مفاجأة كبيرة فجرها الفيلم الوثائقي »اخوان النازي» عند عرضه الأول بمهرجان الاسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة خلال دورته ال21 التي انقضت مؤخرا، ورغم أن الفيلم كان يعرض خارج المسابقة وبعيدا عن المنافسات والجوائز لكن أهميته جاءت مما فجره من معلومات بدت مفاجئة لأغلب الحاضرين من النقاد والسينمائيين، يعتمد الفيلم بشكل أساسي علي الوثائق والمستندات التي نجح في تصويرها كاتب الفيلم الصحفي توحيد مجدي من الأرشيف البريطاني ويستعرض خلال55 دقيقة تاريخ يكاد يكون مجهولا لجماعة الاخوان الارهابية حول علاقة مؤسسها حسن البنا بالزعيم النازي أودلف هتلرخلال الحرب العالمية الثانية وكيف كان البنا مهووسا بالزعيم النازي الي حد أنه قام بتغيير شعار الجماعة ليتشابه وشعار النازية، ولأجل ذلك نجح في تجنيد نحو15 ألف مصري بعدما أقنعهم بأنهم يحاربون لأجل القضية العربية ليدفع بهم للتطوع في صفوف الألمان ضد بريطانيا والحلفاء، وقد انضموا لأحد معسكرات التدريب الألمانية، تكشف الوثائق كيف قام حسن البنا باستئجار شقة تطل شرفتها علي قصر عابدين ليراقب من خلالها كل مايجري بالقصر ويسجل محادثات الملك فاروق من خلال أجهزة سلمتها له الاستخبارات الألمانية. ورغم أن مخرجة الفيلم جيهان يحيي تخوض تجربتها الأولي في اخراج الأفلام الوثائقية من خلال هذا الفيلم الا أنها نجحت في اثارة القضية بجميع جوانبها لتضع مشاهدي الفيلم أمام هذه الحقائق الصادمة من خلال عدة محاور أولها هذا التوثيق غير المسبوق بالمستندات واللقطات التي تكشف عن التعاون الوثيق بين مؤسس جماعة الاخوان وبين الزعيم النازي، كما صورت بنفسها بعض مشاهد تمثيلية بتقنية الأبيض وأسود والتي تتناول شخصية عميلة أرسلتها المخابرات البريطانية تدعي نور عنايت بهدف التوصل لحقيقة التعاون بين الاخوان والنازي، حيث زارت حسن البنا في بيته وهي تتخفي في شخصية فتاة فقدت شقيقها المنتمي للجماعة، والي جانب ذلك كله استعانت المخرجة بآراء بعض الشخصيات الذين أكدوا علاقة البنا بهتلر ومن بينهم المحاميان المنشقان عن جماعة الاخوان ثروت الخرباوي وسامح عيد والباحث عمارعلي حسن وكاتب السيناريو توحيد مجدي واللواء فؤاد علام رئيس مباحث أمن الدولة الأسبق وقد أكدت المخرجة أنه شخصيا تفاجأ بهذه الحقائق، ولفرط حرص الكاتب والمخرجة علي الفيلم وحالة القلق التي انتابتهما لانجاز عملهما قررا انتاجه علي نفقتهما الخاصة وأحاطاه بكثيرمن السرية خلال فترة التصوير. هذا الفيلم يمثل بلغة الصحافة انفرادا هاما ويجب أن يعرض علي نطاق واسع لأنه يكشف وجها قبيحا مجهولا للجماعة الارهابية.