لم أر في حياتي دولة تعرضت لمؤامرات وحروب مثل الذي تعرضت له مصر، علي مر كل العصور والأزمان، ولكنها دائما تخرج منتصرة شامخة مرفوعة الرأس، بفضل أبنائها وإيمانها وشموخها، فمصر التي علمت العالم الحضارة تظل هي مصر التي تعطي الدروس في الصمود والنهوض من أي أزمة مهما كان حجمها، وكل هذا لا يتأتي إلا بعزيمة أبنائها الرجال الأبطال، الذين يتخطون كل المصاعب، وينجحون في النهاية في اثبات ان أحلي بلد هي بلدنا مصر. ولعل ما حدث في التصويت علي تنظيم كأس الأمم الافريقية بين مصر وجنوب افريقيا، واكتساح مصر لمنافستها في التصويت بنسبة 16 الي 1، ليؤكد أننا عندما نريد ان نصنع المعجزات نصنعها بل ونتفوق باكتساح .. نعم مرت علينا بعض الأوقات العصيبة والصعبة، ولكنها سرعان ما تزول، بفضل قوة مصر وعزيمة رجالها الأبطال. من هنا أقول ان القادم في الشهور الخمس القادمة، سيكون هو الأصعب علي الإطلاق من الناحية الكروية، حيث ان افتتاح بطولة كأس الامم الافريقية سيكون يوم 21 يونيو المقبل، وهناك الكثير من الملاعب التي مازالت تحتاج الي الصيانة واعادة الترتيب، بالاضافة الي تغيير ارضياتها، وايضا ستاد القاهرة الذي سيشهد حفل افتتاح وختام البطولة، مازال في مرحلة العمل والتطوير حتي الآن، ويتطلب جهدا خارقا ليظهر في أحلي وأبهي صوره خلال البطولة الافريقية، ناهيك عن كل المتطلبات المادية واللوجستية التي يتطلبها تنظيم مثل هذا الحدث العالمي الكبير، ولكن لأنها مصر، - أحلي بلاد الدنيا - فقد قبلت التحدي، وقررت ان تبهر الجميع بتنظيم ولا أروع، واحتفالية ولا أجمل، وحدث ولا أحلي، لكي يكون العالم كله شاهدا علي ان المصريين مهما كانت التحديات قادرون علي النجاح والتفوق بشدة. لذلك أطالب الجميع بأن يقفوا صفا واحدا لإنجاز تنظيم بطولة كأس الامم الافريقية علي افضل وجه، وأيضا أطالب مسئولي الاتحاد المصري لكرة القدم بأن يستكملوا مسابقات الاتحاد حتي نهايتها، أيا كانت التحديات التي يواجهها، والصعاب التي يعلمها الجميع، لان استكمال البطولات المحلية هو أمر ضروري للمنتخبات المصرية التي لديها ارتباطات مهمة هذا العام بشكل خاص، وللكرة المصرية بشكل عام، علي الرغم من الصعوبات التي وضعنا انفسنا فيها بالمشاركة في عدد كبير من البطولات، وهو ما لا تتحمله أجندة الكرة المصرية. نعم هي سنة كبيسة كرويا، ولكني علي ثقة من أن رجال اتحاد الكرة المصري ولجنة المسابقات برئاسة المحترم عامر حسين، قادرون علي قبول التحدي وانجاح المسابقة والوصول بها الي بر الأمان، أيا كانت المنغصات وإثبات أن »أحلي بلد هي بلدي».