اقتراح رائع تلقيته من الأستاذ نصر الدين المدير العام السابق بكلية الصيدلة جامعة الإسكندرية عبر بريدي الإلكتروني تعقيبًا علي سلسلة مقالاتي بشأن تطهير السنة النبوية الشريفة مما نسب إليها ظلمًا ويحض علي العنف والإرهاب وكراهية الآخر، الاقتراح يحل المشكلة من أساسها وهو باختصار أن يتم تشكيل لجنة من علماء المسلمين الأفذاذ بالأزهر وبمشاركة علماء الإسلام علي مستوي العالم المعروف عنهم الاعتدال والوسطية يعكفون لمدة سنة ويستعينون في ذلك بالتكنولوجيا الحديثة علي كتابة وإصدار موسوعة السنة النبوية الشريفة المؤكدة قولًا وعملًا وغير المتعارضة مع أي نص قرآني وتكون هي المرجع للمسلمين في كافة بقاع الأرض بعد القرآن الكريم.. وأما كتب التراث والفقه التي تحتوي علي شبهات أو محل خلاف فأما أن تموت تاريخيًا بمرور الزمن أو تستخدم فقط للدراسات المتعمقة للباحثين.. ويدعو الأستاذ نصر الدين الرئيس السيسي أن يبادر بالدعوة لتشكيل هذه اللجنة ويتبني دعمها مع قادة الدول العربية والإسلامية ولا مانع من مشاركة المنظمات الدولية المعنية كاليونسكو مثلا، وأن تتم طباعة هذه الموسوعة علي أجزاء مبوبة ومفهرسة بشكل يسهل للقارئ الحصول علي المعلومة المطلوبة، ويتم تقديمها بشكل أنيق وجذاب وتطرح للبيع بسعر مدعوم وفي متناول القارئ المسلم الفقير بحيث يستطيع كل مسلم أن يقتني في بيته نسخة من هذه الموسوعة.. كما يمكن أيضا وضعها علي اسطوانات مدمجمة (»D) مع محرك بحث لأبنائنا وشبابنا الذين لا يميلون إلي القراءة الورقية ويجيدون تكنولوجيا الكمبيوتر، وهكذا نقدم الصورة الصحيحة للإسلام أمام العالم ونبرئ ساحة الإسلام والمسلمين ومن قبلهم ساحة الرسول صلي الله عليه وسلم من كل تهم الإرهاب الذي لا يمت إلي الإسلام بصلة، وكذلك لن يجد المتنطعون من معتلي المنابر أو الفضائيات أو الميديا أو ادعياء الإسلام والمرتزقة أي فرصة للمزايدة لأنهم سيتعرون أمام الجميع، ناهيك عن تصحيح وتوحيد التراث النبوي الشريف للمسلمين كافة وأولهم الشباب الحائر الذي يسهل تضليله واستمالته بالأفكار المتطرفة.. ولا أضيف جديدا إذا قلت إن مكافحة الإرهاب لن تنتهي بالمواجهة المسلحة طالما ظلت ماكينة التفريخ شغالة من خلال الكتب المشبوهة، وهذا لا ينفي إطلاقا أن الإرهاب وهو الفكر الخاطئ الذي أصبح عقيدة قد وجد من الغرب كل عناية ورعاية تارة بدعوي حرية الفكر وتارة أخري لمناهضة الشيوعية، ولكن كان الدافع الحقيقي لديهم هو الخوف من الإسلام علي الصهيونية العالمية فسعوا إلي تدمير المسلمين بأيدي المسلمين.. من هنا كانت حتمية مراجعة الكتب التي تتناول السنة النبوية الشريفة ومعايرة كل ما فيها علي كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. وبدوري أضيف للأستاذ نصر الدين كفانا افتراء للكذب علي الله تعالي بتلفيق الروايات ونسبها إلي الدين عبر الزعم بأنها صحيحة وإجبار الأمة علي ذلك وتغييب العقل ومنعه من النظر في هذه الروايات ومنعه من معايرتها علي كتاب الله.. وكفانا تقديسا لرجال وروايات وخرافات ما أنزل الله بها من سلطان.. ما قل ودل: احسنوا ضيافة الابتلاء.. فإنه عابر سبيل..