مقاول عربيد ولص فاجر، متهمان بالفساد، ففزع كل منهما لنجدة الآخر. الاول (دونالد ترامب) يحاصره الديمقراطيون ويسعون لطرده من الرئاسة بتهمة التواطؤ مع روسيا في الانتخابات الامريكية وتضليل العدالة ودفع أموال لعاهرات لشراء سكوتهن. والثاني (نتنياهو) متهم بتلقي رشاوي من المنتج السينمائي الاسرائيلي ارنون ميلتشان (240 ألفا) و72 ألف دولار أخري من الملياردير الأسترالي جيمس بيكر، بالاضافة إلي اتهام بالغش وخيانة الامانة. الاثنان في زنقة ويطلبان النجدة لأن الاول علي بعد عام من الانتخابات الامريكية والثاني مصيبته أكبر فالانتخابات الاسرائيلية علي الابواب. المحتل (نتنياهو) والمختل (ترامب) علمتهما الايام أن الحلقة الاضعف لتحقيق انتصار سريع ينقذ رقبتهما من السقوط هي العرب، فكان قرار ترامب بالاعتراف بسيادة اسرائيل علي الجولان، مقابل أن يرد نتنياهو الجميل عبر اللوبي الصهيوني في امريكا وذراعه الاخطبوطية »الايباك» (لجنة الشئون العامة الاسرائيلية الامريكية). لذا كان مقررا أن يلقي نتنياهو خطابا امام الايباك خلال زيارته لامريكا قبل ايام لولا اضطراره للعودة لتل ابيب لادارة عدوانه علي غزة. وكان متوقعا أن يطلب من الايباك دعما لا محدودا لترامب، حيث يتغلغل اعضاء هذا اللوبي في دوائر المال والاعلام ووزارة العدل. واعتقد أن عرقلة عملية عزل ترامب حتي الان ترجع لتأثير هذ اللوبي الذي يريد رد الجميل لترامب صاحب أخطر قرارين في تاريخ دعم العدو الصهيوني: الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان ثم الاعتراف بضم الجولان. وإذا كان العرب يريدون نسف فكرة انهم الحلقة الاضعف فعليهم أن ينسوا تماما بيانات الشجب والادانة التي لم تحرر ارضا ولم تُعد حقا. عليهم العودة لتفعيل استراتيجية: إنك لا تستطيع أن تحصل علي أكثر مما يمكن أن تصل اليه مدافعك، والايمان بان من لا يستطيع الزواج لا يحل له الزنا، أي اذا لم تستطع تحرير ارضك فلا تتنازل عنها بالمفاوضات.