أهالي القرية يفرزون البصل استعداداً لبيعه بمجرد أن تطأ قدماك أرضها حتي تشم رائحة البصل تفوح من بين جنباتها وعلي مساحات كبيرة تتراص الأطنان استعدادا لبيعها في الأسواق المحلية والدولية إنها قرية قاي التابعة لمركز اهناسيا غرب بني سويف والتي اكتسبت شهرة واسعة بين مختلف قري المحافظة بسبب زراعة وتجارة البصل التي تعد مصدر الرزق الأول لأبنائها وهو ما ساعد كثيرا في القضاء علي البطالة في القرية. وبتجولك داخل القرية تشعر انك بداخل خلية نحل، الكل يعمل علي قدم وساق منذ الصباح الباكر وحتي غروب الشمس يبذلون الجهد والعرق علي مدار الساعة دون كلل أو ملل أو شكوي من مشقة العمل سواء في الزراعة او الحصاد والجمع أو في التجهيز والإعداد للبيع. يقول سعيد محمد فلاح من أبناء القرية تشتهر قريتنا بزراعة وتجارة البصل علي مدار السنة حيث يزرع البصل في عروات مختلفة منها العروة الشتوية المبكرة وتزرع في أغسطس وسبتمبر والشتوية المتأخرة وتزرع في أكتوبر ونوفمبر والعروة الصيفية المبكرة وتزرع في فبراير ومارس أما الغالبية العظمي من أبناء القرية فيزرعون في شهر يناير ليتم جمع المحصول من نهاية شهر إبريل وحتي مايو ويونيو وننقله من الأرض ليتم تجميعه في أجران كبيرة، ويرص فيها بطريقة معينة في شكل أكوام، ويكون خلالها الرأس لأعلي والشواشي لأسفل ويكون ارتفاع الكوم حوالي متر ونصف، ثم تتم تغطيته بطبقة سميكة من القش للحفاظ عليه وحمايته من حرارة الشمس أو الأمطار، حيث يمكن أن تصل مدة التخزين 6 شهور كاملة، يتم خلالها البيع من الأكوام، حسب الطلبيات، سواء للتصدير للخارج أو البيع للأسواق المصرية في شتي المحافظات. ويشير جمال عبد الحميد تاجر الي أن البصل أنواع، وهو »الطنطاوي» ولونه أحمر فاتح، و»الإيطالي» ولونه أحمر غامق، وهذان النوعان مطلوبان للتصدير، بالإضافة للبصل »الصعيدي» وهو الأصفر الحار ويكون مطلوبا في المطاعم و»الأصفر البحراوي» وهو بصل بارد، ويحدد النوع، حسب التقاوي، التي تتم زراعتها. لافتا إلي أن إنتاجية الفدان تتراوح ما بين 15 و20 طنا وعندما يقوم الفلاح بخدمة أرضه جيدا من زراعة وأسمدة ومبيدات فإن المحصول يزداد. ويلتقط حسن يوسف »مزارع» أطراف الحديث قائلا حرفة زراعة البصل تبدأ من انتقاء البذور، وأهم شيء في الزراعة هو تربية التقاوي وخدمة الأرض وخلوها من الحشائش والاعتماد علي التسميد المركب الذي يحتوي علي الآزوت والفسفور والكالسيوم و البوتاسيوم والعناصر الأخري بنسب تختلف من فترة النمو حتي فترة الحصاد، ثم يتم إعداد المشاتل من ارض نظيفة وخالية من جميع الأمراض وخاصة مرض النيماتودا والفطريات وعفن البذور حتي نضمن نمو أعلي نسبة ممكنة من البذرة.