الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال إلقاء كلمته فى الدورة ال 32 للقمة الإفريقية تسلمت مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس رئاسة الاتحاد الإفريقي رسمياً في الدورة ال32 للقمة الإفريقية ولمدة عام وسط حفاوة وترحيب كبيرين من قبل الدول الأفريقية الشقيقة، وهي اللحظة التي تأتي تتويجاً للجهود السياسية من قبل الرئاسة والدبلوماسية المصرية وكافة الجهات المعنية لعودة مصر لمكانتها التاريخية ووضعها الطبيعي في علاقتها مع دول القارة السمراء، لاسيما في ظل العلاقات التاريخية والمصالح الحيوية التي تربطها بالدول الإفريقية. وخلال فترة الرئاسة الحالية، تضع مصر علي أجندتها عدة أولويات وخطة واضحة، تأتي من واقع مشكلات وقضايا وملفات عديدة تواجهها القارة السمراء، هذه الخطة تتماشي مع ايمان الدولة المصرية والقيادة السياسية بأهمية التضامن والتعاون بين دول القارة، عن طريق تسخير كافة إمكاناتها وخبراتها من أجل دفع عجلة العمل الإفريقي المشترك إلي آفاق أوسع، وتحقيق نتائج ملموسة ومرضية لتطلعات ورغبات واحتياجات الشعوب الإفريقية بتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسلام والأمن. مبادرات ومتابعة وأكد السفير حمدي لوزا نائب وزير الخارجية للشئون الإفريقية أن الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقي تتطلب جهداً ومبادرات ومتابعة من جانب مختلف الوزارات، إضافة إلي منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص. وأشار لوزا إلي أن وزارة الخارجية حرصت علي عقد اجتماعات دورية الفترة الماضية لتنسيق كافة هذه الجهود لكي تساهم في نجاح الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقي، والمساهمة في تحقيق الاستقرار والسلام والنمو الاقتصادي والاجتماعي والتكامل الإقليمي بين الدول الإفريقية. وأوضح أن فترة الرئاسة المصرية للاتحاد سوف تشهد عدة مبادرات حصرية، فالرئاسة المصرية تأتي في وقت تلمس فيه وزارة الخارجية اهتماما متزايدا من جانب الشركات المصرية ورجال الأعمال لتكثيف التعاون مع الدول الإفريقية ويشهد فيه اهتماماً واضحاً من جانب شركات بالقارة الإفريقية سواء من جانب الاتحاد الأوروبي أو الصين أو اليابان لزيادة العلاقات مع الدول الإفريقية، والتعاون مع هذه الدول من خلال مصر لتحقيق الاستقرار والتنمية والسلام في القارة الإفريقية. السلم والأمن ويأتي مجال السلم والأمن علي رأس أولويات الأجندة المصرية،عن طريق العمل علي تعزيز الآليات الإفريقية لإعادة الإعمار والتنمية لمرحلة ما بعد النزاعات، وتأسيس مركز الاتحاد الإفريقي لإعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات في مصر خلال العام الحالي، فضلا عن دعم جهود الاتحاد في استكمال منظومة السلم والأمن وإصلاح مجلس السلم والأمن الإفريقي وتعزيز التعاون القاري لدحر الإرهاب وتجفيف منابع التطرف الفكري، وهو ما أكده سامح شكري وزير الخارجية بأن العام الحالي سيشهد مزيداً من المشاركة النشطة لمصر في جهود الوساطة لحل النزاعات الإفريقية. الاندماج الإقليمي كما تتضمن الأجندة المصرية، تفعيل التكامل والاندماج الإقليمي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والإصلاح المؤسسي والمالي للاتحاد، حيث أكد السفير خالد عمارة ان مصر لديها وضوح رؤية بالنسبة لمتطلبات التنمية والسلم والأمن بالقارة الإفريقية، كذلك متطلبات الاندماج الاقتصادي والتجاري داخل القارة الإفريقية، كل هذه أولويات وضعها القادة الأفارقة بالفعل، ومصر ستقود دفة الاتحاد الإفريقي في تنفيذ كل هذه الرغبات والمتطلبات التي تسعي اليها إفريقيا. وأشار إلي تطلع مصر بأن يتم تفعيل المركز الإقليمي لإعادة الإعمار ما بعد النزاعات والتابع للاتحاد الإفريقي، والتي تستضيفه القاهرة، خلال فترة الرئاسة المصرية للاتحاد، حيث سيكون له دور كبير سواء في مجال إعادة الإعمار المتعلقة بالبنية التحتية، أو فيما يتعلق بفكرة البناء المؤسسي والفكري بالدول الإفريقية، مشيراً الي ان جهود مصر الكبيرة في هذا الشأن، تلقي شكراً وتقديراً كبيرين من أشقائنا الأفارقة، كونها جهودا محسوسة وملموسة لديهم.