لم تنجح المواقع الإخوانية والمعارضة للتعديلات الدستورية فيما وضعوه من فيديوهات مفبركة وروايات غير حقيقية عما يجري في لجان الاستفتاء، عن إثناء المواطنين عن واجبهم بالإدلاء بأصواتهم، والتي توافد عليها الملايين من النساء والرجال وكبار السن، وكانت المفاجأة في توافد نسبة كبيرة من الشباب للمرة الأولي في تاريخ أي استفتاء أو انتخاب، والذين أثبتوا أهمية المشاركة في صنع القرار بصرف النظر عن موافقتهم أو غير موافقتهم علي التعديلات، وقد رأت نسبة كبيرة منهم أن مستقبل مصر واستقرارها سياسياً واقتصاديا يتطلب التكاتف ونبذ الخلافات جانباً، وقد نجح التليفزيون المصري، وخاصة قنواته الأرضية الأكثر شعبية بين البسطاء، وللمرة الأولي في تاريخ مصر، في إجراء المواجهات بين المعارضين علي التعديلات والموافقين عليها استمرت لأكثر من الشهر، وهوَ ما أدي إلي تنامي الحوارات والمناقشات بين أفراد الأسر المصرية، وليذهب المواطنون للإدلاء بأصواتهم وكل منهم مقتنع في قرارة نفسه بما وصل إليه من رأي سواء بنعم أم لا، وقد استمعت وأنا أدلي بصوتي، إلي العديد من المناقشات التي علي أبواب اللجان بين الشباب والرجال والنساء، انتهت بمقوله أسعدتني » هذا رأيك ولي رأيي، أو مستقبل الوطن وبناؤه أقوي الآن من الخلافات، التعديلات تَدعم استقرار مصر وسط منطقة ملتهبة بالصراعات والخلافات » وغيرها من التعليقات التي التقطتها أذني، وإن دل هذا فهوَ أننا الآن في الطريق الصحيح لإعادة تشكيل الحياة السياسية بالمشاركة والحوار البناء، نأمل أن تسير مصر ويسير إعلامها علي هذا المنوال بالمناقشة والحوار، بالمشاركة والاختلاف في الرأي تُبني الدول وتحافظ علي استقرارها.