تعد منظومة القيم والأخلاق لدي الأفراد الأساس الرئيسي في بناء أي مجتمع وتطوره وازدهاره، والحقيقة أن مجتمعنا اليوم يتجه إلي أزمة قيم وأخلاق لأن معظم شبابنا لا يتمسك بالسلوكيات النبوية والقيم الإسلامية بعدما تغيرت أفكاره وأتاحت وسائل الاتصال التعرف إلي سلوكيات غريبة عنه، فعمل علي تقليدها، كما أنهم لا يخضعون لأي سلطة سواء كانت مجتمعية، أو دينية، أو عائلية، أو حتي سلطة القانون، وهو الأمر الذي يفرض علينا إعادة الضوابط المجتمعية.. هذا ما يُحدثنا به د. عدلي سعداوي، عميد معهد البحوث والدراسات الإستراتيجية لدول حوض النيل، بجامعة الفيوم. ويوضح د. سعداوي أن توعية الشباب مسئولية مشتركة بين المنزل والمؤسسات التعليمية والتربوية والإعلامية، لرأب الصدع في أخلاق أبنائنا ومنع انزلاقها أكثر إلي هاوية الانفلات والتفكك، مما يؤثر علي مستقبل الوطن،والحقيقة أن مصر قد اتخذت طريقا الآن لإعادة التوازن إلي سلوكيات الشباب، لأنهم قادة الوطن في المستقبل، وخير شاهد علي ذلك المؤتمرات المتتابعة للشباب التي تحرص عليها مصر، وهو الأمر الذي يخلق أجيالا واعية قادرة علي إعادة الانضباط لمنظومة القيم. ويُتابع د. عدلي أن علينا تعزيز التعاون مع دول القارة الإفريقية وخلق رؤية مشتركة تحقق التنمية في كل المجالات، وسعيًا إلي تعميق رؤية الشباب الإفريقي وتبادل الرؤي والأفكار حول أجندة التنمية المستدامة إفريقيا 2063؛ ولذلك أسهمنا عمليا في توعية الشباب من خلال ملتقي دولي تحت عنوان »القيادات الشبابية الإفريقية» بمشاركة 200 شاب من 22 دولة إفريقية بهدف تعزيز رؤية الشباب في طموحات القارة، وقد جاء الملتقي في إطار التوجه المصري المستمر لتدعيم أواصر الأخوة والتعاون مع دول القارة الأفريقية بما يخدم بناء القيادات الشبابية ومصالح القارة، لأن مصر قائدة تهتم بالشباب العربي والإفريقي وليس شبابها فقط، فهذا قدر الكبار دوما. ويشير إلي أن مثل هذه الملتقيات تسهم في بناء ثقافة وهوية مشتركة للقارة الإفريقية يعتز بها أبناؤها ويتواصلون معا من أجل نهضتها.