فقط الآن، وبعد 37 عاماً من أسر المظلي الإسرائيلي أوري أهارونفيلد في مصر أثناء حرب 73، يكتب مع الروائي إيلان بيخِر، رواية بعنوان "أسير بالأمر!" عن تجربة أسره في سجن العباسية بالقاهرة. في الرواية يدعي الجندي الإسرائيلي أنه قد تم تعذيبه في السجن المصري، فيضخم من الأحداث بحيث تبدو وكأنها عنف مجرد وانتقامي من الجندي الإسرائيلي. تكتب معاريف في تقديم الفصل الذي نشرته من الرواية علي صفحاتها: "أسير بالأمر هو كتاب مثير للقشعريرة، يُقرأ علي نَفَس واحد ويستحضر للوهلة الأولي وعلي الفور، صورة صادمة ل"خبرة" الأسر في يد العدو، والمعضلات التي تواجه أي جندي يواجه أو سيواجه في المستقبل وضعا مشابها" وتضيف أن أهارونفيلد ولد عام 1953 وتم تجنيده في سلاح مظليي المشاة. وفي حرب 73 حارب في موقع "هامازاح"، حتي تم اتخاذ الأمر بأسره مقابل إنقاذ حياة المحاربين. ننشر فيما يلي فقرات من الفصل المنشور بمعاريف. يبدأ الفصل باكتشاف الجندي الأسير أن المحققين المصريين عرفوا أنه مظلي، وهو السر الذي ظل ينكره علي مدار التحقيقات ،بعد اعتراف زميله عليه. يضيف: "أرتعش خوفا وغضبا لاكتشاف السر. ساقاي لا تحملانني. كل جسمي واهن. نخرج من الزنزانة. لا أريد المضي قدماً، باتجاه المحققين الغاضبين." "يسندني السجان كي لا أقع. ملامحه متصلبة. هو أيضا يعرف أنني في طريقي إلي آلام كبري.لآن سوف ينتقم مني المحققون وسأدفع ثمن الكذب." "وصلنا. يزاح الغطاء عن العين. في ركن القبو أري زميلي في الموقع. يلصق عينيه بالأرض وأري دموعاً تنزلق من عينيه. يجلس مرتعشاً في ركن الغرفة وفجأة يقول: "أوري، لم يكن أمامي خيار. كنت مضطرا للقول، كان عليّ أن أكشف لهم القصة. لقد عثروا علي البيريه. مررت بالجحيم حتي كشفت لهم السر. لقد ضربوني وعذبوني. كانوا يعتقدون أن البيريه يخصني." قالها وبكي بكاء صامتاً. "رفع المحققون المحارب وأجلسوه علي كرسي. جلس أمامه ضابط جيش مصري. ملابسه مكوية ونظيفة. كان يتحدث بإنجليزية جيدة وسلسة بشكل غريب." "ينظر لي الضابط فوراً يلقنني بغضب سبب التحقيق معي: "انظر ماذا عثرنا عليه. بيريه أحمر. هل يخصك هذا البيريه الأحمر؟" "يستطرد الضابط المصري بالعربية ويترجم محقق آخر كلامه إلي العبرية: "لم نعرف من يخصه هذا. بحثنا. وزميلك قال إنه يخصك. " "أشعر بدوار. كأن كل جسمي قد انخلع في الهواء. لأسابيع كنت أخفي عنهم هذه الحقيقة وأكذب وفجأة انهار كل شيء.." "طول الوقت كنت تكذب" يصرخ الضابط فجأة بالعربية ولدهشتي أفهم كل كلمة. "كنت تحكي أنك هنا بينما كنت هناك"، يغضب ويتحول صوته لصرخة غير مكبوحة: "الكل كذابون! أنت كاذب!." يقولها ويلوح بالبيريه بغضب." "أسمع الضابط المصري يبتسم. فجأة ينزل الغطاء من علي عينيّ ويغرس بي نظرة ثاقبة. يسألني: "كيف يتم إنزال المعدات علي المظلات؟" ويريح رأسه فورياً علي مسند الكرسي." "كيف أعرف"، أجيبه ثم أستطرد علي الفور: "بخلاف كيس الصدر، فأنا لم أهبط بالمظلة مع معدلات وليست لدي أي فكرة. أنا جندي بسيط. دوما ما كنت أنزل بالمظلة وحيدا." أحاول إقناعه." "يظلم وجه الضابط ويحمر ويبدأ في الدمدمة ويدعي أنني أتخابث عليه وأكذب مرة أخري. لا أتمكن من الرد والدفاع عن نفسي بينما كان يسرع بمناداة السجان. يقول لي عدة كلمات ويخرجني هذا إلي الخارج بوحشية."