اعتراضاً علي تأجيل معرض تونس الدولي للكتاب للمرة الثانية أطلق صالون ناس الديكامرون الأدبيّ التونسي دعوة للتظاهر من أجل القراءة في الشارع يوم 18 أبريل الماضي تبعها سلسلة من الفعاليات الداعمة لصناعة الكتاب وترويج القراءة. حملت المظاهرة شعار "أحضر كتابا واستلق علي الأسفلت... ثمّ اقرأ دون انقطاع" وهي الدعوة التي لباها مئات التونسيين. وشارك فيها عدد من الكتاب التونسيين منهم كمال الرياحي وأيمن الدبّوسي، الشاعر صلاح بن عيّاد، الباحث في الفلسفة عدنان الجدي والمترجم والناشر وليد سليمان. حيث قاموا بتوزيع الكتب مجّانا علي المشاركين . توزع الجمهور المشارك في الاحتفالية علي مدرج الكاتدرائيّة قبالة تمثال العلاّمة عبد الرحمان بن خلدون صاحب المقدّمة، انتصبت الفتيات وسطه قبالة وزارة المرأة، علي مدرج المسرح البلديّ لتونس العاصمة الذّي كان شاهدا علي مقاومة المسرحيّين والمثقّفين لكلّ أشكال الطغيان منذ تأسيسه. لكن كالعادة منذ ثورة 14يناير، وفي كلّ عملّية احتجاج ينظّمها المجتمع المدني التونسيّ حضر بعض الظلاميّين المنتسبين إلي تيّارات دينيّة متشدّدة حاولوا إجهاض فعل القراءة، تارة بالتهجّم اللّفظيّ علي غير المحجّبات، أخري علي الفرنكفونيّين أو لحاملي كتب بغير العربيّة واتهامهم بالعلمانيّة والإلحاد والماسونيّة و علي القرّاء بدعوي أنّه لا تجوز إلاّ مطالعة القرآن الكريم. حركة جابهها المحتجّون بفعل "اقرأ" كياسمين عنيد. تواصلت مهرجانات القراءة، إذ خرجت يوم الأحد الماضي بحديقة البلفيدير بتونس العاصمة تظاهرة بعنوان "تونس تقرأ...تونس ترتقي" وفي الوقت ذاته عدد من التظاهرات في ساحات مدن القيروان، صفاقس وسوسة ولاقت التجاوب والنّجاح.