أصدرت ندوة دعم الجيش الوطني الليبي المنعقدة بالقاهرة أمس بيانا ختاميا أكدت فيه أن »قوة الهيمنة» المسيطرة علي العاصمة طرابلس فاقدة للشرعية لاعتبارات قانونية. وأضاف البيان بأن الميليشيات والعصابات المسلحة والتنظيمات الإرهابية في طرابلس لا يمكن أن تسمح ببناء الدولة ومباشرة مؤسساتها لعملها. وحيا المشاركون في الندوة مصر قيادة وشعبا لدورها في احتضان مئات الآلاف من المهجرين الليبيين ودعمها لخيارات الشعب الليبي في الاستقرار والأمن والأمان. وأشار إلي أن التحالف بين العصابات المسلحة والتنظيمات الإرهابية مع المجموعات المستترة بالدِّين والمواجهات السياسية الممثلة لما يسمي بحكومة الوفاق قد جعل كل هذه الأطراف شركاء في جريمة سلب إرادة الليبيين ونهب مقدراتهم وارتكاب أبشع الممارسات بحقهم. وشدد علي أن استمرار الأطراف المسيطرة علي العاصمة لا يمكن أن يسفر عن تغير ايجابي بل علي العكس تماما سوف يساهم في تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية وتفاقم معاناة الليبيين الذين يسكن ربعهم في طرابلس . كما شدد علي أن معركة تطهير طرابلس من خاطفيها ( الجماعات الإرهابية ) جاءت تلبية صادقة من القوات المسلحة العربية الليبية لنداءات اهل المدينة لإنقاذهم من ويلات ما يعانون من تحالف الجريمة المنظمة مع الجماعات الإرهابية تحت غطاء حكومة فايز السراج . وأوضحوا أن الذرائع التي يسوقها الطرف المستفيد من حالة الفوضي وترهيب الليبيين لم تعد تنطلي علي احد حتي وان تسترت بحجة الدفاع عن مدنية الدولة وضرورة الحوار والحلول التوافقية فالكل يدرك تماما ان اول من انقلب علي التجربة السياسية هو الطرف المسيطر علي العاصمة عبر عملية فجر ليبيا سيئة السمعة والنتائج . وأشاروا إلي أن حملة التشويه الإعلامي للجهود التاريخية التي تقوم بها القوات المسلحة في مكافحة الاٍرهاب والعصابات المسلحة تهدف لإجهاض هذا المشروع الوطني الذي يعول عليه الليبيون في إنقاذ بلدهم من حالة الفوضي والعبث والاستباحة واستعادة كرامتهم وحفظ أرواحهم ومقدراتهم . وأوضحوا أن حسم المعركة في طرابلس لصالح الطرف الوطني سيكون له انعكاس ايجابي علي كل ليبيا وعموم ذول المنطقة فالقضاء علي الميليشيات والتنظميات الإرهابية سيوقف مسلسل العبث بمؤسسات الدولة وسيكون له مساهمة في تجفيف منابع تمويل الاٍرهاب في ليبيا ومحيطها. وسيمكن حسم المعركة في التأسيس لبناء دولة مدنية يسودها القانون وينتهي فيها الإجرام المنظم ويعمها الأمن والاستقرار والسلام. ودعا المشاركون في الندوة من قوي سياسية وثقافية واجتماعية اهالي طرابلس والمدن المجاورة لها الي توعية ابنائهم من الشباب المغرر بهم وحثهم علي التخلي عن الجماعات الإرهابية والمسلحة وتسليم أسلحتهم والاستعداد للمساهمة في بناء ليبيا بعد انتصار القوات المسلحة علي التحالف الإرهابي . وأكد المشاركون علي فشل البعثة الاممية متمثلة في غسان سلامة ونائبته في المساهمة بشكل منصف مع القوي الوطنية بإيجاد حل للازمة، كما ان تدوير للميليشيات المسلحة ودون كشف الحقائق يكشف عن تورط حكومة الوفاق في دعمها وتغطيتها علي الجماعات الإرهابية والمطلوبين للمجتمع الدولي، كما ان فايز السراج شخصية ضعيفة مرتهنة للجماعات المسلحة. كانت الندوة قد عقدت أمس مشاركة عدد من السياسيين والقانونيين والشخصيات الليبية البارزة. وأكد الدكتور محمد زبيدة استاذ القانون الدولي أن شرعية ومشروعية حكومة الوفاق في ليبيا مشكوك فيها؛ لأنه لم يحدث اي توافق أو قبول أو إجماع من الشارع الليبي . وأضاف خلال كلمته أن حكومة الوفاق الليبية لا تستمد شرعيتها من الدستور؛ موضحا أن الدستور الانتقالي المعمول به في ليبيا صادر عن جهة مجهولة؛ مشيرا إلي أن تم ادماج اتفاق الصخيرات الي الإعلان الدستوري الذي تم وضعه عقب أحداث 2011 ؛ لكي يصبح الاتفاق دستوريا؛مشددا علي أن وجود حكومة الوفاق أمر غير شرعي سواء من الناحية القانونية أو الدستورية. وأوضح أن الذين وافقوا علي اتفاق الصخيرات أشخاص لا صفة قانونية لهم؛مشيرا إلي أنه هناك 3 أخطاء دستورية في تشكيل حكومة الوفاق الليبية. وأشار إلي أن المجلس الرئاسي في ليبيا تحول إلي حكومة وسلطة تنفيذية بالإضافة إلي المهام التي نص عليها اتفاق الصخيرات . وأوضح د. عبدالسلام إسماعيل المستشار القانوني؛ ان الميليشيات قامت بتخريب كافة مؤسسات الدولة؛ حيث تم السيطرة علي كافة مؤسسات الدولة الليبية . وأوضح أنه لا يوجد ميزانية معلومة في ليبيا؛ حيث تم استبدالها بمصطلح »الترتيبات المالية» حتي لا تكون هناك محاسبة للأموال التي يتم إنفاقها. وأكد أن ليبيا خاضعة لسلطة السجناء السابقين والميليشيات ؛ الذين لا يريدون إقامة الدولة الليبية المستقلة ؛ من أجل استمرار الأزمة الحالية لانها بمثابة مكاسب بالنسبة لهم، موضحا أن يتم حاليا تهريب الوقود عبر البر والبحر من ليبيا. كما أكد دمصطفي الزاندي نائب وزير الخارجية ووزير الصحة الليبي السابق؛ ان الميليشيات المسلحة تم تشكيلها من المجرمين والتنظيمات الإرهابية ؛وما تقوم به القوات المسلحة الليبية هو لنزع سلاح الميليشيات غير الشرعية التي تلقي الدعم من جماعة الإخوان الإرهابية. وأوضح أن الميليشيات المسلحة قامت بقتل آلاف من ضباط الجيش الليبي في أعقاب أحداث 2011 التي شهدتها ليبيا؛مشيرا إلي أن ليبيا دولة موحدة ولن تحدث بها فتنة موجهة من الخارج من أجل تقسيم ليبيا.