1 لا شيءَ يحصلُ في المساءِ كلُّ ضدٍ فيكَ مات والأشياء مفردةٌ سقطَ الجسدُ في المرآةِ و المرآةُ مقفلةٌ علي الأجسادِ والضوءِ! كلُ شيءٍ في المرآة! 2 هل صرتَ أقربَ من يديكَ بعد هذا الحلم؟ هل صِرتُ أقربَ من يديكِ بعد هذا الحلم؟ لا شيء يُظلِلُنا السماءُ في الحلمِ زرقاءَ وردية ذاهبةٌ خلفَ نهايتها نسكُنُ خارجَ الأشياءِ وداخلها لسنا علي شيءٍ ولا شيءَ يُمسِكُنا لسنا معلقين في الحلمِ ولا نَقِفُ علي قَدمينِ! نُحسُ بالغثيانِ قليلاً عِندما نُدرِكُ المعني هل هو العدمُ الذي نتحدثُ عنه؟ / أم هو ضجرُ المساءِ الذي نتحدثُ عنه؟ لا شكل إلا بكَ دع عنك رِحلةَ ظلكَ أعد إليك إحساسكَ في المكانِ فكر بِفِكرةٍ أخري سِوي الحُلمِ / دع الشمسَ في مكانها الصحيح/والسماءَ في مكانها الصحيح / دع كل شيء منكَ / و أملك صِفاتَكَ ثانيةً ! 3 سَتَمُرُ بين بينك وتَعودُ من نافذتك وتذكر أن فيكَ طفلاً لم يخرج لشارعه ليلعبَ بعد وان فيكَ غير الذي فيكَ علي أي شيءٍ كُنت لو لم تكن أنت الذي تعرف؟ رُبما كنت فلاحاً تُحاكي الغيمة الحُبلي "سأعشَقُكِ فانزلي في ارضِ قلبي ها هنا أُغنيك أو تُغنيك الحساسين!!" وكُنتَ سَتعرِفُ من موضع الزهرة من أي غصنٍ كثٍ تَخرُجُ الثمرة ولو قادوكَ معصوباً إلي حقلك كُنتَ ستجمعُ الغلة!! وكُنتَ لتولع بالأفراسِ قاطبةً سوداءَ أو حمراءَ أو بيضاءَ أو شقراءَ دهماءَ أو شهباءَ أو حجلاءَ أو غراءَ / سابحةً ولكُنتَ فارسَ الريحِ أو فارِسَ الأدهم!! وربما كُنتَ ابن مدينةٍ بحرية مُثقفٌ تقليدي يُحِبُ التدخين و يَشرَبُ البيرة تتحدثُ أكثر من لغةٍ وتحاصرُ الريحَ بأشرعةِ السفينة! ولكُنتَ شاعرياً بِشكلٍ خاص تُحِبُ الشِعرَ و المسرح تَشُقُ البحرَ إلي الفردوسِ مع النورس! وسُيجرَحُ قَلبُكَ قَبلَ اونك وستفقده مَرَتين مرةً في صالةِ السينما ومرة في عينين لوزيتين! وربما و ربما كُنتَ أي شيء آخر غير الذي أنت أو كنت كل شيء آخر غير الذي أنت ستعود منك إليك وتمر من نافذتك وتذكر أن فيك طفلا لم يخرج لشارعه ليلعب بعد!! ناصر أبو نصار: شاعر، صدر له "أنت المستوحشُ للخُضرة" (دار فضاءات).