غاب نجوم الفن عن وداع الفنان الكبير سعيد عبدالغني الذي شيع جثمانه بعد صلاة الجمعة من مسجد الصديق بمساكن شيراتون، فلم يحضر صلاة الجنازة سوي الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية والفنان كمال أبورية اللذين قدما واجب العزاء لابن الفنان الراحل الفنان أحمد سعيد عبدالغني. وكان الفنان الراحل قد وافته المنية صباح أمس الجمعة عن عمر يناهز 81 عاما بعد تعرضه لوعكة صحية ألمت به مؤخرا دخل علي اثرها العناية المركزة بمستشفي الجلاء العسكري. ولد سعيد عبد الغني في قرية اسمها»نوسا البحر» تابعة لمركز »أجا» بمحافظة الدقهلية، تخرج من كلية الحقوق في عام 1958، ولم يكن في حسبانه أنه سيعمل في الفن فقد اتجه إلي العمل في جريدة الأهرام وعين بقسم الحوادث بها، ثم انتقل للقسم العسكري ليعمل مراسلا عسكريا ؛ وتعرض عبد الغني خلال تغطيته لأحداث حرب يونيو من العام 1967 لصدمة شديدة، عقب رؤيته لجثث الجنود المصريين، وقتل عدد من أصدقائه أمام أعينه، وعاد لمنزله، وقد أصيب باكتئاب حاد، ورفض منذ تلك اللحظة ارتداء أي ألوان في ملابسه سوي اللون الأبيض لكراهيته للون الأسود الذي يذكره بالحداد علي أصدقائه ؛ بعدها انتقل للعمل كمحرر في القسم الفني ثم ترقي حتي أصبح رئيس القسم الفني بالجريدة ومنها ترأس القسم الفني بجريدة »الأهرام المسائي» وخلال فترة عمله بهذه الجريدة تعددت لقاءاته وحواراته مع الممثلين والمخرجين وكان ذلك بداية الالتحاق بالتمثيل. واتجه سعيد عبد الغني للعمل في مجال الفن بجانب الصحافة، وخلال تلك الفترة تزوج من شقيقة الفنانة الراحلة زهرة العلا، وكانت بداية حياته الفنية كانت علي خشبة المسرح وكانت أوائل مسرحياته »القرار» ومسرحية»جبل مغناطيسي» علي مسرح الطليعة عام 1973؛ وظهر للمرة الأولي في السينما مع المخرج يوسف شاهين في فيلم »العصفور» عام 1972 وفي عام 1974 قدم فيلم »الفاتنة والصعلوك» وكان وقتها في سن الخامسة والثلاثين. بعدها تتابعت أعماله السينمائية والدرامية والمسرحية فقدم ما يزيد علي 124 عملا خلال مشواره الفني من أهمها: فيلم»المذنبون» عام 1975، ولمع نجمه في الفيلم الهام »إحنا بتوع الأوتوبيس» والذي نال عنه جائزة تقديرية من مهرجان »جمعية الفيلم»، ثم توالت افلامه منها »حبيبي دائماً» مع الفنان الراحل نور الشريف عام 1980، و»حدوتة مصرية» من إخراج يوسف شاهين، »زوج تحت الطلب» مع عادل امام وفؤاد المهندس، »امرأة واحدة لا تكفي» وغيرها وخلال مشواره اشترك بعدة أدوار كان القاسم المشترك بينها هي شخصية الرجل الخطير المتأنق. حصل علي جائزة أفضل ممثل دور ثان عن فيلم »أيام الغضب» كما حصل علي وسام الدولة من الطبقة الأولي للفنون عام 1996. وفي مجال الدراما التليفزيونية يعتبر أبرز أعماله التليفزيونية مشاركته في مسلسل »الفرسان» للمخرج حسام الدين مصطفي وقام فيه بدور »عز الدين أيبك»، قدم عدة مسلسلات منها: »الثعلب»، »رد قلبي»، »شمس الأنصاري»، »أولاد الليل» وكانت آخر أعمال الفنان الراحل التليفزيونية مسلسل »ولاد السيدة»، الذي عرض عام 2015 للمخرج هاني إسماعيل، ومن تأليف مجدي الإبياري وكان اخر ظهور للفنان الراحل في حفل تكريمه بمهرجان المركز الكاثوليكي المصري العام الماضي.