أحدى المشاركين يلقى قصيدة خمس فعاليات ثقافية تقام علي مدار اليوم بمخيم الإبداع. تأتي البداية مع مناقشة أحد الدواوين الشعرية تحت عنوان "في ديوان الشعر" وتبدأ في الواحدة ظهراً وتستمر حتي الثانية والنصف. عن ديوان "مهدية ودرويش ونبي" للشاعر أحمد عبد الجواد قال الكاتب أيمن مسعود "هذا الديوان مقسم إلي ثلاث دلالات رئيسية هي المهدية والتي تعبر عن حالة شعبية بكل ما تحمل من دلالات, ثم الدرويش الذي تبدأ عنده حالة صوفية أكثر وعياً تساعد القارئ علي استقبال الحالة الثالثة وهي التي استعان فيها الكاتب ببعض مراحل السيرة النبوية" وأضاف مسعود أن الديوان يعد شاهداً علي ذاكرة المجتمع حيث يري أن استخدام الشاعر لكلمة "سفر" وما لها من دلالة دينية مقدسة يعتبر اعترافا بإيمان الشاعر بتلك القصائد التي كتبها وهو ما يعد ضرورة لقراءة الديوان من بدايته حتي نهايته لأنه في مثل هذه الحالة لا تصلح القراءة من المنتصف. من جانبه تحدث الناقد خليل عبد الرازق عن الحالة الصوفية للديوان وامتلائه بالرموز الصوفية والشعبية والدينية والصور والتراكيب الشعرية الجديدة التي تدل علي تفرد الكاتب في ندوة أخري لمناقشة ديوان "وكأني مش غيري" للشاعر محمد عزيز تحدث الكاتب أحمد البحيري أن قصيدة العامية أصبحت تناقش شتي أنواع الأفكار والاتجاهات من فلسفة وفكر وفي الديوان يسيطر الحلم علي القصائد حيث يعد أكثر المعاني تواجداً كما استخدم الشاعر كلمات ومفردات جديدة علي القصيدة العامية مع تصوير جميل بسيط ورصد دقيق لسلوك الإنسان. الدكتور شوكت المصري قال إنه علي المستوي الشخصي لا يتقبل فكرة قصيدة نثر العامية لأنها بدون موسيقي تصبح جسداً بلا روح أما من وجهة النظر النقدية فللمبدع الحق في اختيار الشكل الذي يكتب به ويرتاح إليه وقد جدد الشاعر هنا في قصيدة العامية وهذا واضح في هذا الديوان. عن ديوان "المتمنية" للشاعرة هاجر عمر قال الشاعر الدكتور حسن طلب : " لقد اختارت الشاعرة الطريق الأصعب دون أن يكون هذا الاختيار مجانياً فقد علمت صعوبة طريقها واستعدت بثقافة واسعة وروضت بحورها علي الرغم من وجود الكثير من الإحالات في الديوان". من جانبه قال الدكتور شريف الجيار أن عنوان الديوان جاء مناسباً للمحتوي إذ إننا نتعامل مع ذات شاعرة تري نفسها محور العالم, كما أشار الجيار إلي استخدام الشاعرة لتقنية تضافر السياقات فتعبر من الحالة الرومانسية عن أزمة العراق وشكلت من تلك الأزمة أزمة العرب ككل. قال الكاتب وحيد الطويلة في مناقشته للمجموعة القصصية "السيدة كاف" للأديب عاطف عبيد إن الموسيقي حاضرة في لغة الكتابة للقصص وهو ما يؤثر علي السرد ويعطيه قيمة إضافية من خلال الإيقاع كما أشار إلي أن المجموعة تحمل رؤي ودلالات فلسفية أضفت عليها نوعاً ما من الحيوية. من جانبه قال الناقد حمدي النورج إن الكاتب يعتمد في قصصه علي الحذف والإزاحة "إذ إن المسكوت عنه أو الفراغات في قصصه شاسعة وعلي القارئ أن يملأها من عنده إذ يطرح ومضة واحدة في حياة كل شخصية تاركاً للخيال طريقاً وسيعاً لاستكناه الكثير مما يتعلق بها وبلغ الحذف مداه في أقصوصة قصيرة جداً لا تزيد علي أربع كلمات تقول (أرادت التوبة فاغتسلت بالخمر) وأكد حمدي علي قدرة الكاتب علي كسر البنية التوقعية حيث اعتمد علي الإدهاش مما فتح آفاقاً عدة للتأويل. في ندوة أخري لمناقشة رواية "حكايات صغيرة للشيطان" للأديب سعيد نوح قال الكاتب إن السبب وراء كتابة الرواية هو حادث قطار الصعيد الذي راح ضحيته 50 طفلاً وهو ما استرعي انتباه الكاتب وأوحي له بفكرة الرواية التي يتساءل فيها عن ذنب هؤلاء الأبرياء وأمثالهم وما الحكمة من خلق الشيطان وتركه يعيث في الأرض فساداً. الدكتور شاكر عبد الحميد قال إن الرواية تصور قصة الخطيئة الأولي التي استمرت مع الإنسان حتي الآن حيث تمتلئ بالأساطير والفانتازيا فتشبه المرايا المنكسرة التي نري فيها الذوات الإنسانية في حالة من التفتت والتشظي فيعيد الكاتب هنا إعادة الصياغة ليس علي لسان آدم بل علي لسان الشيطان وهذا هو الجانب الآخر من الرواية. من جانبه قال الناقد سيد ضيف الله : " إن بداية الأحداث من خلال حكاية خلق الله للسماوات والأرض التي كانت رتقاً واحداً مكوناً من السماء الأب والأم الأرض وأبنائهم الخمسة شمس وقمر ونار وريح وضباب، ثم طرحت الرواية أسطورة الفصل بينهم". وأضاف ضيف الله أن الرواية تحكي عن الإنسان، وكيف كانت الحياة قبل ظهوره للمرة الأولي من خلال الشيطان الذي رفض أن يستجيب لأوامر الله ويسجد لآدم كما فعل الملائكة. عن المجموعة القصصية "ذلك المكان الآخر" للقاص أسامة ريان قالت الكاتبة سامية أبو زيد إن الكاتب يولي اهتماماً كبيراً للتكوين الأسري في المجتمع وأهمية نقل الخبرات بين الأجيال, كما أشارت إلي تناثر قدر كبير من المعلوماتية بين القصص دون أن يصاب القارئ بالملل. من جانبه قال الكاتب عمر شهريار إن العنوان يحتمل عدة دلالات والراوي هنا منشغل برصد العالم وما يجري فيه مما جعل الماضي هو الركيزة التي يعود إليها الكاتب ويهتدي بها دائماً كما أشار شهريار إلي أن ثمة حالة من الفقد تسيطر علي قصص المجموعة.