يدخل رجل رثّ الثياب زنزانةَ سجن مظلمة، فيسمع خلال فترة سكون بعض أصوات خافتة. يتساءل الرجل: - هل هناك أحد؟ - نعم، إنني "أليساندرو" المغتصب. - وأنا "جريجوري" القاتل. - وأنا "فرانسسكو" اللص. ثم يتردد صوت شخص ما في الظلام مستفسرا: - ومن أنت، يا صديقي؟ أجاب الرجل: - حسنا، إنني أدعي "العظيم مورو". صرخ شخص ما: - ماذا تقول أيها العجوز؟ كيف تكون عظيما وقد جئت إلي هنا؟ - حسنا، لست أنا من اختار الاسم لكنه منح لي. دعوني أحكي لكم قصتي. لقد تجوّل "العظيم مورو" المتشرّد طويلا أمام بوابات شخص من النبلاء، شديد الثراء، يمتلك عديدا من الخدم، وحين لاحظه أحد الحراس صرخ مستغيثا: - هذا هو اللص الذي سرق أموال سيّدنا بالأمس. اقبضوا عليه. سأله الحارس عندما أمسكوا به: - ما هو اسمك الذي سنخبر به سيّدنا؟ - إن اسمي هو "العظيم مورو". انتفض الحارس: - ماذا تقول؟ إن ذلك هو اسم سيدنا. كيف تجرؤ علي السخرية منه؟ وعلي الفور اقتاده الحرّاس إلي حضرة السيّد الذي شرحوا له الوضع، فصاح ضاحكا: - هذا أمر مضحك للغاية. لقد كنت أتجوّل شخصيا في أرض أجنبية مقدّما نفسي بأنني "العظيم مورو". وعند سماع ذلك قبضوا عليّ وذلك لعرضي علي عالم عظيم. وقد سمعت واحدا من الناس يصيح محتجا "كيف يمكن لرجل غني أن يعتبر عظيما بينما "مورو" العظيم هو الذي تقدّم في ميدان العلم والمعرفة الإنسانية، وهو وحده الذي يعتبر عظيما. عند الوصول إلي قلعة العالم، صاح العالم ضاحكا: - أوه، لقد حدث لي هذا ذات مرّة عندما كنت أتجوّل في أرض بعيدة تدعي "أوربا"، أن سألني شخص ما كيف يمكن لعالم غبي أن يشترك في الاسم مع المقاتل الرهيب "العظيم مورو"، وسرعان ما قيّدوني واصطحبوني إلي المحارب العظيم. حكي المحارب حكاية مماثلة عن الكيفية التي زار بها أرضا أخري حين سئل من قِبل سكانها المحليين: "كيف يمكن لمحارب متعطش للدماء أن يستخدم اسم "العظيم مورو"، زعيمنا الديني، الذي هجر كلّ مباهج الحياة. وأوصلوه إلي كوخ صغير لناسك عجوز. وعندما رأي المحارب الناسك العجوز اكتشف أن حياته هي التي ينبغي أن يأسف عليها، وانحني احتراما أمام الرجل المتواضع الذي يحمل الاسم نفسه. عندئذ سأله زملاؤه السجناء: - إذن، هل أنت "العظيم مورو"، الناسك المشهور؟ ضحك العجوز، رثّ الثياب، وأجاب: - هكذا، هي الحياة عجيبة دائما!