يعتصر القلب حسرة علي من يضيق باب الله وواسع رحمته، فكيف بإنسان أنعم الله عليه بنعمة العقل يكفر بالله لمجرد أن حلمه او مراده لم يتحقق أو لأن البعض قالوا بأن الصبغة الايمانية تعفي صاحبها من الابتلاء وعندما يري أصحابها قد ابتلوا يكفر معللا ذلك بأن إيمانهم بربهم لم يعفهم من البلاء؟ عندما استمعت لحوار هؤلاء الشباب خلال فيلم تسجيلي عرض علي احدي القنوات الفضائية احسست بالحزن لغياب العقل والهروب من معية الله إلي فراغ ليس له نهاية، الغريب في الأمر انهم عللوا دوافعهم عن ذلك بوقوع ثورتين وقالوا بأن الثورات تحدث خللا اجتماعيا وكفرا بكل المبادئ لدرجة أنك تهرب من كل ذلك إلي الإلحاد. وأري ان اصحاب المبادئ مؤمنون بمبادئهم فمن يكفر بما آمن به فليس عنده قيم او مبادئ يؤمن بها ويبني حياته عليها وعلي استعداد ان يكفر بأي شيء، لكن الغريب ان البعض منهم يفتخر بزملائه وجرأتهم في اعلانهم لذلك بدلا من اخفائه والتظاهر أمام الجميع بالإيمان. هنا قلت لنفسي: سبحان الله القائل »أفلا يتدبرون» »أفلا ينظرون» »أفلا تعقلون»، فإذا كان العقل قاصرا عن إدراك خالق الخلق فكيف يتدبر في نفسه وكيف ينظر إلي ما حوله ليعلم أن هناك خالقا للكون مدبرا أمره. وكيف يعقل ما آل اليه وهو معلق إيمانه بربه بما يحدث له؟ ضعف الإيمان يصيب الانسان بالأزمات لأن المؤمن الحق يعلم جيدا انه يعافي ويصاب فهو بين ابتلاء ربه في اختبار تتضاعف حسناته وتنقص، كما يعلم جيدا انه قد يجتهد ولا يحالفه التوفيق ولكن عليه أن يحاول مرة اخري فربك أمرك بالتوكل وليس بالتواكل، معشر الشباب اعلموا جيدا بأن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. وإن المستشرقين ما امنوا بوحدانية الله إلا بعد أن تبحروا في مخلوقات الله، فكفركم لن يضر الله شيئا لكنه يجعلكم تتخبطون كالذي يتخبطه الشيطان من المس والاذي.