رغم رحيله عن دنيانا، إلا أن انتاجه الشعري، كان محلا للبحث العلمي، إنه الدكتور عبداللطيف عبدالحليم (أبوهمام)، حيث حصل الباحث رضا محمد غنايم علي درجة الماجستير عن دراسة بعنوان" (شعر عبداللطيف عبدالحليم (أبي همام) دراسة أسلوبية)..تمت المناقشة في كلية دار العلوم، جامعة القاهرة بإشراف د.الطاهر مكي. وفيها لفت الباحث إلي أن الدراسة تتناول نمطا فريدا في الشعر لأن انتاج أبي همام يجمع بين الأصالة والمعاصرة، خاصة عندما نظم "اللزوميات". عرض الباحث أطروحته من خلال المنهج الأسلوبي، الذي ينظر إلي لغة النص في شتي مستوياتها المتنوعة وبنياتها المتعددة مثل" البنية الصوتية، اللفظية، التركيبية، التصويرية، مشيرا إلي أن الشاعر يسقط علي أصعب القوافي وأندر البحور، وحاول البحث أن يكشف عن أسرار لغة النص الشعري في شعر أبي همام. جاءت الدراسة في خمسة فصول، في الفصل الأول منها تناول الباحث ظواهر البناء اللفظي، وفيه يرصد الباحث عدة ظواهر لفظية تسهم في توليد الدلالات وتشخيص المعاني، وعن طريقها كشف الباحث عن أبرز الدلالات والقيم المعنوية التي تمخضت عنها ثم رصد منزلتها وموقعها في نسيج النص، وثمة ظاهر أخري وهي التكرار اللفظي، وتكرار الجذر اللغوي أو إعادة اللفظية، وثالث الظواهر اللفظية التي اكتشفها الباحث تتمثل في المزواجات اللفظية وبين دورها في تجسيد الدلالة واستحضار المعاني. أما الفصل الثاني فتناول فيه الباحث أهم الملامح الأسلوبية في بنية الصورة الفنية في شعر أبي همام، وأسهمت - بدورها - في تشكيل الصورة الفنية، ومن هذه الرسائل: التشابه والتشخيص والتجسيد، والتجريد، وتراسل الحواس، ومزج المتناقضات، والصورة الواقعية، والصورة الدرامية، ثم بين الباحث دور كل وسيلة في بناء الصورة الفنية، في شعر أبي همام. وفي الفصل الثالث انصب البحث علي ظواهر التماسك والترابط لأجزاء النص الشعري، وفيه رصد عدة رسائل منها العطف للمتواليات الأسمية والفعلية، وأسلوب النداء، والفعل الأمر، طريقة الحكاية والسرد، بنية القول. واختص الفصل الرابع بدراسة ظواهر البنية التركيبية، وظواهر: الاعتراض، الخوف، والاضمار في شعر أبي همام. وفي الفصل الخامس والأخير عالج الباحث ظواهر البنية الايقاعية من خلال محورين: ايقاع خارجي أو موسيقي إطار بما فيه من أوزان وقواف، وايقاع داخلي أو موسيقي الحشو، وذلك من خلال المحاكاة الصوتية ، بتكرار صوت واحد. ولفت الباحث إلي أن أبا همام لم ينظم لزومه في كل الأوزان أو البحور الخليلية، أو ما تداركه عليه الأخفش، بل أعرض عن بحر الخبب، وأعرض عن قول الشعر الحر، وأصر علي ركوب بحر المنسرح، وهو بحر قليل الدوران علي ألسنة الشعراء منذ امريء القيس، كما أصر علي كتابة ديوان بأسره بعنوان: مقام المنسرح، إذ أن هذا البحر لا يقدر عليه سوي الأفذاذ من الشعراء. تمت مناقشة الرسالة في كلية دار العلوم بإشراف د.الطاهر مكي، ومشاركة د.عبدالرحمن الشناوي ، وناقش الباحث كل من: د.محمد أبوالفضل بدران، د.أبواليزيد الشرقاوي. وقد أوصت لجنة المناقشة علي لسان د.أبوالفضل بدران في تقرير لها نص علي أن الرسالة تتناول شاعراً موهوبا لم يحظ بالقدر الكافي من الدراسات، وأن لغة الباحث خالية من العيوب تقريبا علي النقيض مما يراه في رسائل أخري، وأوصي د.محمد أبوالفضل بدران بأن الباحث قد فتن بأبي همام، وأوصي بضرورة الحيادية أثناء البحث، وأن يغض الطرف عن الالتفات بكل أنواعه، وطالبه بإعادة النظر في الشعر الحر الذي يعتمد علي تفعيلة خالصة أو مركبة، وأوصي د.بدران بأن يكون هناك حد فاصل بين النظم والشعر، وأن لزوميات أبي همام معارضة لأبي العلاء المعري ، وتقع تحت طائلة النظم.