"10 أيام قبل الزفة" أول فيلم يمني بعد انتهاء الحرب سنوات طويلة تعاني فيها النساء من القهر الشديد خاصة في مناطق الصعيد والريف المصري.. تحاول التخلص من تقاليد بالية تنتهك جسدها قبل روحها لا تمت للدين أو الأخلاق بأي صلة. سنوات وهي مكبلة بسلاسل تحت بند العيب والحرام والخوف من القيل والقال.. حاولت السينما في الكثير من الأحيان في أفلامها أن تكون إيجابية وتبرز هذه القضايا وتساندها بعد أن تقدم النصح والتوعية، ونجحت بالفعل أفلام مثل »أريد حلا» بطولة فاتن حمامة في تغيير وتعديل قوانين الأحوال الشخصية والمتعلقة بالطلاق التي كانت تستمر عشرات السنين، والجدير بالذكر أن هذا الفيلم كان مأخوذا عن واقعة حقيقية. وفي »إنذار بالطاعة» أصبح من حق الفتاة أن ترفع دعوي لإثباته وبالتالي دعوي تطليق في المحكمة.. بعدما كانت معلقة شرعا بورقة قد لا تكون حتي في حوزتها.. لكن تسمح لمن يتزوجها أن يتركها معلقة. من بعد فيلم »التخشيبة» بات ضروريا أن تقدم أي سيدة بطاقة شخصية في القسم بعدما كان من الممكن أخذ أقوالها وإثبات شخصيتها بدون بطاقة، بما كان يتيح لأي واحدة انتحال أي شخصية تكون بريئة وتوصم بالعار بعد ذلك. • وفي أحدث عمل فني أول لمخرج شاب هو »أنس طلبة» يقدم فيلم »بين بحرين» الذي شارك في مهرجان أسوان لأفلام المرأة تأليف »مريم ناعوم» وسيناريو وحوار »أماني التونسي» بمشاركة في الحوار مع »كريم الدليل» وبطولة عدد كبير من الوجوه الشابة. فيلم »بين بحرين» يتعرض لأكثر من قضية تخص المرأة.. مثل »ختان البنات» و » العنف الزوجي» وكلتاهما تعد من أخطر القضايا.. الأولي »ختان البنات» الذي يعد جريمة كبري في حق الفتيات صغيرات والمرأة فيما بعد في الكبر.. وفيه الكثير من إهدار كرامتها ومعنوياتها وانتهاك لجسدها.. والقضية الثانية هي العنف الزوجي تجاه المرأة الذي لا يجرمه أحد بحجة أن من حق الزوج تأديب زوجته بالضرب بتفسيرات خاطئة يستغل فيها الدين وهو منها براء. »زهرة» زوجة شابة تعود لقريتها مع طفلتيها الصغيرتين »شهد» و»شمس» لزيارة والدتها وفي أحد الأيام تطلب منها والدتها الذهاب للبر الثاني لتجلب لها الدواء.. وترفض أن تجعلها توقظ زوجها للذهاب.. وبمجرد خروج »زهرة» من المنزل يأتي »ممرض» و»زوجته» لتأخذ »شهد» بموافقة والدها لكي يجروا لها عملية ختان.. ووسط ذعر الفتاة الصغيرة وإجبار الجدة لها تصاب بنزيف حاد يجعلها بين الحياة والموت ويحملها والدها للوحدة الصحية إلا أن محاولات الطبيبة وهي أيضا صديقة الأم تفشل في إنقاذها.. وتفارق الحياة لتفاجأ الأم بذلك عقب عودتها من البر الثاني.. تنهار »زهرة» تماما وتبقي في منزل صديقتها هي وابنتها بعد أن تُحمل والدتها وزوجها السبب المباشر فيما حدث.. ويصبح همها الشاغل أن تأتي بحق ابنتها.. يساعدها في ذلك ضابط المباحث الذي يحاول بكل جهده إثبات التهمة علي الممرض النصاب وزوجته رغم شهادات الزور التي كانت في صالحه. ترفض زهرة العودة مع زوجها وتبقي مع ابنتها وتساعدها معلمة القرية وتشجعها علي أن تستكمل دراستها من المنازل كما تتعهد برعاية الابنة وإلحاقها بفصول التعليم إلي أن يتم نقل أوراقها. وفي خيوط أخري تبرز حكاية زوجة شابة تتعرض للعنف الزوجي حيث ينهال عليها زوجها بالضرب المبرح وهو لايريد منها سوي أن تكون خادمة له ولوالده العجوز.. وعندما ترفض يقوم بتطليقها وهي تجد نفسها بالعمل في أحد المشاريع الخاصة بالأسر المنتجة خاصة أن شقيقها الغائب يعود لكن لشراء أراضٍ فقط ول ايبدي أي رغبة في مساعدتها هي ووالدته. لقد نجح الفيلم في مناقشة قضايا عدة من خلال سيناريو محكم ومترابط وأداء جيد لممثلين من الوجوه الشابة واختيار أماكن تصوير تعكس واقع الريف المصري.. وإخراج جيد وكلها عناصر تبشر بميلاد مخرج جديد في عالم السينما المصرية. ليصبح نموذجا للأفلام الهادفة التي نحن أحوج ما نكون إليها. »اليمن السعيد» و»جنات عدن» من الفعل الماضي بعد أن تعرضت هذه البلاد للخراب الشديد نتيج] ويلات الحرب والدمار الشديد وتحالف مع هذا الدمار فقر البلاد ومرض أصاب الأبدان. في وسط هذه الظروف الصعبة التي يعاني منها اليمنيون نجح مخرج مسرحي شاب من أهم شباب المخرجين في أن يقدم فيلما لم تتجاوز ميزانيته الثلاثين ألف دولار وبأن يصور فيلما تدور أحداثه في شوارع عدن وبيوتها المهدمة.. وذلك في فيلم »عشرة أيام قبل الزفة» إخراج »عمرو جمال» وبطولة »سالي حمادة.. خالد حمدان.. محمد ناجي بوراق»، الفيلم يروي حياة مدينة عدن التي بدأت تعود إليها طبيعة الحياة بعدما تحررت من الحرب.. وأن آثارها لم تنته من حياة الناس فمازالوا تحت تأثيرها وأسري لتوابعها. وذلك من خلال شابين امتدت خطوبتهما لسنوات وباقي علي زفافهما عشرة أيام فقط.. لكن أمام الغلاء وبعد أن تهدم منزلهما بالكامل كانا عليهما البحث عن سكن خاصة أن الإقامة من خلال الأسرة أصبحت في دائرة المستحيل بعد طلاق العمة ومكوثها هي وأولادها لدي أخيها. مشاكل »الزفاف» هي مشاكل المدينة المجروحة التي تحاول أن تلملم جراحها مع استعراض لأحوال وطباع الناس فهناك من يحاول إكراه الأسرة والزواج من الخطيبة لأنه يمتلك المال لكنها تثور وترفض هذه الزيجة لتعود لخطيبها مع مناصرة الأصدقاء علي أن تتزوج هي وخطيبها والاستغناء عن الفرح وكل الشكليات فالحياة يجب أن تستمر وتكفي الحرب إنها خربتها فلا يجب أن تخرب مع نفوس ومشاعر البشر. مخرج الفيلم عمرو جمال نجح في أن يقدم صورة لليمن ولمدينة »عدن» بصدق وعفوية دون أن يزرع الأمل في النفوس.. واستطاع بكاميرته أن يجعلنا نعيش كل لحظة بمآسيها وأفراحها.