حلمى شعراوى اقامت نقابة الصحفيين مؤخراً ندوة حول أزمة مياه النيل، حيث تحدث فيها عدد من المهتمين بالشأن الأفريقي، حيث أكد حلمي شعراوي، رئيس مركز البحوث العربية والأفريقية، علي غياب معرفتنا بدول حوض النهر الذي يجمعنا، وهي الدول التي يقع مصيرنا في يدها، علي حد تعبيره، حيث قال "كم سطر كتب عن أثيوبيا مثلا في الكتب التعليمية بالمدارس؟". أبدي شعراوي استغرابه من عدم اهتمامنا بعلاقتنا الثقافية مع دول حوض النيل، مشيراً إلي تأصل هذه العلاقات بالملاحم الشعبية حيث تكلم عن سيرة الأمير سيف بن ذي يزن، الذي خاض الحروب والرحلات بحثاً عن كتاب النيل، رغم ذلك لا يوجد اهتمام بهذه العلاقات الآن! كلام شعراوي لم يخل من الحديث عن السياسة، فقد أشار إلي علاقتنا القوية في أفريقيا أيام جمال عبد الناصر، ثم تدهورها في عهد الرئيس السادات، حيث قال "بدأ الخلاف والانقطاع في السبعينيات حينما قرر السادات العمل ضد حركات التحرر الوطني في انجولا، ووطنيي الكونغو حسب خطة كاسينجر لمحاربة المد الشيوعي في أفريقيا" هكذا كان لخطط وزير الخارجية الأمريكي تأثيرها السئ علي علاقتنا بدول منبع النهر. الندوة التي نظمها الكاتب الصحفي أحمد طه النقر بالنقابة لم تخل أيضا من أفكار حول تطوير علاقات دول النيل، وحلولاً للمشاكل الحالية حيث طالب حلمي شعراوي بالسعي لتنظيم الحركة بين الدول، لتكون أقرب ل" تنظيم إقليمي". ودعا لاستغلال القمة الأفريقية القادمة لإرساء مبادئ جديدة بين دول الحوض، مثل الدعوة لإرساء مبدأ يخص "قداسة مياه النيل". كما تمني شعراوي اتخاذ مصر لخطوات واسعة للتنمية المتكاملة في دول حوض النيل الأكثر فقراً. ثم اختتم كلامه بقوله "مصر دولة كبري بين حوض النيل، لكن ما مجال ممارستنا لهذا الدور؟". تحدث د.سيد فليفل، الباحث بمركز البحوث والدراسات الأفريقية، عن عدة نقاط خطيرة تسببت في قلة حصتنا من ماء النيل. أولها وجود خلل في الهوية، ويقصد بها هوية مصر الأفريقية، كما أوضح أننا نتحدث عن دور مصر في أفريقيا، بينما نحن منها وفيها، وأفريقيا هي البنيان الحقيقي الذي تتجسد مصر فيه. ومن هذه النقاط أيضا غياب الإرادة السياسة وضرب بذلك مثالاً بقوله:"لدينا الآن ناس تشرب من مياه الصرف الصحي، وآخرون يرشون ملاعب الجولف بمياه النيل!" يري د.فليفل-أيضا- أننا علينا أن نتأمل نظرة الأفارقة لنا، ونراعي علاقتنا بهم.. وقال:" ينظر الأفارقة لنهر النيل بوصفه نهراً خائناً.. يحمل قلب أثيوبيا ويأتي به إلي مصر طمياً وماءً!" لهذا علينا أن نراعي هذه الحساسيات، ونسعي للاستثمار في دول حوض النيل.