ما هي أكلات الجمعة العظيمة عند الأقباط؟    الوزراء يتلقي شكوى في مجال الاتصالات والنقل والقطاع المصرفي    وزير التنمية المحلية يهنئ محافظ الإسماعيلية بعيد القيامة المجيد    رواتب تصل ل 12 ألف جنيه.. 3408 وظيفة ب16 مُحافظة - الشروط والأوراق المطلوبة    اليوم.. وزير الأوقاف ومحافظ الشرقية يفتتحان مسجد محمد فريد خميس بالعاشر من رمضان    وأنت في مكانك، خطوات تجديد بطاقة الرقم القومي أونلاين    اعرف سعر الدولار اليوم الجمعة 3-5-2024 فى البنوك المصرية    رغم المقاطعة.. كوكاكولا ترفع أسعار شويبس جولد (صورة)    تحرير 38 محضر إشغال طريق وتنفيذ 21 إزالة فورية بالمنوفية    الرئاسة في أسبوع.. قرارات جمهورية هامة وتوجيهات قوية للحكومة    أسعار البيض اليوم الجمعة في الأسواق (موقع رسمي)    تسلا تعرض شاحنتها المستقبلية سايبرتراك في ألمانيا    طريقة تشكيل لجان نظر التظلمات على قرارات رفض التصالح في مخالفات البناء    بعد استهدافها إيلات الإسرائيلية.. البحرين : سرايا الأشتر منظمة إرهابية خارج حدودنا    حرب غزة.. رسائل مصرية قوية للعالم لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى    السنوار يعارض منح إسرائيل الحق في منع المعتقلين الفلسطنيين من العيش بالضفة    أكسيوس: اجتماع أعضاء من «الشيوخ» الأميركي و«الجنائية الدولية» في محاولة لإنقاذ قادة الاحتلال    الزوارق الحربية الإسرائيلية تكثف نيرانها تجاه المناطق الغربية في رفح الفلسطينية    حماس تثمن قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرائيل    وزير الدفاع الأمريكي: القوات الروسية لا تستطيع الوصول لقواتنا في النيجر    تشكيل اتحاد جدة المتوقع أمام أبها| حمد الله يقود الهجوم    عبد المنصف: عرض سعودي ل مصطفى شوبير.. وأنصح الأهلي يبيع ب 4 مليون دولار    كلوب عن أزمته مع محمد صلاح: تم حل الأمر ونحن بخير    رئيس اتحاد الكرة: عامر حسين «معذور»    «الأرصاد» تحذر من طقس الأيام المقبلة: انخفاض درجات الحرارة وارتفاع الأمواج    خلافات سابقة.. ممرضة وميكانيكي يتخلصان من عامل بالمقطم    ننشر استعدادات صحة القليوبية لاحتفالات عيد القيامة واعياد الربيع .. تفاصيل    محظورات امتحانات نهاية العام لطلاب الأول والثاني الثانوي    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق مخزن ملابس بالعمرانية    استعدادات غير مسبوقة في الشرقية للاحتفال بأعياد الربيع وشم النسيم    حكم تلوين البيض وتناول وجبات شم النسيم.. الأزهر العالمي للفتوى يوضح    ذكرى وفاة زوزو نبيل.. عاشت مع ضرتها بشقة واحدة.. واستشهد ابنها    "مانشيت" يعرض تقريرا من داخل معرض أبوظبى الدولى للكتاب اليوم    بول والتر هاوزر ينضم ل طاقم عمل فيلم FANTASTIC FOUR    واعظ بالأزهر ل«صباح الخير يا مصر»: علينا استلهام قيم التربية لأطفالنا من السيرة النبوية    هل مسموح للأطفال تناول الرنجة والفسيخ؟ استشاري تغذية علاجية تجيب    ألونسو: قاتلنا أمام روما..وراضون عن النتيجة    الشارقة القرائي للطفل.. تقنيات تخفيف التوتر والتعبير عن المشاعر بالعلاج بالفن    حكم لبس النقاب للمرأة المحرمة.. دار الإفتاء تجيب    لأول مرة.. فريدة سيف النصر تغني على الهواء    تشاهدون اليوم.. زد يستضيف المقاولون العرب وخيتافي يواجه أتلتيك بيلباو    إشادة حزبية وبرلمانية بتأسيس اتحاد القبائل العربية.. سياسيون : خطوة لتوحيدهم خلف الرئيس.. وسيساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في سيناء    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدد المرات.. اعرف التصرف الشرعي    حكم وصف الدواء للناس من غير الأطباء.. دار الإفتاء تحذر    الهلال المنتشي يلتقي التعاون للاقتراب من حسم الدوري السعودي    الناس لا تجتمع على أحد.. أول تعليق من حسام موافي بعد واقعة تقبيل يد محمد أبو العينين    «تحويشة عمري».. زوج عروس كفر الشيخ ضحية انقلاب سيارة الزفاف في ترعة ينعيها بكلمات مؤثرة (صورة)    خريطة التحويلات المرورية بعد غلق شارع يوسف عباس بمدينة نصر    وزارة التضامن وصندوق مكافحة الإدمان يكرمان مسلسلات بابا جه وكامل العدد    دراسة أمريكية: بعض المواد الكيميائية يمكن أن تؤدي لزيادة انتشار البدانة    دراسة: الأرز والدقيق يحتويان مستويات عالية من السموم الضارة إذا ساء تخزينهما    أهداف برشلونة في الميركاتو الصيفي    رسالة جديدة من هاني الناظر إلى ابنه في المنام.. ما هي؟    حكم البيع والهبة في مرض الموت؟.. الإفتاء تُجيب    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    مصطفى كامل ينشر صورا لعقد قران ابنته فرح: اللهم أنعم عليهما بالذرية الصالحة    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عن أزمات اتحاد الكتاب وأشياء أخري
د.علاء عبد الهادي :سحبنا الثقة من وزير الثقافة لأنه لا يستحقها
نشر في أخبار الأدب يوم 07 - 05 - 2016

د.علاء عبد الهادي، شاعر وناقد أكاديمي، وأستاذ متخصص في الأدب المقارن، ترأس لما يزيد علي عقدين إدارة عدد من الجمعيات الفكرية والأدبية في مصر؛ كجمعية النقد الأدبي، وجمعية الأدب المقارن، والجمعية المصرية لدراسات النوع، وغيرها، فضلاً عن اتحاد كتاب مصر، الذي يمر حاليا بفترة صعبة، نحاور د.علاء حولها بصفته أحد أهم أطرافها، خاصة بعد أن وصلت إلي أروقة المحاكم وتضاربت الأنباء فيها ما بين سحب الثقة من مجلس الاتحاد، وإصدار الأخير بيانا لسحب الثقة من وزير الثقافة.
ما أهم مشكلات الثقافة المصرية التي لمستها من خلال إدارتك المتتالية لأكثر من جمعية أدبية؟
دعينا في البداية نقر بأن الثقافة المصرية في ظل سياسات وزارة الثقافة منذ فاروق حسني حتي الآن، قد عانت من غياب مجموعة من العناصر اللازمة لأية ثقافة كي تنهض اجتماعيا؛ سواء علي مستوي تردي أحوال الكتاب والمبدعين المادية والثقافية، أو علي مستوي غياب استراتيجية ثقافية لها سياسات واضحة في ظل الشرط الحضاري المعيش، وكان من نتائج هذه السياسات فشل المؤسسات الثقافية الرسمية القائمة في إفادة المحتاجين الحقيقيين للمعرفة بكل مستوياتها، فضلاً عن عجزها عن الاستفادةِ من العقل الثقافي العام وتوظيفِه في التنمية الثقافية الحقة، وذلك انطلاقا من فهمنا لقضية السياسات الثقافية بوصفها قضية تتجاوز إنتاج سلع ثقافية أو تسويقها، فالثقافة المصرية في أشد الحاجة الآن إلي إدارة استراتيجية راشدة ، قادرة علي وضع مشروع ثقافي متكامل ، يحترم تقاليدنا النبيلة ، وقيمنا الأخلاقية والإنسانية المتوارثة، ذلك لأن الدوافع الاقتصادية التي وجه النظام السابق أنظار النخب السياسية إليها، إن لم تكن مسبوقة بدوافع ثقافية مفعمة بخلق وطني وإنساني قويم، قد تؤدي- كما حدث في النظام البائد - إلي الفساد والانحطاط.
من خلال هذه الرؤية؛ عندما تقدمت لخطوة الترشح كرئيس للاتحاد. ماذا أردت أن تحقق؟
السؤال: هو ماذا أردتم أن تحققوا؟ لأنني مع فريق ولست وحدي، أردنا أن نحقق ميلادًا جديدا للاتحاد، علي مستويات أربعة؛ الأول هو القيام خلال سنة بإصلاح لائحي وتشريعي كامل، كيلا يقوم أي اختلاف علي هوي، بل يقوم علي نص يحكم بيننا، خصوصًا في لوائح لجان القيد، والأفرع، والجوائز، والنشر، واللجان، والشعب، وقد انتهينا في ستة أشهر من وضع ست لوائح جديدة، وافقت عليها ثماني جمعيات عمومية للأفرع، وننتظر موافقة الجمعية العمومية العادية للاتحاد في انعقاد قريب لها، للبدء في تطبيقها، المستوي الثاني هو البيئة الداخلية للعمل، وترتبط بحماية المقار من الحريق والسرقة، والتأمين عليها، وإصلاح الجهاز الوظيفي وتطويره، أما الثالث فيرتبط بالخدمات، علي مستويات الصحة والمعاش والنشر بخاصة، بينما الرابع والمهم هو معالجة ضعف تأثير الاتحاد في واقعنا الثقافي مصريا وعربيا ودوليا، فقد كان الاتحاد ومازال منعدم التأثير علي واقعه الاجتماعي.
ما أهم المشكلات التي قابلتكم؟
قابلتنا مجموعة من التحديات الكبيرة، علي المستويات التشريعية والخدمية والثقافية، وكنت أنتظر أن يتكاتف المجموع من أجل ميلاد ثان لاتحاد كتاب مصر، وهذا ما لم يحدث، كان أول التحديات التي قابلتنا هو كيف يقوم المجلس بحل المشكلات الكبري المتوارثة من العهود السابقة، في ظل اعتياد عدد من القدامي من أعضاء المجلس الحالي علي آليات عمل قديمة لن تعالج هذه التحديات الجديدة علي أي نحو جدي، ولن تتوافق مع الرؤية التي نادينا بها، وأهم هذه التحديات علي الإطلاق هو ضعف الخدمات المقدمة للأعضاء، علي مستويات المعاش والعلاج والنشر، فضلا عما نعرفه جميعًا من غياب أي تأثير حقيقي للاتحاد علي الواقع الثقافي، فظلت النشاطات محدودة التأثير والقيمة، وكأننا بإزاء ناد من نوادي الأدب أو مؤسسة تابعة لوزارة الثقافة.ألم تكن هناك طريقة للإصلاح أو معالجة هذه المشكلات؟
طبعًا، لو تجرد الطامعون مما لا حق لهم فيه، سعيًا إلي مصلحة المجموع وإلي أهداف أكبر منهم، فبالنسبة إلي مشكلات الاتحاد، كنا نري أن أي إصلاح يجب أن يبدأ علي مستويين، الأول انتهينا منه وهو الإصلاح التشريعي، والثاني ما قاربنا إلي الانتهاء منه وهو إصلاح يرتبط بالبنية التحتية للاتحاد، مع تطهير الجهاز الوظيفي، والتخلص من العادات الإدارية المستوطنة في الاتحاد المخالفة للوائح والقانون، وذلك عبر إعادة الهيكلة، وإحكام التوصيف الوظيفي، وكان التحدي الثالث الذي قابلنا هو غياب التشريعات المنظمة لأنشطة اللجان والشعب كافة، فقمنا بوضع بنية شاملة لإصلاح تشريعي متكامل، بدءًا بفك التشابك في اختصاصات اللجان والشعب المختلفة، وانتهاء بتحويل أفرع الاتحاد إلي نقابات فرعية، ودعمها لائحيًّا وماليًّا وإداريًّا لتقوم بنشاطها التنويري والثقافي في أقاليم مصر كافة، مع فتح ثلاثة أفرع جديدة، وعلي مستوي البنية التحتية للمكان، فوجئنا بأن الاتحاد خال تماما من أية حماية مدنية، فكان أول قرار للمجلس الجديد هو حماية مبني الاتحاد ومقتنياته في المقرين التي تقدر بالملايين من السرقة والتلف، وقمنا بالتأمين عليهم ضد الحريق والسرقة لأول مرة، بالإضافة إلي حماية المقر ورواده لأول مرة أيضًا، بشبكة جديدة لمقاومة الحريق، فحتي الموظفون لم يكونوا يعرفون من قبل أبسط أنواع الحماية حتي أرسلنا أربعة منهم للتدريب. وكان دفع قانون الاتحاد وما تم تعديله فيه من عوار الذي غاب في أدراج رؤسائه كافة سنوات طويلة إلي مجلس النواب لإقراره مطلبا طال انتظاره من الجمعية العمومية. نضيف إلي هذا مجموعة من التحديات المستوطنة أهمها رفع معاشات الأعضاء، ووضع مشروع علاجي صحيح وقانوني، واسترداد حقوق الاتحاد المالية الخاصة بالنشر، وقد تم استرداد ما يزيد علي أربعة مليون جنيه حتي الآن، واسترجاع حقوق الاتحاد علي الدولة. ويظل أهم هذه التحديات قاطبة التحدي الثقافي الذي يبدأ بتغيير نظرة الحكومة الضيقة إلي الثقافة، وهي نظرة لم تزل محصورة في إطارها المحدود بصفتها كتابة القصة والرواية والشعر. ليكون الاتحاد شريكا فاعلا في وضع السياسات الثقافية والتعليمية للدولة تشريعا وأداء. وقد قدمنا إلي وزيري ثقافة في هذه الفترة القصيرة مقترحات شاملة لتعديل لائحة المجلس الأعلي للثقافة، ومشروع آخر بقانون لتعديل لجنة جوائز الدولة، ولكن لا حياة لمن تنادي.
في رأيك؛ ما هي أسباب تفاقم أزمة اتحاد الكتاب الحالية؟ هذه ليست أزمة، حيث لا توجد دورة واحدة للاتحاد في العقدين السابقين دون اختلافات واستقالات، فمنذ رئاسة سعد الدين وهبة واستقالة ثروت أباظة، وبعده فاروق شوشة وآخرون، والاتحاد يشهد كل عام استقالات وخلافات كبيرة، لكنها لم تظهر علي هذا النحو الإعلامي الكبير إلا حديثًا، ربما يرجع السبب في ذلك إلي ضعف مواقع التواصل الاجتماعي وقتها. واستقالات بهاء طاهر، ووحيد حامد، وجمال الغيطاني وإبراهيم عبد المجيد وغيرهم مشهورة، وما سمي باستقالة العشرة التي قدمناها أيام فاروق خورشيد وكان معنا محفوظ عبد الرحمن، وحمدي الكنيسي، وفؤاد قنديل، وأحمد الشيخ، وطه وادي، وآخرون، مشهورة أيضًا، وكنت من كتب بيانها اعتراضًا علي ما حدث من وفد مصر في الجزائر وقتها، وبعدها أيضًا قدم ستة أعضاء من مجلس إدارة الاتحاد استقالاتهم في أثناء رئاسة الزميل محمد سلماوي بسبب مخالفة مجلس الإدارة لقانون الاتحاد في أيام ثورة يناير، وهكذا، ولكن هذه الاستقالات كانت كلها موجهة إلي الصالح العام وليس إلي تحقيق مكاسب شخصية، أو لصراع علي كرسي الرئاسة، أو علي سلطة منتخبة.
يحملك البعض مسئولية ما آل إليه وضع الاتحاد لأنك رئيسه ولم تستطع إحداث توافق بين الزملاء؟
لا يمكن إحداث توافق إلا علي حساب مصالح الأعضاء.
هل يمكن أن تضع أيدينا علي أصل المشكلة بشكل أوضح؟
المشكلة الأولي في رأيي تكمن في طبيعة تكوين الجمعية العمومية، وفي هذا السياق يصعب أن نغض الطرف عن مشكلات التلاعب الدائم في أعمال لجان القيد في العقدين الأخيرين بخاصة، التي سربت مئات العضويات غير المستحقة إلي عضوية هذا المكان الرفيع، كل هذا بالإضافة إلي عزوف أعضاء الاتحاد المهمين عن المشاركة في انتخابات الاتحاد والترشح لها، وسلبيتهم، فضلاً عن غياب انضمام مئات من المثقفين والمفكرين والمبدعين إلي عضوية الاتحاد حتي الآن. أما المشكلة الثانية فتكمن في ضعف موارده المالية، وهذا ما أثر علي استقلاله وجعله تابعًا للجهات التنفيذية للحكومة، بالمخالفة لكل الأعراف النقابية المعمول بها.
وأعضاء مجلس الإدارة؛ ألا تري أن ثلاثين عضوَا عدد كبير لمجلس إدارة نقابة لا يتجاوز عدد أعضائها ألفين وخمسمائة؟
طبعًا، هذه ملاحظة جيدة، وربما تمثل مشكلة ثالثة، فلا يمكن أن نغض الطرف عن أن العدد الكبير لأعضاء مجلس إدارة الاتحاد يصعب معه حدوث توافق دون ظهور خلافات حادة ودائمة، وقد حاولت أنا والزميل حمدي الكنيسي والزميل عادل سركيس عندما كنا نشكل لجنة إعداد تعديلات القانون الجديدة في لجنة القوي العاملة في مجلس الشعب خفض هذا العدد إلي عشرة أعضاء، ولكن السلطة السياسية ممثلة في رئيس لجنة القوي العاملة وقتها أصر علي نحو غريب علي بقاء هذا العدد، وقالها المسئول صراحة، إنه في ظل هذا العدد الكبير من المحال الاتفاق علي رأي واحد، ولأنكم نقابة فكرية، نخاف أن يحتلها فكر له اتجاه عَقَدِي واحد يتسبب في فرض الحراسة عليكم، ولهذا نحن نصر علي بقاء هذا العدد، كان يشير وقتها إلي الإخوان المسلمين، وكان ذلك منذ عشر سنوات تقريبًا.
وماذا عن المشكلات الحالية؟
إن كل ما يحدث الآن علي المستوي الموضوعي من صراعات بين كتل غير متجانسة كان كامنًا ينتظر أول فرصة لتحققه، لو أتيحت له الظروف، وذلك بدءًا من دورة فاروق خورشيد، وقد ظهر هذا واضحًا في السنوات الأربع الأخيرة، وبالآليات أنفسها، ولكن الفرق أن هيئة المكتب وقتها لم تصارع سلماوي علي رئاسة الاتحاد كما هو الوضع الآن، فهناك خمسة يتصارعون علي منصب رئيس مشغول أصلا! وأربعة علي منصب النائب المصعد، وهكذا، أقصد بذلك أن حدوث ذلك كان متوقعًا في أي وقت، هناك من الرؤساء من تحايل علي هذا الوضع لتأجيل هذا الصراع بأن خالف القوانين واللوائح، أو تنازل عن اختصاصاته طواعية، أو تنازل عن مصلحة الاتحاد لمكسب شخصي، أو وجاهة إعلامية، أو لهدف المحافظة علي كرسي زائل، وهناك من لم يقبل، معتبرًا أن ما يحدث الآن هو احتمال قابع في التاريخ ينتظر أية فرصة للتحقق، ويجب الخلاص منه من خلال حدوثه، كيلا يتكرر مستقبلاً، وقد قرر المجلس من خلال التزامه الكامل باحترام القانون واللائحة، الالتجاء إلي القضاء الذي سيحكم في هذا كله قريبًا وعلي نحو سيمنع مستقبلاً تكرار ما حدث معنا، فنتيجة كل ذاك في النهاية ستكون لصالح الاتحاد ومستقبله، وبعد أن يقول القضاء كلمته، ستحاصر في المستقبل أية مغامرة أو مقامرة من "شلة" أو (جماعة) أو (وزارة) تحاول الاستيلاء علي نقابة لصالحها! أو لصالح موظفيها! هذه المعركة ستسفر عن وجهها الطيب في النهاية بإقرار أحكام القضاء والالتزام بالقانون واللائحة.
وما الوجه الآخر لما يحدث الآن؟
هو وجهه القبيح المتمثل في تدني لغة الحوار، والكذب المستمر علي الرأي العام، والتزوير في أوراق رسمية، وتزييف الحقائق، والبلطجة، وقيام عدد كبير من الأخبار علي إشاعات، لم يستند ناشروها علي أية وثائق أو حقائق، واضعين كل الأطراف في سلة واحدة، دون أي اعتبار لميثاق الشرف الصحفي. بل إن ما يحدث الآن ليس بعيدًا عن رغبة عدد من المستقيلين أو مؤيديهم، إلي الرجوع عن استقالاتهم بعد تصعيد عدد آخر من المرشحين إلي أماكنهم الشاغرة. وهذا من المحال حدوثه قانونًا. وفي ظل تعمد عدد من أعضاء مجلس الإدارة الغياب لخمس جلسات متتالية علي مدار ثلاثة أشهر، رأيت أنه من مسئوليتي ومعي عدد مخلص من أعضاء مجلس الإدارة أن نصل بالاتحاد إلي بر أمان يحمي هذه المؤسسة، ويصون حقوق أعضائها في المعاشات والعلاج، بأسرع وقت ممكن، وسنظهر للرأي العام ولأعضاء الجمعية العمومية القادمة التي نعقدها في أقرب وقت مباشرة بعد استيفاء الميزانيتين والموازنتين، وبعد استكمال الجهاز المركزي للمحاسبات تقريره الحقائق كلها بالمستندات.
لماذا رفضت عقد انتخابات جديدة؟ ألا تعتبر تصعيد أكثر من نصف المجلس تعديا علي حق الجمعية العمومية التي اختارتهم؟
القانون يمنع ذلك، التعدي الحقيقي هو إجراء انتخابات جديدة وإسقاط حق المرشحين في التصعيد وليس العكس، وأنا لا أرفض أو أقبل، أنا أعرض علي مجلس إدارة، والمجلس سيد قراراه في حدود القانون واللائحة، وقد أشرت في بيان سابق أننا نؤمن إن أي قيادة نقابية محترمة لها طرائق قانونية ولائحية تنظم اختيارها، ليس منها إجبار من لم يستقيلوا من المجلس القائم علي القيام بحل المجلس، كي يرشح المستقيلون أنفسهم من جديد! ليعاد انتخابهم ثانية! لأن هذا لا يعني إلا إسقاط الحق الذي منحته المادة (32) من القانون لكل مرشح بالتصعيد، وقد كان عدد المرشحين في آخر انتخابات أجريت ممن لهم الحق القانوني في التصعيد 86 مرشحا. فالتمسك الكامل بنصوص قانون الاتحاد ولوائحه في هذه المرحلة المهمة من تاريخ الاتحاد هو الوسيلة الوحيدة الناجحة للإسراع بحماية الاتحاد من المقامرين عليه الذين اتبعوا تصرفات غير قانونية.
ولكن عدد المستقيلين وصل إلي 16 عضوًا؟
نعم، وهذا ما جعلنا نصعد مرشحين جددا تباعًا وفق نص المادة رقم 32 من القانون، وبعد استشارة نائب رئيس مجلس الدولة ومستشار الاتحاد المنتدب في الخصوص، لقد جاءت الاستقالات قصدًا علي نحو تآمري بعدد يمنع انعقاد المجلس، أو تحقيق النصاب القانوني للانعقاد، كما يمنع مجلس الاتحاد من مباشرةَ مسئولياته، فاستقال عدد من الزملاء استقالات غير مسببة وقبلنا استقالاتهم، بعد رفض المستقيلين حينها دعوتنا للرجوع عنها، لكنهم حين أرادوا العودة ثانية، في محاولة منهم للرجوع بالاتحاد ثانية إلي نقطة الصفر، وإرجاع الصراع علي السلطة فيه إلي نقطة البداية، بعد كل هذا الضرر الذي لحق بالاتحاد أدبيًّا ومعنويًّا، وبعد قبول الاستقالات بقوة القانون، وتصعيد مرشحين آخرين، رفضنا الانصياع لهذه المغامرات، وذلك لضرورة الالتزام بانتخاب نائب رئيس جديد (توقيع أول)، وأمين صندوق جديد (توقيع ثان)، بدلا من الزميلين المستقيلين، لمصلحة الأعضاء ومستحقاتهم.
اعتبر اتحاد الكتاب العرب أن ما يحدث في مصر شأن داخلي ورفض التدخل، ما الذي جعلكم تخاطبونه؟
في البداية كلمني الزميل حبيب الصايغ رئيس اتحاد الكتاب العرب واقترح إصدار بيان من اتحاد الكتاب العرب بشأن ما يحدث في اتحاد كتاب مصر، فاعتذرت منه، وأعلمته أننا قادرون علي حل مشكلات الاتحاد، وهي مشكلات لا يخلو منها أي اتحاد عربي، وأن أي تدخل سيزيد الأمر سوءًا لأنه سيعطي المعتدي علي القانون واللائحة، والمخالف للأعراف والأخلاق النقابية الراسخة مكانًا لا يستحقه في البيان، وفي اتصال
هاتفي كنت أقدم فيه تعازي اتحاد كتاب مصر له في وفاة أخيه رحمه الله، قال أن السكرتير أرسل إليه يقول له إنه من يمثل الاتحاد الآن! وكلام من هذا القبيل، وأشار إلي ضرورة شرح الموقف، ففضلت أن أرسل إليه وحده رسالة خاصة تشرح له الأمر، ولم أرسلها إلي غيره من الأصدقاء والزملاء من رؤساء الاتحادات العربية وذلك لمحاصرة التداعيات ووضعها في أضيق نطاق ممكن، ولكن من هم في الطرف الآخر استمروا، حينها أصدر اتحاد الكتاب العرب بيانًا، يخلو من الحسم، وضع فيه الأطراف كلها في كفة واحدة، وهو بيان تفوح منه رائحة مستشارين من مصر أرادوا أن يجاملوا كل الأطراف علي حساب الحق. فقرر مجلس الإدارة الامتناع عن الرد علي هذا الخطاب، وقد تفهمنا وقتها الدافع النبيل من وراء هذا الخطاب، وسيظل تقديرنا الشخصي للزميل حبيب الصايغ، والزميل عبد الرحيم علام، والزملاء جميعا رؤساء الاتحادات العربية كبيرًا.
انعقدت جمعية عمومية في الثامن من إبريل المنصرم وقررت عزل المجلس كله، وتشكيل لجنة تسيير أعمال. كيف تري الأمر؟
ما حدث وباتفاق جنائي تم فيه اقتحام المكان وكسر أقفالِ أبوابه هو وصمة عار لطخت جبين هذه النقابة المحترمة التي التزم أعضاؤها في كل مراحل تاريخها بحدود الحوار المحترم الراقي، وبمواد القانون، فهذا الاجتماع المسمي بالجمعية الطارئة فاقد لكل آثاره القانونية، وسكوتنا عليه يعني المشاركة بتزوير إرادة الجمعية العمومية. لقد أساء من توهم القيام بالدعوة إليها إلي سمعة الاتحاد بإجراءات مشينة فاقدة لأي سياق قانوني علي مستويي الشكل والمضمون، وهذا ما جعلها منعدمة الأثر، سواء بسبب دعوتها من غير ذي صفة كما تنص علي ذلك (مادة 38 من قانون الاتحاد)، أو لغياب موافقة مجلس الإدارة عليها، لأنها لم تصل إليه أصلاً، أو بسبب غياب أية دعوة صحيحة لأعضاء الجمعية العمومية المسددين (1600) عضو تقريبًا، كتابة قبل انعقادها بأسبوع علي الأقل للحضور، وكما تشترط ذلك المادة (21) من القانون، أو بسبب مخالفاتها للقانون في طلباتها، فضلا عن غياب استيفاء الشروط الشكلية اللازمة لتكون الدعوة إلي انعقادها معبرة تعبيرًا تصحيحًا عن رأي الجمعية العمومية دون تزييف إرادتها، وغياب كل هذا ما يجعل هذه الجمعية العمومية معدومة الأثر لغياب علم الأعضاء اليقيني بها، وبجدول أعمالها، اللازمين للتحقق من أنها قرارات تعبر عن إرادة صحيحة لهم، وغير مزيفة. وليست معبرة عن شلة، أو عن جماعة لها غرض، يجعلها غير ذي أثر. فالمئة التي حددها القانون للمطالبة بعقد جميعه عمومية غير عادية ليسوا هم الجمعية! نضيف إلي ذلك أنه لم يتم حضور النصاب القانوني لانعقادها، فقد حضرها عدد أقل من المائة، ومنهم عدد من غير المسددين، هذا فضلاً عن التزوير في توقيعات الحضور، وما أثير من لغط حول ست واقعات تزوير في الخصوص علي صفحات التواصل الاجتماعي. فضلاً عن مخالفة طلبات الجمعية جميعها لنصوص قانون الاتحاد رقم 65 لسنة 1975، ولائحته الداخلية، وللأعراف النقابية الراسخة. وهذا ما أكده رفض أحد موظفي الوزير لقراراتها.
ماذا عن آثار التحطيم الموجودة في مكتبك؟
للأسف النيابة لم تحسم التحقيق الخاص باقتحام الاتحاد وكسر أبوابه يوم عطلته، مما دفع بسكرتير الاتحاد الذي جمد المجلس صلاحياته بتاريخ 5 إبريل 2016، لاتهامه برفع عضوية منتسبة إلي عاملة دون علم لجنة القيد أو المجلس، في قضية تنظرها محكمة جنح قصر النيل في مايو الجاري ومعه اثنان إلي كسر مكتبي، ونهب ما فيه، وإتلاف محتوياته، وقد تم اتهامهم بمحضر سرقة وإتلاف وتبديد.
بعد قرار الوزير باعتماد محضر الجمعية العمومية وعزلك من رئاسة الاتحاد، تعدت الأزمة حدود الاتحاد وأضحت خصومتكم متمثلة في وزير الثقافة ومسئولين معه بعد تقديمكم دعوي ضدهما. ما تعليقكم علي هذا؟
بداية، لم يطعن الوزير علي محضر اجتماعنا وتشكيلنا للمجلس الجديد، وكان يجب الطعن عليه وفق المادة 30 من القانون لو كانت له نية فيما يسميه موظفوه اعتماد محضر جمعية عمومية مطعون عليها أمام القضاء، ثم إن وزير الثقافة عندما سألته بشأن قرار العزل أخبرني أنه لا يعرف عنه شيئا، ثانيًا لا خصومة لدينا مع الدولة، وقد أعلنت أكثر من مرة أن اتحاد الكتاب يقف مع القيادة السياسية، وأننا نسعي جميعا لإنجاح هذه المرحلة، في إطار الدستور الجديد والقانون، وليس لدينا أية خصومات مع أي وزير في الحكومة ما دام تصرفه وفق قسمه الوزاري الملزم له باحترام الدستور والقانون، وأؤكد هنا أن هناك فرقًا بين الحكومة والدولة، فأحيانا تكون معارضة الحكومة في مصلحة الدولة، وعكس ذلك صحيح! وكل هذا يتوقف علي احترام الدستور والقانون.
لماذا سحب مجلس إدارة الاتحاد ثقته من وزير الثقافة؟
لأنه لا يستحقها، قال الوزير إن المحضر المزعوم الذي أتاه قد تضمن ثلاثة قرارات، وعلي عكس ما جاء في المحضر المعلق في لوحة الإعلانات في الاتحاد الذي يتضمن قرارين فقط لم تأت في أي منهما كلمة واحدة عن عزل رئيس الاتحاد، فما جري في الجمعية العمومية المزعومة قد تضمن قرارين: الأول هو عزل المجلس كله، وكان ذلك يتطلب وفق المادة 23 من قانون الاتحاد ثلثي الأعضاء المسددين أي 1100 عضو تقريبًا، وهذا ما يجعل القرار معدومًا، والقرار الثاني هو تشكيل لجنة لتسيير الأعمال، وهذا مخالف للقانون واللائحة والعرف والمنطق أيضًا، هكذا لم يأت في هذين القرارين لو افترضنا صحة انعقاد الجمعية من قريب أو بعيد عزل رئيس الاتحاد أصلا، وكان يجب علي الوزير لو فكر قليلا الطعن عليه، لقد وصل الأمر بمجموعة لا يملكون أية خبرات نقابية إلي تزوير محضر نقابي لاجتماع جمعيتهم المزعومة نفسها! ليصبح لدينا محضران، واحد هو المحضر السري الذي ذهب إلي الوزير، والثاني هو المحضر المعلق في لوحة الإعلانات المتروك قصدا لخداع أعضاء الجمعية العمومية، وتزييف إرادتها مرة ثانية، هذه كارثة لم تشهدها أية نقابة من قبل.
هل يعني ذلك أن اعتماد الوزير كان خاطئًا؟
بل كان اعتماده آثمًا، وأظن أن لديه موظفين أقوي منه، يعملون ضده، لقد أصدر مجلس الإدارة بيانه بسحب الثقة من وزير الثقافة لحنثه بقسمه الدستوري علي نحو صريح ومباشر، وقد أوضحنا في هذا البيان أنه في سابقة خطيرة، لا تخلو من سوء استعمال السلطة، ومن محاولة فرض السلطة التنفيذية لوصايتها علي نقابة مستقلة، بالمخالفة لأحكام الدستور الذي نص علي "كفالة الدولة لاستقلال النقابات والاتحادات، وأنه لا يجوز حل مجالس إداراتها إلا بأمر قضائي، وأنه لا يجوز فرض الحراسة عليها، أو تدخل الجهات الإدارية في شئونها"، قام وزير الثقافة باعتماد ما يشبه قرارًا بعزل رئيس نقابة، معتقدًا أنه قرار لجمعية عمومية للاتحاد، دون أن يتيقن من حقيقة أن هذا القرار لم يرد أصلاً في قراريّ هذه الجمعية العمومية المزعومة المطعون عليهما بالبطلان في القضاء الإداري! ودون انتظار نتيجة هذا الطعن في مجلس الدولة! وقد ورد في بيان مجلس الإدارة بسحب الثقة من حلمي النمنم توضيح بأن قانون النقابة رقم 65 لسنة 75 لم يعط أية ولاية للوزارة علي قرارات الاتحاد، جمعيةً ومجلسًا، وكل ما منحه القانون للوزير هو "أن يطعن الوزير في انتخاب رئيس الاتحاد وأعضاء مجلس الاتحاد بتقرير يودع قلم كتاب محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة خلال خمسة عشر يوما من تاريخ إبلاغه بنتيجة الانتخاب"، فليس من حق الوزير أو غيره الموافقة علي قرار مجلس الإدارة أو الجمعية العمومية صحيحة كانت أو فاسدة، وليس من واجبه اعتمادها، فليس للوزير علينا سوي إخطاره فحسب وفق القانون واللائحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.