وإليك... فقد تُكتب لي الحياةُ علي يديك وأنا علي أعتاب الخمسين أنا الميت منذ مولدي. القسم الأول: - أرنو بعينين دامعتين... أشدو بصوت حزين تشكيلة »بيبي دول« أُصدَق بالطبع ما تقولين عن ضرورة تأجيل بلوغ »الأورجازم« إلي أن يفرغ المفكرون القدامي والجدد من البحث في سبل تجديد الخطاب الإسلامي مثلاً فيما الإسكندرُ الأكبرُ يتأمل مفاتن »إيزيس« و»أثينا« في ساحة تختنق برائحة حريق قديم. أصدق ربما لأنني دخلت للتو موسماً جديدا للبوح أو لأنني كسول جداً فيما يتعلق بتقصي الأوضاع علي الأرض أو لأنني لا أعرف كذاباً غيري في هذا العالم. هل تصدقين أن غرفتي بالفندق الذي استضاف قادة العرب بعد مولدي بعام واحد واسعة بما يكفي لنرقص معاً علي أطلال القضية وأن خزانتها تزخر بتشكيلة »بيبي دول« انتقيتها بنفسي من »كوكيت« بينما الثلاجة الصغيرة رهن أمرنا بما تحويه لثلاث ليال عامرة كسابقاتها بقتل الأطفال وفواصل إعلانية تؤكد أن راحة الجسم لا تبدأ بالضرورة من القدمين؟ فيما المخالب مستكينة في غمدها ليست عندي إجابات فأنا مثلك مملوء بالأسئلة لكنني أسعي نحو مزيد منها دون أن أفكر لحظة في طرحها عليك. ليس أمامك سوي الاستغناء بي عن العالم أنا الذي لا يصلح لتحمل أي قدر من الألم ولا يستطيع حتي أن يكتب عن جاره الذي يعتصر أرضاً ليست له ويرغم السائرين في أمان الله علي الموت رعباً. أنا طفلك المولود للتو أنا الموءود من قبل أنا فارسك والجوادُ أنا حين تهطل سمائي فجأة وتسحب النوم إلي جُب عميق. أنا المثقلُ بالحب أنا التوَاق إلي التخفف من رتابة المواعيد. الوجع الذي ليس سوي الوجه الآخر للذة يشعل النهار فيما يدك التي تنوب عني تحنو وعينك تتأمل فعل الأنامل والماء المنساب علي جنبات الجدول حين يتدفق. ستقولين : نحن بالكاد نحيا والموتي أفضل حالاً منا بالتأكيد فضع يُسراك علي بطني وادفع بجذعك فيما يمناك تهصرني وأعلم أن ارتفاع ضغط الدم ليس بريئاً من مصير أولئك الذين يحصدهم الموت فجأة. تتعجل قطتي الطعن تهفو إليه فيما المخالب مستكينة في غمدها قطتي يجافيها النوم وتبرق عيناها في كل وقت بالخطر وما من مجيب. علي العلبة سيجارة منكمشة علي اشتعالها فبدا وكأنه انطفاء. ذاك وربي فأل سيئ في عُرفنا ووزارة الصحة تعرف ذلك بالتأكيد مثلما تدرك قطتي أني لم أغادر عرينها بعد وأن ذاك العرين البعيد لا يزال بعيداً.