نحن الآن في الجناح الشرقي بالدور العلوى ، وهذه عربة " يويا " وكيل الملك للعجلات، والمشرف على ثيران الآلة آمون .. وكما ترون لم يستخدم فيها مسمار واحد فقد صنعها قدماء المصريين بطريقة متداخلة وتطعيمات من الجلد الأحمر والأخضر على الخشب وهي مكونة من جزءين جزء خاص بوقوف الشخص داخلها والجزء الآخر للتحكم بالخيل.. وكانت تعد سيارة سباق والوسيلة المفضلة للطبقة الحاكمة والنخبة فى عصر الدولة الحديثة ولعبت دورا مهما فى الحروب والصيد والنقل. بهذه الكلمات بدأت ناجية حبيب كبير أمناء المتحف المصرى جولتها مع " أخبار السيارات" داخل المتحف على مدى 180 دقيقة ؛ لنتعرف على أسرار وسائل النقل عند أجدادنا الفراعنة .
لماذا جناح عربة " يويا " ؟ هكذا كان سؤالنا لكبير أمناء المتحف المصرى بالتحرير ، فقالت : لأن إزدهار مصر الفرعونية وتوسع مملكتها وبالتحديد فى الأسرة ال 18 كان له أثر كبير علي تطور العربات ، حيث استطاعت مصر أن تتغلب على أعدائها بواسطة العجلات الحربية ، نفس السلاح الذى أدخله الهكسوس ، خصوصا إدخال الحصان لأول مرة إلى مصر ، ثم نجح المصريون في عمل التعديل اللازم لها لتصبح من بين أهم ملامح الحضارة المصرية القديمة وشهدت علي ذلك المعارك الشهيرة والى استمرت في عهد الأسرتين التاليتين أي في عصر الرعامسة ويظهر ذلك في جداريات معبدى 'مون وآمون رع بالأقصر وبعد ذلك في العصر المتأخر نجد في نص"بعنخى" والذى كان قائد في "نباتا" يقص تاريخ الانتصارات على لوحته الشهيرة وكيف أن الفرعون المنتصر تلقي من أمراء الدلتا هدايا عبارة عن خيول قوية وهو ما يدل علي استمرار المصريين القدماء في اقتنائها وكانت مجال فخر كبير بتقديمها كهدايا كما ذكرها عدة مؤرخون مثل "ديودور الصقلي". وأضافت كبير أمناء المتحف المصرى أن عالم الآثار" تيودور ديفيز" عثر على مقبرة يويا عام 1905 والتى ضمت مقتنيات يويا وزوجته ثويا فقد كان يويا يعمل مستشارا للملك أمنحتب الثالث وحمل العديد من الألقاب منها: " المشرف على الخيول " ، "أبا الإله الفرعون"، "الأب المقدس لسيد الأرضين"، "حامل ختم ملك الوجه البحرى"، "وكيل الملك للعجلات"، "الأمير الوراثى"، "وفم ملك الوجه القبلى" و"أذنا ملك الوجه البحرى"، "الممدوح كثيرا في بيت الفرعون"، و"المشرف على ثيران الآلة آمون" وأضافت: كانت هذه العربة هدية ل" يويا " من زوج ابنته الملك امنحتب الثالث وهى واحدة من ثمانى عربات فقط بقيت من مصر القديمة، وإطارها الخشبى مغطى بطبقة ذهبية والعجلات الصغيرة بها إطارات من الجلد باللون الأحمر ، وبسبب الحجم الصغير نسبيا للعجلات تنخفض أرضية وضع الجسم للركوب مما يتيح سهولة الوصول و ذاك يوحى بأن العربة مصممة لشخص مسن كما أن" النير" قصير جدا لتجره الخيول فربما كان يجر يدويا أو كانت تجره الماشية الصغيرة ويثير هذا الأمر الفضول والتساؤل فقد كان " يويا " مرتبطا ارتباطا وثيقا بالخيول كما يؤكد ذلك لقبه " المشرف على الخيول " وتوحى الزخرفة المتقنة للعربة انها ربما استخدمت أيضا فى الاحتفالات ، وفى الوقت نفسه كان يستخدم المصريون القدماء وسائل المواصلات البرية والمائية التى تعتبر من أقدم وسائل النقل التى عرفها الأنسان. تفاصيل الزيارة ...بالعدد الورقي