محاسبة كل أقطاب النظام المصري المنهار وعملائه، أولئك الذين حرضوا علي القتل والهدم والتخريب أمر مطلوب، بل واجب. في أي موقع كانوا، في أي منصب لبدوا، وفي أية مؤسسة عششوا، مركزية كانت هذه المؤسسة أو غير مركزية، حكومية أو غير حكومية، في القاهرة أو في المحافظات، في الحضر أو في الريف، أو حتي في قلب الصحاري أو داخل كهوف الجبال.. لا مفر لأي من هؤلاء من القصاص، وليعلموا الآن وهم يستغشون ثيابهم، ويثبتون الأقنعة الملائمة فوق وجوههم، أن ساعة محاسبتهم المحاسبة العادلة المنقاة من شوائب الثأر والانتقام قد دنت، وأنها باتت أمراًً شديد الوجوبية. نعلم أن ثياب هؤلاء الأقطاب كثيرة، منها القشيب ومنها المهلول، وندرك أن أقنعتهم متعددة، منها الباسم ومنها الوقور، ومنها الوديع ومنها المطلي بطلاء الحكمة ، حكمة الزيف والباطل والبهتان. ما كانوا يجهلونه أنهم، بما رفلوا في نعيم النظام واغترفوا من مناهل السلطة، أمام الشعب مكشوفون. فإذا ظن لابسو الأقنعة قشيبو الثياب ومهلهلوها أنهم مازالوا قادرين علي الظهور في هيئات مخادعة، وأن الأسطح البراقة أو حتي البائسة يمكنها أن تخفي قبح أجسادهم الشائهة عن أعين الرائين، فهم في ظنهم هذا موهومون، لأن الشعب أسقط أقنعتهم وعراهم، ويالهول القبح الذي بان وانفضح: سرقات أموال وأراض، استغلال سلطات، ثروات مهربة، قتل واغتيال، تعذيب، تخريب، فتن، مخاز أخلاقية.. ويا لطول قوائم الجرائم التي ارتكبوها. لقد خبر الشعب المصري أقطاب النظام المنهار وعملاءه، وطوابير هؤلاء العملاء وإن بدت طويلة للرائي المتعجل، فهي مقارنة بطوابير المخلصين من أبناء الشعب لأماني الشعب شديدة القصر ، ما أيسر محاصرتها والسيطرة عليها، وإعمال آلة المحاسبة فيها، وكما قلنا من قبل هي محاسبة عادلة منقاة من شوائب الثأر والانتقام. قوام هذه الطوابير مجموعات من الفنانين، الإعلاميين، الكتاب، أباطرة الحزب الوطني وصنائعهم من موجهي البلطجية نحو التخريب، وقد بان للشعب أن أجساد هؤلاء كثيرة البثور والثآليل والدمامل، إن نزَّت فلا تنز إلا قيحاً وصديداً.. وكانت جدتي رحمها الله تقول: "علشان نقضي علي الدمل لازم نقضي علي أم القيح".. وهؤلاء هم أم القيح بما ينزونه من سموم في الجسد المصري.