لا أبالغ عندما أقول أن معظم الإعلاميين قد تفرغوا للرد علي ما تثيره بعض قنوات الإخوان التي تبث من خارج مصر. يحدث ذلك دون أن يكون لإعلامنا أي دور في تسليط الاضواء علي ما يحدث بمصر من تحولات كثيرة تهدف لبتر الداء دون استخدام المسكنات التي أدت لاستفحال الكثير من مشاكلنا.. إعلام الإخوان يجر إعلامنا إلي ملعبه رغم هشاشته وضحالته بينما اكتفي إعلامنا بالتطرق للقضايا التي تثار في هذه القنوات وأحيانا كثيرة يقوم بنقل فقرات منها.. للأسف الشديد يأتي الرد دائما باهتا ومن خلال مجموعة قليلة من الوجوه تمثل الخبراء والمختصين وأدي تكرار ظهورها إلي نتائج عكسية تجعل الناس ينصرفون عنها.. قناعة الزملاء الاعلاميين بما يطرحونه ينقصها في أحيان كثيرة المصداقية والإيمان بما يقولونه أو يطرحونه وهذا الاحساس عندما ينتقل للناس فإنه كفيل بزعزعة ثقتهم فيما يقال لهم وبالتالي عزوفهم عن المشاهدة أو المتابعة وأحيانا تحولهم إلي إعلام الشر الذي جعل هدفه الاساسي هو زعزعة ثقة الناس في كل ما يحدث علي أرض مصر.. دعونا نتفق علي أن الظروف المعيشية الصعبة والارتفاع المستمر في الاسعار وتدني مستوي الخدمات رغم زيادة أسعارها يحتاج إلي معالجة إعلامية تمتلك المهارة والخبرة والمهنية. تحتاج للدراسة المتأنية في كل ما يطرح ولنأخذ عملية الإصلاح الاقتصادي كمثال لذلك.. لقد اختارت الحكومة أسلوب الإصلاح الشامل وعدم التدرج في تحميل المواطنين مزيدا من الأعباء وكانت عملية تعويم الجنيه وإعادة هيكلة الدعم بمثابة قفزة كبيرة لعملية الإصلاح.. كان من المهم والضروري أن يسبقها تمهيد يحيط الناس علما بحقيقة الاوضاع وخطورة الاستمرار في سياسات التسكين وترحيل المواجهة للمشاكل. أيضا كان من الضروري أن نأخذ في الاعتبار الميراث الثقيل من عدم الثقة بين المواطنين والحكومة علي امتداد تاريخ مصر الحديث كله والذي تدفع ثمنه أي حكومة جديدة .. ساعد علي ذلك وجود بعض المسئولين الذين يميلون إلي التجميل والمبالغة والأحلام الوردية. لا أبالغ عندما أقول أن الوحيد الذي كسر القاعدة هو الرئيس عبدالفتاح السيسي. لا يقول إلا الحقيقة حتي لو كانت مؤلمة وموجعة. الصدق هو الوحيد الذي ينتقل للناس دون الاستعانة بصديق. حقا إعلامنا ليس بخير ويفتقد للمهنية والخبرة واخشي ما أخشاه أن يفتقد أيضا كل متابعيه!!