د.نبيل عبد الباسط هو عالم مصري متميز، يؤمن أن الطموح العلمي لا حدود له، وأن الباحث يجب ألا يتوقف عن التفكير والتجربة والبحث طوال حياته، وهب كل حياته للعلم، وقدم إنجازات كبيرة ساهمت في تقدم مكانة مصر علي خريطة البحث العلمي، هو د.نبيل عبد الباسط أستاذ كيمياء وتكنولوجيا النسيج، والحاصل علي جائزة النيل في العلوم التكنولوجية المتقدمة هذا العام. • ................؟ - أنا من مواليد المنصورة، عشت طفولتي في قرية كفر الحصة، كان والدي يعمل بالتدريس في المعهد الأزهري، وكان من القلائل المتعلمين بالقربة، ورغم أننا سبعة أبناء إلا أنه كان حريصا علي تعليمنا جميعا. بعد حصولي علي الشهادة الابتدائية انتقل والدي للتدريس في كلية الشريعة بالأزهر، فانتقلت الأسرة للقاهرة، ورغم وفاة أبي المبكرة، إلا أن أمي أكملت الرسالة وعلمتنا جميعا. ................؟ - لا أنسي أول يوم لي في مدرسة »بنبا قادن» الإعدادية بالقاهرة، شعرت بالقيود والاختناق وكرهت المدرسة، ففي الريف كان الانطلاق وسط الخضرة والمزارع والأراضي الواسعة، حتي مدارس قريتي كانت مفتوحة يمكننا الخروج منها وقت الفسحة ثم العودة بعدها، أما في القاهرة فالأمر مختلف وسط الزحام والسيارات والشوارع الضيقة. ................؟ - بعد الثانوية أشارت عليّ شقيقتي خريجة الصيدلة أن ألتحق بكلية العلوم، وفي اليوم الأول ذهبنا للمعمل من 9 صباحا حتي 7 مساء، لكني لم أشعر بالملل بل أحببت الكلية من أول يوم، وأحببت مجال العلم، واخترت مجال الكيمياء التطبيقية المرتبطة بالصناعة. ................؟ - من المحطات المهمة في حياتي، التحاقي بالجيش بعد تخرجي عام 1970، ومشاركتي في الاستنزاف وفي حرب أكتوبر، وسفري إلي روسيا للحصول علي فرقة صواريخ، ثم عودتي للالتحاق بالدفاع الجوي صواريخ، بقيت في الجيش خمس سنوات كضابط احتياطي درست خلالها الماجستير، وسجلت الدكتوراه. ................؟ - د. علي حبيش هو أستاذي وصاحب الفضل عليّ، وهو الذي طلبني للعمل معه في مجال كيمياء النسيج، فبدأت أبحاثي منذ عام 1980، وسافرت ألمانيا لمدة عامين، ونجحت بعد عودتي في تحقيق إنجازات عديدة منها استخدام تكنولوجيا النانو في الارتقاء بالمنسوجات المصرية وإكسابها خصائص جديدة مثل التنظيف الذاتي، والحماية من الأشعة والميكروبات ومقاومة الكرمشة وغيرها. كما نشرت 250 بحثا دوليا، وأشرفت علي أكثر من 60 رسالة ماجستير ودكتوراه، ونفذت أكثر من 50 مشروعا بحثيا وتطويريا وصناعيا، ولدي حوالي عشر كتب علمية، ولديّ أيضا 5 براءات اختراع في مجال. ................؟ - حصلت علي جوائز عديدة محلية ودولية، منها الجائزة التقديرية وجائزة حصولي علي الجائزة التقديرية، وجائزة كوامي نكروما الأفريقية، وجائزة النيل عادة لا يتم الحصول عليها من أول مرة، وقد تقدمت للجائزة 4 مرات، من قبل، لكن عدم حصولي عليها كان يدفعني لمزيد من العمل، ومن بين أسئلة اللجنة سؤالي عما قدمته علميا بعد فوزي بالتقديرية، فالباحث يجب ألا يتوقف عن العمل والبحث والتجربة والطموح. ................؟ - لم أفكر في المناصب طوال حياتي، والإنسان لا يأخذ كل شيء، فلو كنت وصلت لمنصب رئيس مر كز البحوث مثلا، ما كنت سأجد وقتا لاستكمال أبحاثي والفوز بجائزة كبري مثل جائزة النيل، لهذا أنا سعيد بما حققته، واعتدت دائما أن أرضي بما يمنحني الله. ................؟ - اخترت طريق الإنجاز العلمي، وقد كان طريقا شاقا، لكن النجاح وراءه عوامل كثيرة، أهمها العمل والجهد والصمود، والمنافسة الشريفة، وعدم النظر لما في يد غيرك، وعدم تصفية الحسابات مع أحد، وفي النهاية فإن الله بلا شك لن يضيع جهدك. ................؟ - بعد حصولي علي جائزة النيل، وهي أعلي جائزة محلية، سأستمر في أبحاثي ومشروعاتي، وأنا مهتم حاليا بتأليف الكتب العلمية بنظام المؤلف المشارك مع باحثين عالميين، وقد شاركت في 7 كتب، وأشارك الآن في كتابين جديدين يتم إصدارهما أول الشهر القادم.