بطريقة ما كنت معلماً بطريقة ما اعتبرت ذلك طبيعياً لهذا صرت أنحني لكلمات لم أقلها وأنقل تحياتها إلي أبنائي أحاول أن أفهمهم أنه ضروري جداً للواحد أن يقرأ أن يستعيد مع والديه وهو يلقي حذاءه أسفل السرير كم الاحترام مجهد وجميل ألا مستقبل لهم بلا كلمات أنت نفسك يا بابا تنحني فوق الجريدة وكأن سحابة تعبر فوقك وحين أناديك أري جبهتك المدموغة بالحزن .. كما لو كانت تمطر لأجلك بالذات اقرأ يا بابا وناد أمي أيضا لتقرأ دع السحابة تمر فوقنا جميعاً يا رب أعطنا كتباً لنقرأ.. كتباً برائحة الصمغ وصفحاتها كالسكاكين كتباً تسعل في وجوهنا بالغبار لنعرف أن حياتنا مقبرة كتباً علي غلافها إهداء الكاتب المحترم لرئيس دائرة علي المعاش كتبا حليقة معدة للصفع وأخري تنبح في الهوامش لأشخاص مثلنا أحبوا ومثلنا صاروا معلمين كتبا علي هيئة قمصان مشجرة في مهرجان القراءة كتبا نبول علي جذعها الضخم لنكمل السير خفافا آه... آه لأننا كتب أيضا يا رب تتطوح عمياء علي فراش الحب آه... آه لأننا محشورون في مكتبتك ننظر إلي معجزاتك ملائكة علي الحوائط خاسرون يمزقون أوراق المضاربة يأس أيادٍ تضرب وأياد تنام مجروحة علي الصفحات نفسها آه آه ويصرخ أحدهم: ما يحدث هناك؟ مكاتب رؤساء مصفوفون علي هيئة "الأعمال الكاملة" ثعابين ودببة صلبان ومجلات حائط قرف وخبز عفن صوت مزلاج بعيد لم فتحته يا رب؟ ضائعون بأفكار علي عجلات ضائعون في البيت وفي الشوارع غير مرئيين لك و لا لأنفسنا وحيدون أمام رؤسائنا الوحيدين أيضا وحيدون مع صوت مزلاج بعيد لم فتحته يا رب؟