وكان »للأخبار» هذا الحديث: لاعبونا في قمة الاستنفار.. وأجيري مدرب عالمي.. ولم يستبعد بيكنباور أو مارادونا في البداية كيف جاءت الاستعدادات للبطولة ؟ - »مصر تستطيع» هذا الشعار الجميل رفعه الجميع في ظل حالة الدعم اللامحدودة من الدولة المصرية منذ بدء التفكير في استضافة البطولة الكبري، ومن هذا المنطلق كان التوفيق حليف كل أفراد منظومة العمل، وسريعا تم الانتهاء من عمليات التطوير والتجديد وأصبحنا نمتلك بنية إنشائية ورياضية علي أعلي مستوي سواء بوجود 6 ملاعب رئيسية ستستضيف المباريات الرسمية وهي ستادات: القاهرة والدفاع الجوي والسلام والإسكندرية والسويس والإسماعيلية إلي جانب وجود 24 ملعبا للتدريبات بواقع ملعب لكل منتخب من الدول المشاركة وهو إنجاز يحسب للدولة المصرية بمختلف مؤسساتها، ووضحت بوادر النجاح من خلال إقامة وتنظيم حفل حضاري رائع علي سفح أهرامات الجيزة وإلي جوار أبو الهول في منطقة الصوت والضوء وهو الحفل الذي جعل الأفارقة في حالة انبهار لدرجة أنهم جميعا وجهوا الشكر إلي الدولة المصرية برئاسة الرئيس السيسي من خلال لقاءات مباشرة جمعتني بهم في حضور أحمد أحمد رئيس الكاف الذي قال حرفيا: أنا فخور بمصر بعدما شاهدت السعادة والفرحة والتفاؤل في عيون الأفارقة الضيوف. وماذا عن حفل الافتتاح بعد غد ؟ - كلي ثقة في ظهوره بشكل يتناسب مع حجم ومكانة واسم مصر العظيم، ترقبوا افتتاحا يتحاكي به العالم، الأمور كلها تسير في اتجاه خروج الحفل بشكل أسطوري خاصة وأن الاستعداد له جاء من خلال محترفين وعالميين ومتخصصين كما أنه سيشهد حضور كوكبة من الشخصيات العامة ورؤساء الدول والزعماء ومشاهير وأساطير الكرة عالميا وأفريقيا، ومثلما نجحت مصر في تجهيز الملاعب وخروج حفل القرعة بشكل مبهر وأبدعت في التجربة الجماهيرية الإلكترونية فإنني علي يقين بأنها ستنجح في تقديم افتتاح عالمي وأسطوري كما أنها ستقدم بطولة مبهرة وناجحة. هل أنت راضٍ عن التجربة الجماهيرية الإلكترونية ؟ - طبعا، خاصة أن الشركات المسئولة نجحت في تطوير النظام الذي طبقته روسيا كأول دولة تنفذ النظام الإلكتروني في مونديال 2018 كما أن الجمهور المصري كان عند حسن الظن به وتجاوب وتفاعل مع التجربة بشكل إيجابي وحضاري وهو شيء يدعو للتفاؤل مع عودة الجمهور إلي المدرجات، كما أن النظام الإلكتروني مليء بالإيجابيات خاصة وأنه قضي علي الاحتكار وتجارة السوق السوداء وزاد من ثقة الجمهور وعزز عملية الإقبال المكثف علي تذاكر البطولة في أجواء إيجابية وحضارية. وما هي الأشياء التي تدعوك للتفاؤل ؟ - أشعر بالتفاؤل لأسباب كثيرة أبرزها أن كل أفراد منظومة العمل تفانوا في أداء واجباتهم خلال فترة الاستعداد الماضية وسط حالة من التحفيز والتشجيع الكبير من الدولة المصرية بداية من الرئيس السيسي الحريص دائما علي متابعة كل كبيرة وصغيرة بنفسه ﻷنه إنسان يعشق النجاح وهو ما وضح من خلال زياراته الميدانية للاستادات ولقائه باللاعبين والجهاز الفني وهو ما كان بمثابة الدفعة المعنوية الكبيرة للاعبين الذين عاهدوه علي القتال من أجل إحراز اللقب ورد الجميل خاصة وأن غالبية اللاعبين مرتبطون بالرئيس السيسي باعتباره الأب الروحي ورمز مصر والمصريين وذلك منذ لقائهم معه قبل السفر إلي الجابون في النسخة الماضية ببطولة أفريقيا 2017 ثم لقائه بهم عقب العودة رغم عدم توفيقهم في إحراز اللقب بالمباراة النهائية وكان لهذا اللقاء مردوده الإيجابي آنذاك حين تعاهد اللاعبون للرئيس بالصعود للمونديال وهو ما تحقق بالفعل وصعدوا لكأس العالم بروسيا 2018 بعد غياب استمر 28 سنة، ومن هنا جاء ارتباط اللاعبين بالرئيس وتفاؤلهم به وبزياراته وكلماته التي تزيد من حماسهم ورغبتهم في تشريف الوطن ورفع علم مصر عاليا. وماذا عن استعدادات المنتخب ؟ - المنتخب أتم استعداداته بشكل ممتاز وحرصنا علي توفير كل أدوات النجاح، وأقوم بزيارة معسكر المنتخب باستمرار من خلال متابعتي للتدريبات لاحظت حالة الاستنفار القصوي والتأهب من كل اللاعبين لتقديم بطولة قوية ومشرفة وأتمني أن يحالفهم التوفيق ويصعدون إلي منصة التتويج لتعزيز كل هذه الأجواء الجميلة التي تدعو للتفاؤل والفخر. بصراحة الشارع الكروي في حالة قلق وهناك تحفظات علي اختيارات أجيري المدير الفني للمنتخب لبعض اللاعبين واستبعاد آخرين.. ما هو رأيك وردك ؟ - مبتسما وضاحكا للذين يوجهون انتقادات لأجيري أقول لهم: هل يوجد علي الساحة المصرية من هو في مستوي بيكنباور أو مارادونا؟ وأجيري لم يضمه للمنتخب.. في تخيلي أن كل لاعبي مصر متشابهون ومستوياتهم متقاربة.. أجيري مدرب محترف وعالمي وله تجاربه، وجاء لمصر من أجل النجاح، وهدفه الفوز بالبطولة وإسعاد المصريين، وأنا أحترم اختياراته التي جمعت الخبرة والشباب وأنا أشم رائحة جيل فرحة جديد في ظل وجود مجموعة من اللاعبين أصحاب الصفات الإرادية وعلي رأسهم النجم الدولي الكبير محمد صلاح أيقونة ليفربول والذي أعتبره سفيرا فوق العادة لمصر والمصريين إلي جانب وجود كوكبة مشرفة من المحترفين أمثال حجازي والنني ووردة والمحمدي وتريزيجيه ونجوم أصحاب خبرات وتجارب أمثال عبد الله السعيد بشخصيته التي لا تتغير داخل وخارج الملعب وما يمتلكه من موهبة وخبرات والحاوي وليد سليمان صاحب القدرات المهارية والفردية والحلول السريعة في الملعب وطارق حامد رمانة الميزان في خط الوسط.. علينا جميعا أن نتجاوز هذه الانتقادات وننساها ونركز فقط في مساندة ودعم المنتخب في مهمته الوطنية دون الالتفات إلي أي أمور أخري ونصبر علي اللاعبين ونكون عوامل داعمة لهم لا عليهم وكلي ثقة في أنهم سوف ينجحون في المهمة الكبيرة والصعبة في ظل وجود منتخبات أفريقية عملاقة تحمل نفس الطموح والتحدي كما أنني اري أن عوامل الأرض والجمهور والتاريخ كلها تميل إلي الفراعنة وتساندهم بقوة. وما هي المكاسب الأخري من وجهة نظرك بالبطولة ؟ - إلي جانب ما سبق ذكره فإنني أري تواجد 6 حكام ومساعدين مصريين في البطولة الأفريقية وهم: جهاد جريشة وإبراهيم نور الدين وأمين عمر للساحة وتحسين أبو السادات ومحمود أبو الرجال وحسام طه كمساعدين هو انتصار كبير للحكم الوطني وأتمني أن يتضاعف هذا العدد القياسي في البطولات القادمة لأن ذلك يصب في مصلحة الكرة المصرية بشكل عام. وكيف جاءت عودة جهاد جريشة بعد استبعاده ؟ - حرصنا علي التعامل مع الأزمة باحترافية وسلكنا الطرق الشرعية وتقدمنا بالتماس وكان التوفيق حليفنا وانتصرنا لواحد من أعظم الحكام المصريين المشهود له بالكفاءة والأخلاق وعودة جريشة تعد انتصارا أيضا للكرة المصرية في ظل العدالة التي يحرص الكاف علي تنفيذها عندما تتضح الرؤية وتتكشف أوراق الحقيقة، والملف المصري في أزمة جريشة كان بالمستندات والأدلة الدامغة.
