بيزنس «الأبلكيشن» يستنزف جيوب أولياء الأمور    منطقة السويس الأزهرية تعلن أسماء أوائل الإعدادية    إزالة 40 حالة تعد على الأراضي الزراعية في 4 مراكز بالمنيا    أمين «الإصلاح التشريعي» بوزارة العدل: مصر ملتزمة بدعم سياسات المنافسة    «بيطري المنوفية» تنظم قافلة للكشف على الحيوانات في قرية أبنهس غدا    قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 22 فلسطينيا من الضفة الغربية.. بينهم طفل وامرأة    رئيسة المفوضية الأوروبية تدلى بصوتها في انتخابات البرلمان الأوروبي    المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: الجنود الإسرائيليون مرتكبو مجزرة النصيرات تنكروا بهيئة نازحين    نائب يدين قصف الاحتلال الإسرائيلي للنصيرات: انتهاك صارخ للمواثيق الدولية    هل يعيد دي لافوينتي بريق بيدري المفقود في يورو 2024؟    كرواتيا تحقق فوزا تاريخيا على البرتغال    «تعليم دمياط»: تجهيز 41 لجنة لاستقبال 13 ألف طالب بالثانوية العامة غدا    ضبط عصابة تزوير المحررات الرسمية في الجيزة    «الصرف الصحي» بالقاهرة تحذر من خطورة إلقاء مخلفات الأضاحي بالشبكات    أحمد عز يروج لفيلم «ولاد رزق 3 - القاضية»: «المرة دي مش هنبطل»    «صورة أرشيفية».. متحف كفر الشيخ يعلن عن قطعة شهر يونيو المميزة    منورة يا حكومة    محافظ أسوان: رفع درجة الاستعداد بالمستشفيات والوحدات الصحية لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة    «الصحة»: انتهاء قوائم انتظار عمليات قسطرة القلب بمستشفى السويس العام    مصادر ل «أهل مصر»: دمج وزارتي «النقل» و«الطيران» تحت قيادة كامل الوزير    تفاصيل زيادة المعاشات يونيو 2024 وموعد صرف معاشات شهر يوليو بالزيادة الأخيرة 15%    ثنائي الأهلي يتلقى عروضًا من الدوري السعودي    المهرجان القومي للمسرح المصري يضع اللمسات الأخيرة لدورته ال17    في ذكرى رحيل عبد الله محمود.. بدأ موظفًا في كلية الزراعة وتعاون مع عمالقة النجوم وهزمه السرطان (تقرير)    تقرير ل«أ ش أ»: مواقيت الإحرام.. محطات للاستعداد وبوابات لدخول ضيوف الرحمن بيت الله الحرام    ضبط صاحب محل لبيع أجهزة الريسيفرات التي تقوم بفك شفرات القنوات الفضائية بدون تصريح بالقليوبية    سفاح التجمع عن علاقاته الجنسية وممارسة الرذيلة: "كنت عايز أثبت لنفسي إني لسه كويس وراجل"    مركز تحديث الصناعة يشارك في معرض "الأعمال الخضراء" بالأقصر    «لأعضاء هيئة التدريس».. فتح باب التقدم لجوائز جامعة القاهرة لعام 2024    لتنفيذ التوصيات.. رئيس «الشيوخ» يحيل 14 تقريرا إلى الحكومة    درجات الحرارة وصلت 50.. بيان عاجل من النائبة بشأن ارتفاع درجات الحرارة في أسوان    ميدو: الزمالك اتظلم في ملف نادي القرن    أفضل الأدعية والأعمال في يوم التروية    بعد تخطيها 48 درجة.. كيف تعاملت الأقصر مع ارتفاع قيم الحرارة؟    موراتا يواصل مطاردة توريس وراؤول    العمل: زيارات ميدانية لتفقد مواقع الإنتاج بأسيوط    عمرو محمود يس وياسمين عبدالعزيز في رمضان 2025 من جديد.. ماذا قدما سويا؟    «التضامن الاجتماعي» توافق على قيد ونقل تبعية 3 جمعيات بالقاهرة والغربية    محافظ كفر الشيخ يتابع جهود حملات إزالة الإشغالات بدسوق    فكري صالح: مصطفى شوبير حارس متميز وشخصيته في الملعب أقوى من والده    إدريس : أتوقع أن نحقق من 7 إلى 11 ميدالية في أولمبياد باريس    محافظ الشرقية يُفاجئ المنشآت الصحية والخدمية بمركزي أبو حماد والزقازيق (تفاصيل)    «معلومات الوزراء» يلقي الضوء على ماهية علم الجينوم وقيمته في المجالات البشرية المختلفة    أستاذ صحة عامة يوجه نصائح مهمة للحماية من التعرض لضربات الشمس    «مع بدء طرح أفلام العيد».. 4 أفلام مهددة بالسحب من السينمات    «الداخلية»: ضبط 552 مخالفة عدم ارتداء الخوذة وسحب 1334 رخصة خلال 24 ساعة    حزب الله يستهدف موقع الرمثا الإسرائيلي في تلال كفر شوبا اللبنانية المحتلة    عالم أزهري يوضح فضل الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة وكيفية اغتنامها    3 طرق صحيحة لأداء مناسك الحج.. اعرف الفرق بين الإفراد والقِران والتمتع    «الإفتاء» توضح أعمال يوم النحر للحاج وغير الحاج.. «حتى تكتمل الشعائر»    إصابة سفينة بصاروخ مجهول جنوب غربي عدن باليمن    الملامح النهائية للتشكيل الحكومي الجديد 2024    وزيرة البيئة: إطلاق مركز التميز الأفريقي للمرونة والتكيف بالقاهرة خلال 2024    مجلس التعاون الخليجي: الهجوم الإسرائيلي على مخيم النصيرات جريمة نكراء استهدفت الأبرياء العزل في غزة    برقم الجلوس.. الموقع الرسمي لنتيجة الصف الثالث الإعدادى 2024 الترم الثاني للمحافظات (رابط مباشر)    هذه الأبراج يُوصف رجالها بأنهم الأكثر نكدية: ابتعدي عنهم قدر الإمكان    من تعليق المعاهدات إلى حرب «البالونات» الأزمة الكورية تتخذ منعطفًا خطيرًا    أمير هشام: كولر يعطل صفقة يوسف أيمن رغم اتفاقه مع الأهلي ويتمسك بضم العسقلاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاخبار ترصد إنهاء الأعمال في المسجد والكنيسة قبل افتتاحهما خلال أيام
«الفتاح العليم»و»ميلاد المسيح«.. تحفتان معماريتان علي أرض العاصمة الإدارية

طالما ظل تعانق الهلال مع الصليب شعارا لمصر طوال تاريخها.. واليوم يتجسد هذا الشعار في لوحة فنية علي أرض العاصمة الإدارية من خلال مشروعين دعا لهما الرئيس عبدالفتاح السيسي وتبرع لتنفيذهما وهما مسجد الفتاح العليم وكنيسة ميلاد المسيح اللذين تم إنشاؤهما خلال شهور قليلة ليصبحا تحفتين معماريتين تجسدان معني الوحدة الوطنية في قلب الصحراء.. فمنذ أن أعلن الرئيس السيسي عن تنفيذ المشروعين منذ عامين حتي تحول الموقعان لخلية نحل تقودها كتيبة من الأيدي العاملة لينحتوا الصخر تحت لهيب الشمس الحارقة في الصيف أو صقيع البرد في الشتاء.. وبعيدا عن الأعين وأضواء الإعلام تم الانتهاء من المسجد والكنيسة ليتم افتتاحهما رسميا خلال أيام ليسطر المصريون ملحمة للتاريخ ويرسلوا رسالة للعالم أجمع بمعركة التنمية في مصر.. »الأخبار»‬ كانت شاهدة علي حجم الأعمال في المشروعين ورصدت بالصورة تعمير الصحراء بذكر اسم الله.
المسجد علي 104 أفدنة ويتسع ل 11 ألف مصل ومآذنه الأعلي ب 94 متراً
النجفة الرئيسية بقطر 15 مترا ومطلية بالذهب.. و2000 عامل شاركوا بالمشروع
الكاتدرائية علي 15 فداناً وتضم 3 كنائس تتسع ل 11 ألف مصل
28 قبة ومنارة بارتفاع 65 متراً.. وتجهيز قاعة صلاة ب 900 مقعد و5 آلاف كشاف
مسجد الفتاح العليم قطعة فنية فريدة باتت تزين قلب العاصمة الإدارية الجديدة، ذلك المشروع الذي انتهي في وقت قياسي لا يتعدي شهورا قليلة ليصبح المسجد بمثابة علامة مميزة لمشروع العاصمة، فمنذ أن تسلمت شركة المقاولون العرب موقع الأعمال حتي تحول لخلية نحل تضم 2000 مهندس وفني وعامل لينفذوا تلك التحفة ويصبح من أكبر المساجد في المنطقة وضعف مساحة الجامع الأزهر أربع مرات. »‬الأخبار» زات المشروع ورصدت حجم الأعمال عقب الانتهاء من المشروع تمهيدا لافتتاحه في أمسية دينية خلال أيام في نفس يوم افتتاح كنيسة ميلاد المسيح.
في البداية يشارك في أعمال تنفيذ مشروع مسجد الفتاح العليم عدة شركات هي: المقاولون العرب بالنسبة لأعمال تنفيذ المسجد الرئيسي والمسجد السفلي والمآذن والسور وخزان المياه بجانب المرافق، شركة أبناء حسن علام لأعمال الطرق، والنساجون الشرقيون لأعمال فرش السجاد، وشركة علي حمامة للأعمال الخشبية، وكريستال عصفور لأعمال النجف، وشركة إكسبريس لأعمال الزراعة واللاند سكيب.
ويتحدث عن الأعمال المهندس هاني ماهر نائب مدير فرع بشركة المقاولون العرب المشرف علي مشروع مسجد الفتاح العليم، ويقول إن المساحة الإجمالية للمسجد وملحقاته تبلغ 104 أفدنة بينها 8.600 متر هي مساحة المسجد فقط و9300 متر مساحة البدروم والساحة الخارجية بينما يسع المسجد بالكامل ل 11 ألفا و200 مصل، وأشار إلي أن الأعمال تمت علي قدم وساق حتي الانتهاء من المشروع ورغم استلام أرض المشروع في يوليه قبل الماضي حتي تم وضع الأساسات عقب أعمال تمهيد التربة والجسات لتصل خلال شهور قليلة نسبة تنفيذ الخرسانة المسلحة ل 100% وانتهت التشطيبات تماما في ملحمة كبيرة للعمال بالموقع.
متحف رسالات سماوية
وأضاف المشرف علي المشروع، أن المسجد يضم 4 مآذن كل منها بارتفاع 94.5 متر بجانب قبة رئيسية بقطر 33 متر وارتفاع 50 مترا و4 قباب ثانوية كما يشمل خزان مياه ووحدات تغذية تكييف وقاعة مناسبات بجانب 3 مهابط طائرات وممر جنائزي وجراج، ويتكون المسجد من مسجد رئيسي وبدروم وأرضي و6 مداخل ومدخل جانبي لمصلي السيدات و2 ميضة للرجال و2 ميضة للنساء ودار لتحفيظ قرآن ومستوصف ويقع بدروم المسجد علي مساحة 6325 مترا وصحن المسجد علي ذات المساحة ويتسع ل 6300 مصلٍ وساحة الصلاة الخارجية تتسع ل 3400 مصلٍ أما البدروم فيضم مصلي رجال يتسع ل 1200 مصلٍ ومصلي سيدات 300 مصلية، وكشف أن المسجد يضم متحف رسالات سماوية بجانب دار تحفيظ قرآن ومستوصف.
وقال المهندس فتحي محمد أحمد مدير المشروع، إنه تم استخدام سجاد بإجمالي مساحة 4100 متر مربع مقسمة بين 1500 متر لصحن المسجد و1000 متر لمصلي السيدات بجانب 1200 متر لمصلي الرجال في الطابق السفلي و300 متر لمصلي السيدات كما تم استخدام رخام بارتفاع الحوائط مطعم بخامة جي آر سي بينما استخدمت خامة جي آر بي في الأسقف.
وبالنسبة للنجف، قال المهندس عاطف سعد المشرف علي أعمال النجف، إنه تم الاستعانة بمصنع كريستال عصفور لتصميم النجف حيث تطلب المسجد بالكامل 96 نجفة بأقطار مختلفة تتراوح بين مترين وحتي 15 مترا وكل النجف مصنوع من النحاس المطلي بماء الذهب عيار 24، وأشار إلي أن أكبر نجفة هي الموجودة أسفل القبة الرئيسية بقطر 15 مترا وتضم 800 لمبة وتم تصنيعها باستخدام شاسيه حديد و32 جزءا تم تقطيعهم باستخدام ماكينة قطع المياه، وأوضح أن الطابق السفلي من المسجد وهو مسجد صغير فتم استخدام 26 نجفة من النوع الإسلامي لإنارته بجانب 56 أبليك هذا بخلاف قاعتي المناسبات.
وأضاف المهندس كريم سالم مدير التنفيذ بالمشروع، أنه تم تركيب 12 كابولي علي جوانب صحن المسجد بداخلها بيوت نور بجانب 70 أبليك صغيرة معلقة علي حوائط المسجد، أما أعلي الحوائط فتم زخرفتها بآيات قرآنية من الخشب وهي مدهونة أيضا بماء الذهب أيضا، وأشار إلي أن صحن المسجد تضمن تنفيذ 32 عمود رخام بجانب 64 عمود رخام خارج المسجد هذا بخلاف وجود 48 نافذة استخدم فيها الزجاج المعشق و8 مثلثات زجاجية في سقف المسجد بالإضافة ل 14 نافذة زجاجية طويلة كما يوجد بالمسجد 11 مدخلا بخلاف مداخل مصلي السيدات بجانب مصعدين و4 سلالم كهربائية للبدروم.
وبالأعلي يوجد 4 مآذن بارتفاع 90.5 متر يعلوها هلال بارتفاع 4 أمتر وتم تصميم هذه المآذن باستخدام هياكل خرسانية بارتفاع 20 مترا أما القبة الرئيسية لصحن المسجد فقطرها 33 متر وارتفاعها 45 مترا هذا بخلاف 4 قباب صغيرة بقطر 10.75 متر بجانب 4 قباب علي المداخل بقطر 7.5 متر.
وأوضح المهندس محمد جمال شهاب الدين مدير المعدات، أنه من أجل تنفيذ المشروع تم الاستعانة ب 50 معدة من لوادر وأوناش وغيرها ومن أهمها 6 أوناش برجية قادرة علي الرفع حتي 110 متر وتم استخدام 4 منهم للمآذن و2 للقبة لسرعة الانتهاء من الأعمال كما استخدام أوناش أرضية بحمولة 250 طنا، وأشار إلي أن هناك 2000 فرد يعملون يوميا في المشروع من مهندسين وفنيين وعمال وذلك من خلال 3 ورديات.
الأيدي الشقيانة
أكد إبراهيم محمد مدير السلامة والصحة المهنية في المسجد، أنه تحمل الكثير من الصعاب طوال فترة العمل بالمسجد وحاول الحفاظ بشتي الطرق الممكنة علي المنشأة والعمال المشاركين في عملية البناء والتشيد نظرا لصعودهم إلي ارتفاعات تصل إلي 100 متر أو أكثر في بعض الأحيان، وأشار إلي أنه تم الاستعانة بالأوناش المنزلقة »‬الهيدروليكية» التي تصل إلي ارتفاع 140 مترا وتم تأمين السقالات المتحركة وتأمين 20 فرد لحام يوميا وإمداد العمال بالخوذ وأحزمة الأمان حتي تم الانتهاء من الأعمال المكلفين بها دون وقوع أي إصابات بحمد الله.
وأضاف إبراهيم، أن جميع اللوحات الكهربائية تم وضعها خارج المسجد وتم إمداده بما يقرب من 20 طفاية حريق بودرة جافة و3 طفايات مياه 100 لتر كما تم تشكيل فريق إطفاء يتكون من 18 فردا وتخصيص سيارة إطفاء للمسجد والتأكد من سلامة جميع الكابلات الكهربائية وخلوها من التوصيلات، وأشار إلي أن جميع العاملين بذلوا أقصي ما لديهم من جهد باعتباره مكان عبادة وأن العمل استمر حتي الساعة الثانية صباحا وتم تقسيم العمال إلي 3 ورديات بالتناوب.
وروي مدير السلامة والصحة المهنية، كواليس تركيب قبة المسجد والتي تعد أول قبة في العالم يتم تركيبها علي الأرض قبل تعليقها وذلك نظرا لارتفاعها الذي يبلغ 46 مترا وتم تبطينها بالألياف الصناعية »‬جي آر سي» سريعة الاشتعال فهي تحتوي علي مايقرب من 90 طن ألياف وتم الاستعانة بالأوناش المنزلقة التي تصعد بالقبة لمسافة 2 متر يوميا حتي الوصول بها إلي موقعها، وفيما يتعلق بالمآذن فتم تأمين الأفراد بشكل جيد من شظايا اللحام المتساقطة بسبب ضيق المساحات والتي ربما تؤدي إلي حدوث حرائق.
وفي داخل المسجد، وقف أيمن حسن مدير التشطيبات يتابع العمل ويساعد العمال حتي تم الانتهاء من فرش السجاد والموكيت من أفخر الأنواع المصرية بمساحة 4100 متر مسطح، وأكد أن الجميع استطاعوا إنجاز هذا الصرح العظيم بالجهد والعمل المستمر وفي سابقه لم يشاهدها من قبل تم الانتهاء من تركيب بلاط المسجد في 7 أيام فقط وهذا الأمر لن ينساه، وأضاف أن المسجد يوجد به أكبر محراب علي مستوي الجمهورية بارتفاع 10 أمتار وعرض 6 أمتار بتكلفة تجاوزت المليون جنيه ويبلغ ارتفاع المئذنة حوالي 94.5 متر.
وفي الساحة الخارجية للمسجد، جلس عبدالعال محمد عامل رخام ليقوم بوضع اللمسات النهائية علي الأرضيات وسلالم المسجد وعلامات الفرحة ترتسم علي وجهه، وأشار إلي أن المساهمة في بناء بيت من بيوت الله جعلته يشعر بالسعادة ووجه التحية للرئيس السيسي قائلا: »‬تسلم الأيادي يا ريس.. ربنا يخليك لينا ويبعد عنا الإرهاب»، وأضاف أنه رغم العوامل الجوية السيئة إلا أنه يعمل ويبذل أقصي ما لديه من جهد ويوجه رسالة إلي الشباب الصغار المشاركين معه في العمل بضرورة إنجاز ما يكلفون به حتي يصبح المسجد جاهزا للافتتاح في الوقت المحدد من قبل الرئيس السيسي.
وفي المقابل وقف الخطيب حسن »‬نقاش» يحمل أدوات عمله، وأكد أنه ياتي يوميا من مصر القديمة صباحا ولا يغادر الموقع إلا ليلا، وأشار إلي أنه سيروي لأبنائه المشقة التي واجهها في المشاركة في بناء هذا المسجد الكبير وأن تخصيص هذا المكان للمصلين هو عمل سيخلد في التاريخ للرئيس السيسي الذي أحب شعبه.
بينما أشار محمد السيد »‬عامل» إلي أنه شارك في عمل المآذن التي لا يوجد مثلها في أي مسجد آخر حيث يوجد 4 مآذن بارتفاع 95 مترا من سطح الأرض، وأضاف أن للمسجد 5 مداخل رئيسية منها 2 للسيدات و3 للرجال وأن تصميم المسجد جاء وفقا للتقنيات الحديثة ولكنه يحمل الطراز الفاطمي.
تحفة معمارية أخري تشهدها أيضا أرض العاصمة الإدارية الجديدة، لم تكن منذ أقل من عامين إلا صحراء جرداء لم تخطها قدم من قبل، واليوم دبت بها الحياة وغطتها الهياكل الخرسانية والزراعات والطرق من حولها، إنها كنيسة ميلاد المسيح التي وعد الرئيس عبدالفتاح السيسي بتنفيذها هدية لأقباط مصر ولم يمر نصف العام علي بدء الأعمال حتي تم الانتهاء من الكنيسة الصغري لتشهد صلاة قداس عيد الميلاد الماضي الذي حضره الرئيس السيسي، وبعد أقل من عام ونصف تم الانتهاء من الكنيسة الكبري وتشطيبها بالأيقونات والرسومات التي تميز الكنائس وأعمال الزراعة والإضاءة من حولها ليشهد الرئيس خلال أيام افتتاحها وحضور قداس عيد الميلاد بها أيضا.
»‬الأخبار» كانت شاهدة علي تطور الأعمال في كنيسة ميلاد المسيح منذ انتهاء تشطيب الكنيسة الصغري وحتي الانتهاء من المشروع بالكامل؛ فحسب التسلسل الزمني تم استلام أرض المشروع في 5 فبراير من العام الماضي عقب إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي إنشاء مسجد وكنيسة في العاصمة الإدارية الجديدة ليلة عيد ميلاد 2017 وتحديدا يوم 6 يناير، إلا أن الأعمال لم تبدأ فعليا غير في يونيو قبل الماضي عقب انتهاء التصميمات ومخططات الكاتدرائية.
يتحدث عن المشروع المهندس عمرو كمال مدير قطاع المشروعات بشركة أوراسكوم المنفذة لكنيسة ميلاد المسيح، ويقول إن المشروع بالكامل علي مساحة 63 ألف متر مربع أي ما يعادل 15 فدانا ويضم كاتدرائية رئيسية علي مساحة 10 آلاف متر تضم كنيستين الأولي كبري علوية تتسع ل 7500 مصل وهي التي ستشهد قداس عيد الميلاد خلال أيام، وكنيسة صغري سفلية تتسع ل 2500 مصل بدون الأساقفة والشمامسة. وهي التي شهدت صلاة عيد الميلاد المجيد الماضي، وهي شبيهة لكنيسة الكاتدرائية المرقسية في العباسية التي تشهد صلاة العيد سنويا بحضور قداسة البابا تواضروس الثاني. كذلك هناك كنيسة أخري تسمي كنيسة الشعب وتتسع ل 1000 مصل وهي مازالت تحت التصميم وهذه الكنيسة سوف تشهد الصلوات اليومية عقب انتهاء المشروع بالكامل. كما يضم المشروع ساحة انتظار رئيسية ومقرا بابويا وجراجا متعدد الطوابق ومسرحا مفتوحا، وهذه المكونات يأتي تنفيذها في المرحلة الثانية من المشروع أما الكنائس فتأتي ضمن المرحلة الأولي إلا أن المقر البابوي وكنيسة الشعب والجراج وباقي المكونات الأخري لم يتم تكليف الشركة إلي الآن بتنفيذها.
وأضاف عمرو كمال، أن الكاتدرائية الرئيسية تشتمل منارتين بارتفاع 65 مترا بجانب حوالي 26 قبة بينها واحدة كبري رئيسية، وباعتبار أن النظام المعماري لتصميم الكنائس يأتي بثلاثة أشكال إما علي شكل سفينة أو دائرة أو صليب فإنه تم اختيار شكل الصليب لتصميم كاتدرائية العاصمة، كما يحيط بموقع المشروع الواقع في الحي الحكومي أو حي الوزارات بالعاصمة الجديدة سور طويل يضم 3 بوابات رئيسية ورابعة فرعية، ويبعد الموقع حوالي كيلو ونصف الكيلو من منتجع الماسة ويحيط به أراضي مشروعات سكنية استثمارية تم تخصيصها لشركات خاصة كبري لبدء تنفيذ وحداتها، ولذلك فإن الكاتدرائية سوف تخدم سكان هذه المشروعات السكنية فضلا عن كنائس أخري يتم إنشاؤها في الأحياء السكنية التي تنفذها وزارة الإسكان بالعاصمة. وهناك 4 مكاتب استشارية معمارية وضعت تصميمات الكاتدرائية علي رأسها محرم باخوم وكزمس وصبري سمعان ومنير عبده فام، بينما يتولي تنفيذ المشروع بالكامل شركة أوراسكوم تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لكن تتولي شركة أيوبكو أعمال التشطيبات وشركة وادي دجلة أعمال اللاند سكيب وتنسيق الموقع.
وأضاف المهندس أنطونيو منير مهندس التخطيط بشركة أوراسكوم، أنه تم استلام أرض المشروع في 5 فبراير قبل الماضي إلا أن العمل لم يبدأ فعليا غير في يونيو قبل الماضي عقب انتهاء التصميمات ومخططات الكاتدرائية وتم صب 21 ألف متر مكعب خرسانة مسلحة، مع العلم أن خلطات الأسمنت يتم جلبها من خلاطات قريبة من موقع المشروع. وأضاف أنه يجري العمل بالمشروع عبر نوبتين يوميا كل نوبة منهما 12 ساعة علي مدار اليوم جميع الأيام حتي الجمعة بدون إجازات وهناك حوالي 3 آلاف عامل بالمشروع ما بين مهندسين وفنيين وعمال وإداريين يعملون عبر 3 شركات تساهم في هذا الإنجاز، وهناك أيضا عشرات المعدات الثقيلة والخفيفة علي رأس الثقيل منها ونشان برجيان وونشان حمولة 500 طن و4 أوناش حمولة 50 طنا بجانب 4 مصاعد للعمالة بالمشروع للصعود إلي أعلي القباب والمنارات ،بخلاف المعدات الخفيفة كاللوادر والسيارات وغيرها.
وعن أعمال التشطيب بالكنيسة، يقول المهندس محمد جمال مدير التنفيذ بمشروع كنيسة ميلاد المسيح إنه تم وضع 900 مقعد »‬دكة» في أرجاء الكنيسة كما يحدث في كل الكنائس لجلوس المصلين وتم تصميم حجاب الهيكل الخشبي بمساحة 40 مترا عرضا و22 مترا ارتفاعا بعد رسم أيقونات وصور عليه ويقع أمام الهيكل الخورس الذي يقف عليه البابا والأساقفة والشمامسة الذي يقودون القداس، أما في سقف منتصف الكنيسة فتوجد قبة أقصي ارتفاع لها 40 مترا وقطرها 40 مترا وهناك 3 مداخل للكنيسة.
وبالنسبة لأعمال اللاند سكيب أو تنسيق الموقع وهي الأعمال التي تتضمن تجميل الكنيسة من الخارج من حيث الطرق والزراعات والإضاءة، فيتحدث عنها المهندس صموئيل جودت مهندس كهربائي بشركة وادي الدجلة المسئولة عن أعمال التنسيق ويقول إن الطرق المحيطة بالكنيسة من داخل السور تم رصفها بالخرسانة ثم تبليطها إما بالبازلت أو الانترلوك كما تم الاستعانة ب 5 آلاف كشاف لأعمال الإضاءة بجانب 120 عمود نور بارتفاع 6 أمتار وأعمدة أخري قصيرة بارتفاع 50 سم بخلاف كشافات حربة حول النخيل والأشجار المنزرعة حول الكنيسة.
كتيبة العمال
كتيبة من المهندسين والاستشاريين والعمال يسابقون الزمن من أجل إنهاء الأعمال المكلفين بها في أسرع وقت وفقا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بأن يتم افتتاح الكاتدرائية خلال احتفالات عيد الميلاد المجيد، يواصلون الليل بالنهار ويتحملون الكثير من الصعاب ويعرضون أنفسهم للخطر والصعود إلي ارتفاعات شاهقة حتي يتمكنوا من تركيب القباب مختلفة الارتفاعات، وفي المقابل هناك كتيبة أخري من الفنيين والرسامين المتخصصين في الفن القبطي يرسمون الأيقونات والرسومات بأحدث الطرق وفقا للطقوس والعقيدة القبطية.
التقت »‬الأخبار» داخل الموقع مع المهندس وجيه إنجيلي المدير التنفيذي للموقع حيث روي لنا كواليس العمل التي استمرت لمدة عامين، وأكد أنه واجه الكثير من الصعوبات في العمل كان أهمها ضيق الوقت فلديه الكثير من الأعمال يجب الانتهاء منها في فترة قصيرة وأن العمل استمر خلال الشهور الثلاثة الأخيرة 24 ساعة يوميا من خلال فريق يعمل نهارا وآخر ليلا، وذلك بخلاف سوء الأحوال الجوية التي شكلت عائقا وخصوصا مع العمال الذين يعملون طوال الوقت علي السقالات لتركيب بعض الأجزاء الخارجية أو القباب المرتفعة. وأشار إلي أن بناء الكاتدرائية وتجهيزها من كل الأدوات تم بأيدٍ مصرية بداية من التصميم والخامات المستخدمة والأيدي العاملة لتصبح جاهزة لاستقبال ما يقرب من 7500 مصلٍ كما أن الكنيسة تضم 26 قبة بارتفاعات تصل إلي 40 مترا من سطح الأرض.
وداخل الكاتدرائية وقفت تاسوني سوسن المتخصصة في الفن القبطي داخل الهيكل الأوسط تنظر إلي الرسومات الموجودة داخل القبة وتدقق بها وتضع اللمسات النهائية حتي تصبح جاهزة للتسليم، وأكدت أن الرسومات داخل الكاتدرائية يشترك بها أكثر من فنان ويتم التنسيق من خلال المهندس الاستشاري المسئول عن اختيار الموضوعات وتوزيعها علي الفنانين ولكل فنان طريقته التي تختلف عن الآخر.
وأشارت إلي أن العمل ينقسم إلي مرحلتين؛ الأولي يتم تنفيذها علي الأرض وتتمثل في رسم الشخصيات وفقا لتقنيات حديثة باستخدام بعض أنواع من القماش المعمرة التي يتم استيرادها من إيطاليا والصين وعرضها علي البابا تواضروس الثاني للتأكد من سلامتها من الناحية الطقسية والعقائدية بما يتفق مع الديانة المسيحية والفن القبطي، والمرحلة الثانية وهي الأصعب تتمثل في لصق الرسومات داخل القبة وتفريغ الهواء ورسم الخلفيات الملائمة للصورة وألوانها وإضافة اللمسات النهائية. وأوضحت أن الرسم علي القماش المعمر يمكن الفنانين من نزع الرسومات من الحائط في حالة ترميم المبني ثم إعادة لصقها فور الانتهاء بدلا من الأسلوب المتبع قديما والذي يتمثل في إعادة الرسم علي الحوائط من جديد فور انتهاء عملية الترميم.
وأوضحت تاسوني سوسن، أنها مسئولة عن الرسومات الخاصة بالقبة التي تقع فوق الهيكل الأوسط والمثلثات الكروية المحيطة بها وقامت برسم صورة للسيد المسيح والسيدة العذراء ومجموعة من رؤساء الملائكة بالاشتراك مع الفريق الخاص بها، وأشارت إلي أن »‬البالته القبطية» لها مجموعة من الألوان التي تميزها ولكل شيء في الأيقونة معني.
الفن القبطي
وأضافت أن هناك فنا قبطيا قديما وآخر ينتمي للعصور الوسطي وحديثا، ويتميز الفن القبطي القديم بالألوان الغامقة حتي في بداية إحياء المدرسة القبطية في معهد الدراسات القبطية كانت الأيقونات كلها غوامق وكان امتدادا للفن القبطي القديم، ولكن كثيرين يحبون في طبيعة الأيقونة أن تكون مبهجة وربما يكون هذا ما تأثرنا به في الفن الغربي ولكنه ليس هناك خليط بين فن وآخر.
وفي نهاية حديثها، أوضحت أن لكل أيقونة رسالة تحققها فهناك رسومات تعبر عن الطقس، العقيدة، الثبوت الروحي، تاريخ الكنيسة، الرهبنة، وأخري أيقونات وطنية تعبرعن العصر الحالي وفي النهاية تهدف جميع الأيقونات إلي توضيح الكرازة في الكنيسة ولابد أن يكون الفنان متخصصا في دراسة الفن القبطي.
»‬ليا الشرف بالعمل داخل الكاتدرائية» هكذا تحدث رضا عزوز أحد المقاولين المكلفين بأعمال الطلاء داخل الموقع، وأشار إلي أن الجميع يبذل مزيدا من الجهد من أجل إنجاز ما يكلفون به من أعمال وأن ما يقوم به من عمل لن ينساه بل سيظل في ذاكرة التاريخ وأن إنشاء هذا الصرح العظيم إنجاز ينسب للرئيس عبدالفتاح السيسي والدولة المصرية وصورة مشرفه أمام العالم.
وأشار إلي أن طلاء الحوائط المرتفعة وبعض الجدران الخارجية كان إحدي الصعاب التي واجهته خلال العمل فيضطر إلي استخدام السقالات عالية الارتفاع حتي يستطيع الوصول إليها وشكل ضيق الوقت تحديا كبيرا مما اضطره الأمر إلي تقسيم فريق العمل إلي قسمين أحدهما يعمل نهارا والآخر ليلا حتي يتمكنوا من إنهاء كل أعمال الطلاء.
وأكد توني جورج مدير المشروعات بشركة ديسنت هوم المسئولة عن الأعمال الخشبية بالكنيسة، أن فريق العمل تمكن من إنجاز الأعمال في وقت قياسي فمنذ أن انتهت أعمال البناء قام بتقسيم العمال إلي مجموعات كان لكل منها مهمة وتمكن فريق من تركيب مايقرب من 130 بابا خاصا بالكنيستين الكبري والصغري وتخصص فريق آخر في تجليد الحوائط والهيكل بأجود أنواع الأخشاب، وأشار إلي قيامه وفريق العمل بتنفيذ مايقرب من 80 أيقونة وتسليمها إلي الرسامين المتخصيين في الفن القبطي لرسمها وتولي فريق العمل تصنيع حامل الأيقونات الأضخم في تاريخ الكنائس بارتفاع 22 مترا وعرض 40 مترا، كما أسندت لهم مهمة عمل الزجاج المعشق والخاص بحوالي 20 نافذة وجاءت الموضوعات التي رسمت علي الزجاج تخص الشهداء والقديسين المصريين وفقا لاختيارات اللجنة المسئولة عن الرسومات والأيقونات بالكاتدرائية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.