استضاف المقهي الثقافي أربع فعاليات ثقافية علي مدار اليوم. تبدأ الفقرة الأولي "قراءات في كتابات الأقدمين" منذ الواحدة ظهراً وتستمر حتي الثالثة. في ندوة لمناقشة كتاب "المثنوي" لجلال الدين الرومي قالت الكاتبة سلوي بكر إن إعادة قراءة التاريخ وكتب التراث ما هي إلا محاولة لاستدعاء قيم علمية وأدبية وتاريخية أنجزها السابقون علينا كي نستطيع الحكم علي موقعنا الآن, وأكدت بكر علي أهمية قراءة كتب التراث مع مراعاة سياقها التاريخي حيث إن الكثيرين من علماء الصوفية لم يتبعوا القواعد الدينية وانتهت حياتهم بالقتل كما حدث مع الحلاج. من جانبه قال الدكتور حجاجي إبراهيم, أستاذ الآثار, أن كتاب المثنوي يعد بحق كتابا جامعا يشمل قصص الملوك والأمراء ويهدف إلي تأديب الأبناء كما أشار إلي استخدام الرومي لطريقة (الأمثولات الحكائية) وهو نوع من الفنون انتقل في القرون الوسطي إلي العرب وكان لملوك الهند والفرس السبق في استخدامه كما أن كثيراً من تلك الأمثولات مأخوذة من كتاب كليلة ودمنة الذي يهدف إلي تربية الملوك والحكام وتقويم سلوكهم وبذلك استطاع الرومي أن يؤثر في قراء الكتاب دون أن يوجه لهم النصيحة بشكل مباشر. عن العلاقة بين المثقف والسلطة دار النقاش حول كتاب "كليلة ودمنة" قال الدكتور أحمد درويش إن اسم الكتاب ليس حقيقياً لأنه كان يحمل اسما مغايراً وهو "الحكايات الخمسة" وهي التي وضعها بيدبا الفيلسوف من أجل توجيه النصيحة بشكل غير مباشر كي لا ينفر الناس فجاءت الحكايات علي هيئة محاورات علي ألسنة الطيور والحيوانات ثم جاء من بعده برزويه وكتب الحكاية السادسة بعنوان "كليلة ودمنة" وأطلق الاسم علي الكتاب. "شرح تشريح القانون لابن النفيس" كان موضوعاً للنقاش في ندوة أخري ضمن ندوات "قراءات في كتابات الأقدمين". قال فيها الدكتور محمود الخيال إن تخلفنا عن اللحاق بركب الحضارة والتقدم سببه الأساسي أننا لا نستفيد من كتب الأقدمين, وذلك بخلاف أن المناخ العام لدينا في مصر أصبح طارداً للعلم والعلماء كما أن القراءة والمعرفة انحصرت في فئة قليلة العدد صغيرة الحجم وانحصرت في الشعر والمسرح فقط . منذ الثالثة عصراً وحتي الخامسة مساءً كان المقهي يستضيف عدداً من الشخصيات ويدير معها لقاءات مفتوحة حول الأدب والفن ودور المثقف وعلاقته بالسلطة والجماهير أكدت الشاعرة والكاتبة فاطمة ناعوت في لقاء مفتوح حول تجربتها الإبداعية ومشوارها في الكتابة علي أنها ليست ناشطة سياسية لأن الشاعر لا ينبغي له أن يكون سياسياً بحسب كلامها ذ كما تحدثت عن أزمتها الأخيرة والتي حكم عليها بسببها بالسجن ثلاث سنوات حيث رأت أن ذلك يحد من حرية التعبير لأن التعبير ليس جريمة كما أنها تعبر عن آرائها ومواقفها في قالب شعري وأضافت فاطمة : " لم يعارضني شاعر ولا كاتب ولا رجل دين فيما كتبت وما كتبته لا يعتبر صادماً للرأي العام في مصر ولا يوجد فيها ازدراء للأديان". من جانبه قال الشاعر والناقد شعبان يوسف أنه يكن كل تقدير واحترام لفاطمة ناعوت وما تكتب وتحدث عن ديوانها الشعري الأخير (الأوغاد لا يسمعون الموسيقي) حيث رأي أنه دليل علي النضج الفني الذي وصلت إليه الكاتبة ومن يتابعها منذ صدور ديوانها الأول يعي ذلك تماماً كما أن ناعوت تحتاج لكتاب كامل يؤرخ لها ويتحدث عن سيرتها الذاتية ولا يمكن لبضعة أسطر أن تفي بالغرض. في لقاء تحت عنوان "الإبداع في مواجهة الإرهاب" قالت الكاتبة عزة كامل إن هناك أنواعاً متعددة للإرهاب حيث تعد عمليات التصفية ضد القطط والكلاب في نادي الجزيرة نوعاً من أنواع الإرهاب كما أن ممارسات بعض الإعلاميين علي شاشات التليفزيون لتصفية حساباتهم مع خصومهم يندرج تحت بند الإرهاب وأشارت عزة إلي ضرورة الاهتمام بالوعي لدي القاريء وفصل الدين عن الدولة كما طالبت بضرورة إسقاط قانون ازدراء الأديان من قانون العقوبات وعدم وضع قيود أو حدود لحرية التعبير. ق الدكتور كمال مغيث, الباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية قائلاً : " الإبداع هو كل المنتجات التي تخرج من فعل ممارسة الحرية حيث يعد الإرهاب محاولة فرض موقف أو منع الإبداع باستخدام القوة" وأوضح مغيث أن ثقافة الإرهاب تتمحور حول قاعدة واحدة وهي "اللا اختيار" وتنبني علي تحريم كل شيء إذ يبدأ أحدهم الكلام بقوله مثلاً "التماثيل حرام" فهو هنا قد أنهي النقاش قبل أن يبدأ إذ يري أن شيئاً محرماً لا يمكن لبشر أن يتناقش حوله. "في محبة ابتهال سالم" كان هذا عنوان اللقاء الذي استضاف عدداً من أصدقاء الكاتبة الراحلة ابتهال سالم تكريماً وإحياءً لذكراها. قالت الكاتبة صفاء عبد المنعم أن الراحلة كانت ودودة ومحبة للجميع لدرجة تشعر كل من يقترب منها أنها أصبحت أقرب الناس إليه وهذا جعل لها مكانة عالية في القلوب. كانت ابتهال مصنفة شيوعية وكانت خطواتها مرصودة حتي فصلت من وظيفتها فكتبت رواية "نوافذ زرقاء" عن تلك المرحلة وفي الثمانينات جاءت واستقرت في القاهرة وأصدرت مجموعتها "النورس" وتوالت بعد ذلك المجموعات القصصية والكتابات الإبداعية. من جانبها طالبت الكاتبة سها زكي أن تتولي وزارة الثقافة إصدار سلسلة لكبار الكتاب الذين رحلوا ومن بينهم ابتهال سالم كي تحفظ هذه السلسلة ما كتبوا وأبدعوا وتكون علي غرار سلسلة الجوائز. في لقاء حول مشوارها الفني وتجربتها الحياتية قالت الدكتورة إيناس عبد الدايم إن اعتصام وزارة الثقافة الذي كان في عهد الإخوان كان نقطة تحول كبيرة في حياتها, كما أشارت إلي امتناعها عن تولي وزارة الثقافة رغم مطالبة الكثير من المثقفين لها بترؤس الوزارة وذلك لأنها لم تكن تستهدف أية مكاسب سياسية من وراء الاعتصام, وتحدثت عبد الدايم عن خطتها لتطوير دار الأوبرا حيث أصبح لدينا الآن فروع لها في الإسكندرية ودمنهور وأكدت علي أنها بصدد الحديث مع الدكتور هيثم الحاج علي بخصوص إمكانية توفير خيمة داخل معرض الكتاب كي يتاح لدار الأوبرا المشاركة بعروضها وحفلاتها خلال فترة المعرض. في ندوة لمناقشة رواية "العفاريت والبرتقالة" للدكتور طلعت شاهين, قال الدكتور عزوز علي إسماعيل أن العمل الأدبي يهدف في الأساس للمتعة ولابد له أن يشير إلي الواقع وهذه الرواية تعد خليطاً بين السيرة الذاتية والخيال اللامحدود أخذنا معه الكاتب إلي آفاق غير مرتادة وكان يلقي الضوء كثيراً علي ما عاناه وعاينه خلال رحلته مع المرض والعلاج. تحدثت الكاتبة انتصار عبد المنعم عن الدلالة التي تحملها كلمة البرتقالة والتي تشير إلي الورم الذي أصاب الكاتب وزاد حجمه إلي أن صار في حجم البرتقالة إلي أن تم استئصاله، وأشارت انتصار إلي أن الرواية ليست بدعاً من الكاتب في تسجيله لرحلته مع المرض إذ فعلها من قبل الشاعر حلمي سالم في ديوانه "مدائح جلطة المخ". من جانبه قال الدكتور طلعت شاهين إنه عاني كثيراً أثناء مرض عضال ألم به وخاض معه تجربة مريرة, كنت أهدف من كتابة الرواية أن أنقل هذه التجربة. التي يمكن لكثيرين أن يمروا بها وأنا أميل في كتابتي إلي رواية الشخصيات لأن لكل شخصية رواية.