رغم حالة الصراع والتسابق غير المسبوقة في اهتمام أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة بمسألة تنظيم بطولة الأمم الإفريقية التي تستضيفها مصر، وذلك بسبب أهميتها الكبري للقيادة السياسية في مصر وجماهير الكرة، إلا انني أتعجب من نسيانهم بشدة للمنتخب الوطني في الفترة الحالية، رغم أن نجاح البطولة سيكون بوصول المنتخب للمباراة النهائية، وأن الخروج المبكر لمنتخبنا من المنافسات سوف يتسبب في فشل كبير للبطولة وأهدافها.. وفي رأيي أن أحد أهم الأسباب التي ستؤدي إلي عدم منافستنا علي هذا اللقب هو القرار الذي اتخذه اتحاد الكرة بتحديد مكافأة الفوز بالبطولة ب 500 ألف جنيه فقط لكل لاعب، وهو رقم ضعيف جدا بالنسبة لاقتصاديات كرة القدم في الفترة الحالية ولن يكون حافزا لأي لاعب لتحقيق الفوز باللقب، مثلما حدث أيام جيل الفرحة مع الكابتن حسن شحاتة، عندما استضافت مصر البطولة عام 2006 وفازت بها، بالإضافة إلي فوزها أيضا في 2008 و2010.. وتذكرت وقتها الراحل سمير زاهر رئيس اتحاد الكرة الأسبق، صاحب البصمة الكبري في تحقيق المنتخب للثلاثية الإفريقية، وذلك عندما تحدث مع عمرو وهبي مدير تسويق اتحاد الكرة في ذلك الوقت، من أجل كيفية توفير مليون جنيه لكل لاعب لتحفيزهم للفوز بالبطولة، وكان وقتها المليون جنيه رقما كبيرا جدا يحفز أي لاعب،وبالفعل تحقق الهدف المطلوب، بفضل فكر زاهر التسويقي، ووقتها كان كلام زاهر مع وهبي في كيفية توفير مليون جنيه لكل لاعب من أجل تحقيق الهدف، رغم بيع الاتحاد وقتها لكافة الحقوق التجارية والإعلانية للاتحاد والمنتخب، فكانت فكرة وهبي بأن يتم تصوير كواليس المنتخب خلال البطولة بالفيديو وبيعها للقنوات الفضائية، مقابل الحصول علي المبلغ، وعلي الفور تم تنفيذ الفكرة ونجح مخطط زاهر في فوز منتخبنا بالبطولة، وحصل اللاعبون علي المليون جنيه بالإضافة إلي المكافآت من رجال الأعمال والمكافآت العربية من دول الخليج بعد هذا النجاح.. أري انه لابد للدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء ودكتور أشرف صبحي وزير الرياضة، من ضرورة مساعدة اتحاد الكرة في زيادة مكافآت اللاعبين بشكل مناسب للعصر الحالي، فليس من المعقول أن تكون مكافأة بطولة 2006 مليون جنيه لكل لاعب، وبعد 13 عاما تقل المكافأة للنصف، فالحفاظ علي نجاح البطولة يبدأ من الحفاظ علي فرص منتخبنا في التأهل للنهائي.