انقسم وجهي فلم أعد أعرف أي القسمين ملامحي!! ولا أي القسمين أواجه به الناس!! أتساءل في ( المرآة ): - أي القسمين الصورة وأيهما العفريت؟ وتكشف ( المرآة ) عن العفريت الذي تجحظ عينه ( اليسري ) وتنبعج ملامحه بينما تظل عينه اليمني كاسفة متلاشية!! - أين النظرات التي أرجفت العتاة الخطرين؟ - أين النظرات التي سحرت المختالات من نجمات المجتمع؟ - واسفاه كنت الخال الطيب في العمل حتي كلفت بتلك العصابة من الأبالسة التي يطلقون عليها السرياليين!!! كلفت بقطع ألسنتهم.. كانوا يستعدون علينا القدر ويبتهلون إلي صاحب القدرة أن يضرب الظالمين بالظالمين، ولم يكف التهديد ولا الوعيد لإرعابهم!! يالرأسي إن الأرض تميد بيّ _ الدوخة. الدوخة تجرفني.. تتحول إلي دوامة.. ولا شيء يسمك بيّ!!! لم يسلم من كان قبلي في المهنة من الداء، وشخص الأطباء أمراضهم بأنها إصابة عمل، أما ما أصابني فهو لعنة السرياليين، عدوي الكاريكاتيريين المونولوجست _ أولاد الأبالسة!!! أنا لم أقتل منشدهم الذي كان يضع اللعنات علي ألسنتهم، إنما أردت فقط أن أخرس لسانه لا أزهق روحه!! ولم يجد الكبار سواي، سوي الخال الطيب ليخرس لسانه!! وما أن زهقت روح المنشد ( السريالي ) حتي ظهر خالي السريالي!!! الدوخة تتحول من الدوار الرأسي علي الدوار الأفقي والأرض تميد ولم أعرف موضع رأسي من قدمي. أخبرونا أن ذلك المنشد _ طويل اللسان _ مقطوع من شجرة لا سند له ولا قريب أو نسيب!!! - ابن الأبالسة؟ - لماذا ظهر الآن ( بعد موته ) أنه ابن جميع الآباء وشقيق كل الأشقاء ويطالب بدمه كل الأقباط والمسلمين؟ داخل رأسي تدوي أناشيده التي انتشرت داخل المكان وخارج المكان ولم تعد هذه الملامح ( في المرآة ) ملامح خالي الطيب!! - بل هذه التي أراها ملامح خالي السريالي. - آه يا سريالي!!!