في مثل هذه الأيام رحل عن دنيانا أبي "مصطفي امين وعمي "علي امين". ورغم أن "علي" رحل قبل 42 عاما، إلا ان توأمه "مصطفي" عاش بعده 21عاما يتألم لفراقه . كانا توأمين عجيبين، يحس الواحد منهما بالآخر عن بُعد.. ولما وضعوهما في فصلين دراسيين مختلفين في المدرسة الابتدائية، كانوا إذا ضربوا "علي" في فصله، يبكي "مصطفي" في لحظتها وهوفي فصل آخر. كان شعورهما ببعض غريبا حتي انهما كانا يقولان انهما انسان واحد انقسم الي اثنين! في الحياة لم يفترقا أبدا. عاشا معا وخرجا معا وأكلا معا. كانت عيونهما تتكلم ويجري بينهما حوار بلا صوت. كان الواحد منهما ينظر الي وجه أخيه، فيري الاجابة علي سؤاله الذي لم يوجهه. كان "علي امين" يبدأ المقال، ويكمله "مصطفي امين". كان "مصطفي" يبدأ الحديث، ويختمه "علي". لم يختلفا إلا دقائق معدودة.. لانهما لم يطيقا البعد عن بعضهما البعض. كانت أفكارهما واحدة رغم ان "علي" درس الهندسة في انجلترا، و"مصطفي" درس السياسة في امريكا. كان "علي" يتمني ان يكون مهندسا و"مصطفي" صحفيا، . ولذلك مارس الصحافة قبل " علي" بستة عشر عاما، فتقدم اسم "مصطفي" اسم "علي" في ترويسة جريدة أخبار اليوم. كانا صورة طبق الاصل من بعضهما. كان صوتهما واحد، وكان طولهما واحد.. لكن "علي" كان صريحا و"مصطفي" كتوما! أحمد الله،علي أنه منحني أبوين.. فادعو لهما بالرحمة والمغفرة.