الطفلة جني بالزغاريد والأفراح استقبلت كريمة كلمة »ماما» التي اشتاقت لسماعها من اول فرحتها »جني» فعادت الابتسامات من جديد إلي وجه كريمة محمد محمد التي تبلغ من العمر 27 عاما بعد أن تغيرت ملامح وجهها الشاحب مسيطرا عليه حالة من الحزن واليأس ليتبدل حالها من سيدة في العشرينيات من العمر إلي ملامح سيدة عجوز وارتسمت التجاعيد علي وجهها حزنا علي ابنتها الصغيرة، جني التي تبلغ من العمر 9 سنوات ولدت مصابة بعجز في العصب السمعي أما الآن فقد تلونت حياتها بالألوان الزاهية الطبيعية التي أضافت الي حياتها طعما ورائحة ونكهة طيبة وذلك بمساعدة مؤسسة مصطفي وعلي أمين الخيرية التي ساعدتها في شراء جهاز خارجي للقوقعة لابنتها الصغيرة ، جني التلميذة بالمرحلة الإبتدائية حتي تتمكن الطفلة من إستكمال مشوارها التعليمي كباقي الأطفال في عمرها وحتي لا تشعر بالنقص عن زميلاتها وجيرانها.. كانت كريمة فقدت الأمل قبل أن تطرق باب »أسبوع الشفاء» لتنقذ حياة ابنتها فهي الابنة المدللة لها ولوالدها العامل بأحد مصانع النسيج ويتقاضي مرتبا شهريا ألف جنيه ولديهما مازن آخر العنقود فهو ابن الخمسة اعوام، وأوضحت أن ابنتها جني لم تكن تستجيب لها عندما تناديها وهي مازالت رضيعة وعندما ذهبت للطبيب فحص حالتها الصحية ليؤكد أن الطفلة جني تعاني من ضعف بالعصب السمعي وتحتاج إلي زرع قوقعة لتأخذ نفسا عميقا من هول الصدمة وكأن الكهرباء صعقتها لتقف صامدة جامدة أمام الطبيب.. ثم أخذت نفسا وهي تروي ذكرياتها الموجعة لتخرج تنهيدة طويلة تحمل كافة آلامها إلي خارج صدرها الذي ضاق بما حمله من وجع وألم علي صغيرتها لتقول لم أكن أعلم ماذا أفعل! ليفاجئها الطبيب بأن الابنة تحتاج إلي جهاز خارجي قوقعة للأذن تتكلف قيمته المادية مبلغ 85 ألف جنيه لتصاب بحالة من الصدمة مرة أخري فتقول » طيب منين وازاي.. ده اللي جاي علي قد اللي رايح.. والمرتب يدوب بيكفي مصاريف العيال » لتخرج من المستشفي وتحيط بها هالات الحزن والألم علي حالها وحال صغيرتها، لكنها كأي أمراة مصرية أصيلة وقوية لم تضعف وظلت قوية تستقوي بصغيرتها تبحث هنا وهناك علي باب جديد للأمل تسعي وتسأل بكل جهد عمن يمكنه مساعدة طفلتها حتي تمكنت من جمع مبلغ 20 ألف جنيه من إحدي الجمعيات الخيرية وعادت مرة أخري إلي حالة يأس جديدة فالمبلغ الذي جمعته لا يكفي إلي أن قامت بإرسال خطاب لمؤسسة مصطفي وعلي أمين الخيرية» ليلة القدر » يحمل بداخله جميع الأوراق الخاصة التي تثبت مدي تدهور حالتها المادية وقلة امكانيات زوجها لتوفير احتيات المنزل الاساسية فضلا عن مصروفات طفليها مازن وجني وذلك بجانب التقارير الطبية التي تثبت الحاله الصحية لابنتها التي تشكو من ضعف شديد في السمع وعلي الفور قام باب إسبوع الشفاء بالاستجابة إلي والدة الطفلة جني وساعدها بمبلغ 60 ألف جنيها حتي ترسم الابتسامة علي وجه والدتها كريمة وعائلتها وإعادة الحياة مرة أخري لجني لتتمكن من مشاركة أقرانها الحياة والأنشطة بشراء الجهاز الخارجي للقوقعة..عبرت كريمة عن سعادتها البالغة بشراء سماعات الأذن قائلة» أشكر كل من يعاون أسبوع الشفاء الخاص بمؤسسة مصطفي وعلي أمين الخيرية لأنها ساعدتني في علاج طفلتي وقامت بشراء القوقعة لها بمبلغ وصل إلي 85 ألف جنيه» وأوضحت كريمة أن زوجها عامل بسيط رقيق الحال وما يتحصل عليه من عمله بالكاد يكفي قوت يومهم وسط هذا الغلاء الفاحش الذي غلب علي كثير من الأسعار، فضلا عن دفع إيجار للشقة الصغيرة التي تؤويهم بمنطقة الخصوص في محافظة القليوبية ، ولذلك لجأت إلي المؤسسة لمساعدتها وهو ما حقق حلمها علي أرض الواقع وأخيرا سمعت كريمة أصدق وأغلي الكلمات من طفلة مدللة لوالدتها وهي » ماما » فهي الكلمة التي تتمني كل أم سماعها من أبنائها الصغار لتري عطشا ظل لسنوات طويلة في انتظار سماع هذه الكلمة.