حول التأويلية والنظرية المعاصرة دارت مناقشات المؤتمر الدولي الخامس للنقد الأدبي والذي نظمته الجمعية المصرية للنقد للأدبي برئاسة د. صلاح فضل، وبالتعاون مع جامعة عين شمس. المؤتمر استمر لمدة خمسة أيام انتهت أمس السبت، ودارت محاوره حول التأويلية والنص الأدبي ، التأويل والنقد الأدبي، والتأويل والخطاب النقدي المعاصر، واتجاهات جديدة في التأويل، والتأويل في القصة والرواية، وتأويل العرض والنص المسرحي، والتأويل في الخطابات المختلفة.. في محور التأويلية والنص الأدبي القديم تناولت الدكتورة سوزان استينكفيتش ينابيع الإيحاء في شعر المعري وأقرت أن ديوان اللزوميات مشروع شعري مبرمج برنامجا متكاملا ونتيجة لرفض أبي العلاء الشعر الدنيوي وانعزاله عن العلاقات الاجتماعية نراه في اللزوميات قد ترك أغراض القصيدة التقليدية، الفخر والمديح والرثاء والهجاء.. أما ثناء أنس الوجود فقدمت ورقة بحثية حول نقد الشعر القديم حتي نهاية العصر الأموي أشارت فيها إلي أن البعض قد آثر أن يُطلق علي الأحكام النقدية المتبقية من موروث نقدي -ربما كان موجودا وتم فقده أو لم يوجد من الأساس- لفظ إشارات نقدية انطباعية مبتسرة فهي تنهض علي الحس النقدي الفطري والانطباعات مختلفة المصادر.. التي لم تصل إلي حد تكوين نظرية منهجية متكاملة أو حتي ناقصة حول هذا الموضوع، وأكدت د.فاتحة الطايب في بحثها الذي يحمل عنوان"دينامية تأويل الخطاب التراثي العربي" علي أن رهان التأويل عند الناقد والفيلسوف الفرنسي بول ريكورفي كتابه"صراع التأويلات"، هو نفسه الرهان الذي تكشف عنه تحليلات وتصريحات الناقد المغربي عبد الفتاح كيليطو الذي يعي المسافة الزمنية والتاريخية والنسقية التي تفصله بوصفة قارئا حديثا صاحب أفق خاص عن التراث العربي الذي يقوم بتأويله، وقال عبد الناصر حسن في بحثة"جدلية الحياة والموت في شعر البياتي" إن قضية الموت تشكل معضلة للإنسان منذ القدم وإن للفلسفة وعلم النفس دوراً في تفسير ظاهرة الموت كما أن للأديان تصورات مختلفة حول نهاية حياة الكائنات كما أن للأدب دوراً آخر قد يكون متميزا عند إبرازه موضوع الموت في أشكال إبداعية سردية وشعرية متنوعة. وعن التأويل في الخطابات المختلفة تحدث يانوش لوبسكي عن تأويلية جادامير وبلاغته حيث أوضح أن جادامير يعيد تفسير الدور التأويلي للتقليد البلاغي في كتابه "الحقيقة والطريقة" مشيرا إلي أرسطو، وإلي رؤي المذهب الإنساني (الهيومانيزم) .أما بيل أشكروفت فقد تعرض للمعني وراء التأويلية حيث أكد ان التأويل مُؤسّس علي نحو راسخ في الإنسانيات لدرجة تجعله من غير المرجح أن يري الكثيرون أي خطأ به وقدأشار بيل أشكروفت إلي إنه انشغل بالهدف الجمالي وراء عملية التأويل من خلال فحص أشكال الانشغال بالتأويلية عبر الثقافات وعن المنهج التأويلي في دراسة السرد الروائي تعرض د.عادل عوض من خلال الحيز المتاح فتناول التفسير أو التأويل عند القدماء، ثم وضح موقف المحدثين من (الهرمينوطيقيا) وتحولاتهم وخاصة (شلارماخر) و(هايدجر) و(جادامير) و(بيتي) و(ريكور)، وأشار إلي علاقة التأويل بنظريات البنيوية والتلقي والقراءة محللا الآراء المعارضة للتأويل ومحاولة تقويمه. وعن الأسطورة في القصة القصيرة الأردنية قدّم علي المومني قراءة تأويلية لدي الأديب الأردني مفلح العدوان لما يتميز به من عمق في الرؤيا، واتساع في المخيلة، وتطرقة إلي عوالم تجريبية في القصة القصيرة الأردنية حيث بدأ التأثر بالأسطورة في الأدب القصصي الأردني في الأدب القصصي بمجموعة"أحزان كثيرة وثلاثة غزلان"للكاتب جمال أبو حمدان.أما د.سامي سليمان فتعرض لآليات تأويل النص المسرحي المشكل موضحا أن بعض كتَاب المسرح المصري في الستينيات قدموا عددا من النصوص المسرحية التي أثارت جدلا واسعا بين نقاد تلك المرحلة حول دلالاتها السياسية والاجتماعية، ومن هذه النصوص"الفرافير" ليوسف إدريس، ومأساة الحلاج لصلاح عبدالصبور و"الفتي مهران"لعبد الرحمن الشرقاوي. وتم اختتام جلسات اليوم الأخير ببحث للدكتور"حسن حنفي"عن تأويل النص مشيرا إلي أن النص ليس خطابا سواء كان نصا دينيا أم أدبيا أم تاريخيا أم قانونيا، بل هو نسق من العلامات الطبيعية أو الفنية أو الاجتماعية وأن التأويل ظاهرة مركبة، وليس مجرد فهم بسيط للنص، التأويل باختصار تفاعل بين القاريء والمقروء.