في تجربة جديدة قامت الشاعرة عبير عبد العزيز بمزج قصائد من أشعارها مع صور لسبعة فنانين قاموا برسم الاثني عشر برجاً. وقدمت نتاج تجربتها في معرض استضافته استديو 5 بالجريك كامبس بالجامعة الأمريكية مع نهاية شهر ديسمبر الماضي. حيث كان بإمكان الزوار مشاهدة الشعر والفن في تجربة موازية لرؤية هذا العالم السحري للأبراج الفلكية في كروت بوستال تجمع نصوصا قصيرة مع رسوم سبعة فنانين من العالم. تقول الشاعرة عبير عبد العزيز : الطبيعة توازن بين النار والأرض والهواء والماء ، وهي أربعة عناصر لعلامات الاثني عشر برجا. الشمس تستغرق ما يقرب من شهر من السفر من خلال كل علامة، يتم تعيين علامة مختلفة شهريا ، وقد اهتم الكثير من الفنانين بهذا العالم وقدم كل فنان تصوره ورؤيته الخاصة بأسلوبه مستخدما معلوماته عن البرج من ألوانه وصفاته حتي وتأثيراته، ومستعينا بعلامات البرج وحروف لغته، وكانت متابعتي للتصورات الفنية حول رسم الأبراج الفلكية للعديد من فناني العالم عنصرا محفزا للقيام بتلك التجربة وهي نصوص قصيرة من قصائدي موازية لكل برج أو لكل تصور فني لهذا البرج وقدمت ذلك في كروت صغيرة للعرض. وتضيف عبير : يتحقق بذلك ثلاثة أمور أهتم لها كثيرا، أولها نشر الشعر بطرق جديدة ومبتكرة، ثانيا تقديم سبعة فنانين من دول ومناهج مختلفة لتقديم العديد من التصورات لنفس التيمة ، وأخيرا تقديم النص الثالث الذي يتكون بتلاقي البصري مع النص وذلك مشروعي الذي أهتم به في الشعر. وقد اختارت عبد العزيز مجموعة من الفنانين هم : "الفنانة Keturah Aril من كينيا ، Julia Humpfer من ألمانيا، Pietari Posti من أسبانيا، Helen Dardik من كندا و الفنان Pablo Lobato من الأرجنتين"، ويُعتبر هذا المعرض خطوة جديدة في خطوات مشروعها الشعري المهتم بتقديم الشعر مع الفنون المختلفة والذي ظهر في دواوينها السابقة مثل " مشنقة في فيلم كرتون" ، " عندما قابلت حجازي" وديوان "بيننا سمكة" ومشروع " ذات للشاعرات" . وتعلق عبير علي تلك التجربة قائلة : لابد للشعر من أجنحة جديدة يحلق بها. وأن نعود لنعتبر القصيدة هدية تُهدي بيننا. وأعتبر معرض كارت بوستال قد أتاح الفرصة مرة أخري لتدوير القصائد بطريقة جديدة وإبراز مناطق متميزة في النص الشعري في سياق جديد وخاص، فمن يقرأ تلك النصوص في سياقها كقصيدة مفردة أو في سياقها بجانب نصوص أخري في ديوان شعري مطبوع أو حتي في مجموعة نصوص منشورة بدورية أو مجلة غير أن تقرأ في سياق فكرة الكارت وتوازيها الفني مع الموتيفة الخاصة بالبرج كمعني شخصي علي جهة ومن ناحية أخري علاقتها بلوحة الفنان ورؤيته الفنية في منهجه في رسم وتصميم هذا البرج فكأنها خُلقت تلك القصيدة من جديد. ذلك بالإضافة إلي تشجيع كل من يبتعد عن قراءة الشعر والدفع به للقراءة والتأمل والربط. كما قام المعرض بحث بعض الفنانين المصريين للانتباه لتلك المنطقة من رسم موتيفات الأبراج وقد أهداني الفنان الجميل عفت أربع لوحات..واحدة للبرج الترابي ولوحة للهوائي ولوحة للأبراج المائية والرابعة للنارية.. وكانت مفاجأة مدهشة وقد حكي لي عن إحدي رحلاته في فرنسا وزيارته للمعهد الفلكي وأسرار تخص هذا العالم الخاص..وأتمني أن يكون المعرض نقطة إلهام للفنانين والشعراء والناس.