المرأة تعيش الحب مرة واحدة في ربيع عمرها تكون أكثر ضعفاً أمام حبيب القلب .. لكن في خريف عمرها يكون حبها أكثر قوة وتكون هي أكثر صلابة .. لكن قوة حبها تنهار وصلابتها تدمر وقلبها يموت عندما تكتشف خيانة زوجها في خريف عمرها. فالربيع والخريف لا يلتقيان أبداً .. فربيع العمر عندما ينقضي يكون الخريف أكثر آمناً وتسامحاً بين زوجين الحب والإخلاص عنوان حياتهما .. ويكون أكثر قسوة عليهما عندما تكون الخيانه عنوانه .. والغدر شريعته والكذب دستور ه .. فالتمرد والاندفاع أهم سمات ربيع العمر ويكون عبور الأزمات أكثر سهولة والتسامح منهج حياة خاصة من زوجة عاشقة .. أما الغدر والخيانة في خريف عمر المرأة .. لا تسامح ولا غفران لأنه بقدر الحب يكون الكره .. ولا يقتل قلب أمرأة إلا الخيانة فهي جريمة تقضي عليها ولا تقبل مساومة .. ويكون الخلاص هو هدفها بلا استئناف ولا نقص. سميرة المدرسة واحدة من عشاق الربيع وضحايا الخريف .. خانها زوجها بعد زواج دام 35 عاماً .. فقررت الانفصال ورفضت توسلات زوجها .. وضحت بذكريات عمرها من أجل كرامتها. لم تتخيل سميرة أنها ستقف في هذا المكان .. تروي أدق وأكثر أسرار حياتها حساسية وخصوصية .. كانت تدرك انها سر أسرار حياتها التي تسكن فيها وستكون معها في قبرها حينما تأتي ساعة الرحيل .. كانت مثل التائهه التي ضلت طريقها .. وكأنها تسير في صحراء جرداء .. تشعر بالوحدة .. رغم كثرة الموجودين من حولها .. الأصوات المرتفعة والصرخات أحيانا داخل قاعة محكمة شمال القاهرة للأحوال الشخصية لم تكن تعيرها انتباه .. بل لم تكن تشعر بوجود أحد . أخذت مكانها في أحد أركان القاعة تنتظر دورها .. وتخفي دموعها خلف نظارة سوداء .. كانت دمعاتها تتساقط مثل شلالات هادرة.. راحت تتذكر سنوات عمرها الماضية التي لم تغرف فيها الا السعادة والحب .. ابتسامة ارتسمت علي وجهها دون أن تشعر عندما طافت 35 سنة ذكريات هي نصف عمرها .. تذكرت ذلك اليوم الذي التقت فيه بزوجها عماد زميلها بالمدرسة الاعداديةوكيف خطف قلبها برقته وعذوبة حديثه ووسامته الكبيرة .. تذكرت عندما خفق قلبها وادركت انه نصيبها وحب العمر .. وكيف رفضت من أجله ابن عمها الذي كانت علي وشك الارتباط به.. وتحدت اسرتها من أجله .. تذكرت ايام وشهور وسنوات من السعادة عاشتها مع حبيب القلب وكانت مثالا يضرب به المثل من الأهل والأقارب .. حتي عندما علمت انها كتب القدر لها الا تكون اما وستحرم من الانجاب لان الزوج لديه عيب خلقي يمنعه من الإنجاب .. وفي ذلك اليوم أخفت حزنها .. وحذرت عقلها من الحديث إلي قلبها الذي يري في »عماد» العمر والحياة والأولاد وكل شيء. تذكرت »سميرة» كيف ضحت بحلم الأمومة من أجل حبيب القلب .. ورفضت فكرة الانفصال عنه من أجل الانجاب .. سنوات عمرها كانت أكثر سعادة .. »عماد» راح يفعل المستحيل لتعويض شريكة العمر .. وهي قدمت له نصيبها في ميراثها عن ابيها وهي راضية وكان بينهما مثل عش عصفورين غير مسموح الحزن أو الآلام به وكل اركانه كأنها تغني وتشدوا لها . كلمات الحب هي علامة في كل جدرانه .. فجأة تبدلت ابتسامة »سميرة» وعادت الدموع من جديد عندما جاءت لحظة ذكريات الحزن والالام .. وهي اللحظة التي حلت فيها الذكريات الحزينة علي خيانتها لحظة سرحان .. تذكرت سميرة السيف الغادر والسهم القاتل الذي اصاب قلبهاعندما خانها حبيب القلب بعد 35 سنة زواج .. حطم كبرياءها ودمر ذكرياتها .. وخان حبها .. عندما علمت بعلاقته بابنة صديقتها .. أنهارت »سميرة» وسمع الجالسين بجوارها في قاعة المحكمة صوت بكائها .. انتبهت وحاولت ان تلملم شتات نفسها .. وذاغت عينها بين الحاضرين .. خوفا من ضعفها .. وفجاءة شاهدت زوجها في الصف المجاور لها .. يرمقها بنظرات حزينة وعينه تمتلأ بدموع متحجرة .. بسرعة تجاهلت النظر إليه خوفا من لحظة ضعف أمام حبها الوحيد .. خوفا من الاستلام فما تزال أسيرة قلبها وتخشي من سيطرته عليها. وفجأة سمعت حاجب المحكمة بصوت جهوري ينادي علي قضيتها واسرعت في خطوات شبه ثابتة وواثقة لكنها لأ مرأة تترنح ويهتز كل جسدها وقلبها .. وأمام القاضي روت حكايتها واكتفت بالفصل الأخير من حياتها .. وقالت سيدي القاضي .. اعترف انه حب العمر كله .. لكنه ذبحني بسكين بارد وهبته حياتي بدون مقابل .. ضحيت بكل شئ من أجله وهو اعطاني حب بلا حدود أو قيود .. نعم عشت أجمل ايام حياتي معه .. وكان هو كل حياتي .. لكن الان كل شئ انتهي .. أصدقائي ابلغوني منذ عام انه يخونني .. لم اصدق وكان »عماد» يفعل كل شئ يجعلني لا أصدق خيانته .. حب بلا حدود .. رفض قلبي ان يصدق الشائعات .. لكن في لحظات استيقظ عقلي .. وادركت انه لا مانع من ان اتأكد من الأمر .. وكانت الصدمة .. راحت الزوجة تبكي بشدة صمتت للحظات ثم اكملت تتبعت خطواتها حتي شقة في منطقة الزيتون .. وهناك علمت انه استأجرها من أموالي وتزوج من ابنة صديقتي وهي شابة في ربيع العمر .. وهو رجل بالمعاش واجهته .. أعترف لي انه تزوجها بعقد عرفي .. وانه سيقطع العقد لكنه لم يدرك انه قطع أجمل قصة حب بيننا فلا يمكن ان يجتمع الربيع والخريف معاً. سيدي القاضي .. لا اريد الحديث كثيرا في خصوصياتي لكني اطلب الطلاق حتي لا افقد ذكرياتي الجميلة . ولزوجي أقول له شكراً علي ايام جميلة قضيناها فلا تدمر ذكرياتي .. ورفضت سميرة توسلات زوجها وتمسكت بالطلاق .. وفشلت كل محاولات الصلح وأمام اصرارها قضت محكمة شمال القاهرة تطليق المدرسة طلقة واحدة بائنه للضرر صدر الحكم برئاسة المستشار أحمد خليفة وعضوية المستشارين عمرومرسي ومحمد عبدالقادر وامانة سر ابراهيم عبدالواحد.