قصر شامبليون تحفة فنية مهملة في قلب العاصمة أبواب ونوافذ متهالكة.. خلفها عبق الماضي الذي يفوح من جنبات هذا القصر العتيق.. للوهلة الأولي حينما تراه تشعر وأنك أمام »بيت للأشباح».. المكان مغلق بسلاسل الحديد ولكي تدخل تحتاج إلي معجزه لكي تكتشف خباياه.. إنه قصر شامبليون أو قصر الأمير سعيد باشا حليم، والذي شيد علي الطراز الإيطالي بعدما صممه الإيطالي أنطونيو لاشياك عام 1896، في شارع مويار سابقا، شامبليون حاليا، علي مساحة 445 مترا تقريبا.. تحفة معمارية، حيث يتألف من طابقين ويضم بهوا كبيرا يمتد بطول القصر من الشمال إلي الجنوب، ويتصدر البهو من الجهة الشمالية سلم مزدوج ذو فرعين إضافة إلي القبو المكون من قاعة ضخمة ودهليز وبعض الملحقات الخدمية ولكنه تحول في النهاية إلي خرابة.. المبني تاريخي فبخلاف أنه يعود لأكثر من مائة عام إلا أنه كان مدرسة تخرج منها عظماء من بينهم »مصطفي وعلي أمين»، وهي مدرسة »الناصرية الإعدادية».. كما يشاع أنه يوجد به »سردابان» يصلان إلي كوبري قصر النيل ليخرج منه الأمير إلي النيل مباشرة لأخذ مركب والتنزه به، كما يصل الآخر إلي شارع قصر العيني.. ويحتوي القصر بالعديد من الزخارف الهندسية والنباتية، وكذلك العديد من الأقنعة المنحوتة وتماثيل منحوتة للأسرة كاملة بحديقة القصر، وتسجل نبذة مختصرة عن تاريخهم علي ألواح من الرخام التي يتم وضعها أعلي تلك التماثيل. »الأخبار» رصدت الوضع المأساوي الذي آل إليه هذا القصر العتيق.. فحينما تقترب من أسواره تجد أصحاب المحال التجارية وورش السيارات وحتي أصحاب »أكشاك البقالة» سيطروا علي محيط القصر، فأصبحت تلتف حوله سلسلة من السيارات ليستغل أن يكون »جراجا»، كما استغله البعض في إقامة »كشك»، فيما استغله أصحاب المقاهي لتوسيع نشاطهم، ووضع الكراسي والترابيزات بطول السور، وهذا بخلاف القمامة التي أدت إلي انهيار الباب المطل علي شارع شامبليون لتسمع إلي القصر وانت تسير بجانبه وهو يصرخ من الإهمال: »هل من مغيث؟».. وتحول القصر إلي مدرسة الناصرية وتعددت هنا الروايات حول القصر، فهناك من يقول إنه في عام 1914 أعلنت الحرب العالمية الأولي وصادرت الحكومة أملاك الأمير باعتباره من رعايا دولة معادية، ومنذ ذلك التاريخ تحول القصر إلي مدرسة الناصرية العريقة.. وفي السنوات الأخيرة تم إخلاء المدرسة، وظل مغلقا منذ ذلك الحين وحتي الآن. لا يوجد رقيب قابلنا الحاج محمد عيد أحد أصحاب الورش الموجودة بشارع القصر: »القصر ده كنز، لكن للأسف مفيش رقيب أو حد بيهتم بيه، كان مدرسة في وقت من الأوقات وبعدها اتقفلت، ومن يومها وهو بقي علي حاله، متهالك ومفيش أي اهتمام به، بقي مأوي للحيوانات والكلاب الضالة»، ويلتقط طر ف الحديث محمود بخيت أحد سكان المنطقة والذي أكد أن القصر بقاله سنين طويلة علي هذا الحال، ومملوك لأحد رجال الأعمال والذي تركه مغلقا بتلك الحالة.