د. سامي عبدالعزيز لأننا لا نعيش في عالم مثالي .. ولأنه في كل مجال هناك الصالح والطالح .. وهناك من يضع بقعة في الثوب الأبيض . ولأن هذه هي طبيعة الحياة فقد توقفت كثيراً تقديراً واحتراماً لعبارة تتوسط حملة الرقابة الادارية تقول "ممكن حد مننا لكن أكيد مش كلنا" . فقد جاءت معبرة عن الواقع البشري من خلال إظهارها لصور عديدة للفساد والأفساد بلغة بسيطة سعت لتحريك ضمير المجتمع الكبير بدليل ان التعليق الصوتي يقول "مصر فيها 100 مليون بس مش سايبه" وهذا معناه دفع المجتمع بنقاباته النوعية ومؤسساته بكل مستوياتها حكومية أو خاصة للمشاركة في اقتلاع الفساد من جذوره من خلال الوقاية منه وتجنب أسبابه . من هنا أقول نعم أقدر حرص بعض الأصوات في نقابة الأطباء علي المناداه بإيقاف هذا الإعلان لمبررات عليها ردود كثيرة. لقد تصورت العكس تماماً ان تبادر نقابة الأطباء ونوجه الشكر لمن أطلق هذه الحملة فهو يساعدها ويساندها في رفع البقعة الصغيرة التي قد تلطخ أطهر وأبيض بالطو ننحني له جميعاً . فقد أثارت عبارة "ممكن حد مننا لكن أكيد مش كلنا" اهتمامي لأقول يمكن حد مننا وجد نفسه في منصب ومسئولية كبيرة تم اختياره له وبعد فترة اكتشفت أنه غير مؤهل ، وبدوره اختار من هم أقل منه كفاءة حتي لا تكتشف محدودية قدراته ، وراح يضرب في أي ناجح آخر بل وسعي الي الاساءة إليه كلما استطاع لذلك سبيلاً .. أليس هذا فسادا يمكن ان يقوم به حد مننا لكن أكيد مش كلنا .. ممكن نجد مؤسسات محترمة تدرس وتقوم ببحوث وتقدم خططا ومشورة وقادرة علي التنبؤ بالمستقبل وطموحاته وأزماته وسبل التعامل معها ويأتي أحد المسئولين أو المدعين ولا يقرأ ، واذا قرأ قد لا يفهم ، واذا فهم فقد يتعذر عليه التنفيذ . ومع ذلك لا يطلب الرأي فيسير في الاتجاه الخاطئ وبصحبته قد تكون المؤسسة كلها .. وعندي من الأدلة علي ذلك كثير من أزمات كان يمكن تجنبها لو قرأنا وقدرنا جهد الفاهمين الوطنيين والمجاهدين من أجل أصلاح الأحوال كلها . ممكن أحد العاملين في الإعلام لا يعجبه أو لا يقدر مثلاً مثلاً منظومة تطوير التعليم وهذا حقه ولكنه يذهب لأبعد من ذلك اما بشخصنة الموضوع أو البحث فقط عن أحد التحديات ويجعلها مستحيلاً ومن ثم يشوه صورة التطوير ومن هو وراء التطوير . وربما هذا لا يكون أحدا من الإعلاميين وانما قد يكون أحداً من داخل المؤسسة ذاتها . اعتقد ان المتابع لهذه القضية سيؤكد كلامي بأنه ممكن حد مننا يجرح حد فينا بس أكيد مش كلنا . كلمة حق تقال ان حملة الرقابة الادارية نجحت في وضع قضايا الفساد ذات الوجوه المتعددة وبحس التوعية والمنع علي أجندة الرأي العام . أيهما أفضل وأنفع ان نترك مزارع الفساد تزدهر وتترعرع أم نقلم أظافر من يغرس بذورها ونجعل المجتمع كله يتحرك للأمام.. ربما حد يحب مقالي هذا لكن أكيد مش كلنا..