تعتبر دار تشكيل للنشر والتوزيع أحدث دور النشر المصرية، إذ أنها لم تكمل بعد عاماً واحداً في مجال النشر ولكنها حققت صدي جيداً إلي حد كبير حيث جاءت مشاركتها في معرض الكتاب 2016 قوية ولافتة رغم وجود شاب لم يكمل بعد العقد الثالث من عمره علي قمتها. سيد شعبان، مؤسس دار تشكيل للنشر والتوزيع، يقول إنه كان مسئولاً عن ملف النشر الأدبي في دار العلوم للنشر وعمل بها لمدة عامين واستطاع أن يحدث طفرة في مجال نشر شعر العامية ويضيف: "أقنعت دار العلوم أثناء فترة عملي هناك بضرورة توفير الميزانية اللازمة لطباعة دواوين الشعر كي لا يتكلف الشباب الموهوبون أية أعباء مالية ونشرنا خلال العامين الماضيين ما يقارب 50 ديواناً في شعر العامية مما أحدث ضجة كبيرة وشجع دور النشر الأخري علي اقتحام هذا المجال. بعد فترة فكرت في إنشاء دار نشر خاصة بي لأن هناك أموراً ومسائل فنية لا تروق لي ولا يمكنني تغييرها كما أنني لم أكن صاحب اليد الطولي رغم ما كنت أمتلك من صلاحيات ووجدت أن ذلك لن يتأتي إلا أن أمتلك داراً للنشر وأخوض التجربة التي إما أن تنجح بي وأنجح بها وإما أن تقضي علي إلي الأبد، والأمر لم يأتِ بالصدفة ولكني شاعر صدر لي من قبل ثلاثة دواوين شعرية وكتاب أدب ساخر كما أنني حاصل علي ماجيستير في إدارة الأعمال، بالإضافة إلي عملي من قبل في مجال النشر مما أكسبني خبرة انعكست بدورها علي هذا الظهور الأول الذي وصفه الكثيرون بالمبهر." لم تنشر دار تشكيل لأحد من مشاهير السوشيال ميديا سوي الشاعر عمرو حسن وهذا أمر أثار دهشة الكثيرين، وعن ذلك يقول سيد "نحن لا نتعامل مع مسألة النشر بنظرة تجارية ولا يهمنا المكسب المالي بقدر ما نطمح إلي بناء كاتب حقيقي ونشر أعمال ذات قيمة تضيف إلي القاريء كي نصعد نحن والكاتب خطوة خطوة. كان بإمكاني أن أنشر لعدد من نجوم الفيسبوك كي أضمن عوائد مادية ضخمة ولكني لم أفعل لأني أخطط للموضوع باستراتيجية المدي البعيد، فنحن لا نعتبر فشل كتاب ما بمثابة هزيمة لنا ولكن هزيمتنا الحقيقية تكمن في أن يتركنا كاتب كان معنا ويذهب لدار نشر أخري لأن معني هذا أننا لم نتعامل معه كما يجب ولم نوفر له الأسباب التي تجعله يرحب بالاستمرار معنا وهذا هو الخطر. الشاعر عمرو حسن يعتبر من مشاهير السوشيال ميديا لكنه شاعر حقيقي ولا يجب أن نقلل من قيمة كاتب ما لمجرد أنه يحظي بشعبية. ما يؤكد أننا في تشكيل لا ننظر للجانب التجاري هو أن قراراً شبه نهائي، أقوله هنا لأول مرة،هو أننا لن نكتب رقم الطبعة علي غلاف الكتاب كي لا ينخدع القاريء بالرقم، كما أن دور النشر الكبيرة لا تفعل ذلك وإنما تكتب أرقام الطبعات وسنوات الطبع في الصفحة الأولي للكتاب وهو ما ننتوي القيام به." وعن الإضافة التي يمكن للدار أن تقدمها لسوق النشر يقول شعبان "نحن في دار تشكيل لدينا مزية لا أظنها موجودة في أغلب دور النشر المصرية وهي المحرر الفني الذي ينظر إلي الأعمال الأدبية بشكل فني، يقدم النصائح إلي الكاتب ويسير معه نحو الشكل المثالي الذي يجب أن يخرج به العمل، كما أننا نطبع الأعمال من ميزانيتنا الخاصة ولا يتكلف الكاتب جنيهاً واحداً بعكس غالبية دور النشر التي تشترط الحصول علي مبلغ كبير نظير طباعة العمل، نحن أيضاً لا نشترط الحصول علي نسبة من الربح إذا ما فاز الكاتب بجائزة خارجية سواء في مجال الشعر أو الرواية، حيث يتوقف دورنا علي مسألة النشر والتوزيع، أما أن تتحول رواية ما إلي عمل سينمائي أو تليفزيوني، أو أن يحصل شاعر ما علي جائزة مالية فلا دخل لنا بذلك لأن الأمر هنا يتعلق بالمتن الذي لم نتدخل فيه وإنما هو الكاتب يجتهد ويسعي كي يخرج عمله مختلفاً مميزاً مستحقاً للجوائز."