40 عاما أو يزيد قضاها قدري أبو حسين في الحكم المحلي والإدارة المحلية، حيث ارتقى السلم الوظيفي من بدايته إلى أعلى المناصب لدرجة أنه كان يحلو لوسائل الإعلام أن تطلق عليه لقب “شيخ الإدارة المحلية“ .. بدأ حياته العملية موظفا صغيراً في مجلس مدينة المراغة بسوهاج وتنقل بين إدارات الحكم المحلي حتى تمت ترقيته سكرتيراً عاماً لمحافظة أسيوط وكون مع اللواء حسن الألفي محافظ أسيوط في هذا الوقت ثنائياً ناجحاً تصديا للإرهاب الذي كان محتدما في فترة التسعينيات بصعيد مصر وخاصة في محافظة أسيوط .. بعدها تم اختياره نائباً لمحافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية ونجح فى تطوير المنطقة الصناعية لشق الثعبان التي شهدت عصرها الذهبي بتصدير منتجاتها للخارج.. بعدها تم اختياره محافظا لمحافظة حلوان الوليدة قبل إعادتها مع محافظة أكتوبر إلى أحضان محافظتي القاهرة والجيزة مرة ثانية. منذ سنوات قام بإنشاء حزب مصر بلدي لدعم مسيرة مصر الناجحة عقب ثورة 30 يونيو وتم اختياره رئيسا للحزب.. فى أحد اللقاءات بيننا طلبت منه أن يكتب مقالا بصفحة الرأى بجريدة الأخبار المسائي ورحب على الفور دون مقابل وقال إنها فرصة كي أقدم خبراتي فى الإدارة المحلية للأجيال الجديدة بعد أن ساءت سمعة المحليات فى الفترة الأخيرة وعلى مدى 3 سنوات كان يمتعنا بمقاله الأسبوعي فى الأخبار المسائي ..منذ حوالي ثلاثة شهور فوجئت باتصال منه يعتذر بأدب شديد عن عدم استطاعته كتابة المقال لمرضه ودخوله مستشفى استثماري بالمعادي ثم شفي عاودته الآلام ودخل مؤخرا مستشفى الشرطة.. اتصلت به لأزوره بالمستشفى ورد نجله العميد أحمد قدري المفتش بالأمن الوطني بأسيوط والذي كان ملازماً له بالمستشفى بعد أن تأخرت حالته الصحية.. قلت أريد أن أحضر لزيارته فقال إن والده يتكلم بصعوبة وطلب مني الانتظار على التليفون حتى يخبره وعاد ليقول لي رغم أن الزيارة ممنوعة عنه إلا أنه رحب بزيارتك.. فى اليوم التالي أسرعت إلى المستشفى لزيارته لكن طاقم التمريض اعتذروا لي لقيامه بإجراء بعض الفحوصات الطبية.. وبالأمس سقط الفارس قدري أبوحسين بعد أن هزمه المرض لنخسر وطنياً قدم لمصر الكثير والكثير.. رحمه الله رحمة واسعة